ـ[أم الليث]ــــــــ[31 - 01 - 07, 07:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
روى البخاري في صحيحه ج1/ص14/كتاب الإيمان
6 باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه
13 حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن حسين المعلم قال حدثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
ترجمة رواة الحديث:
-مسدد: هو أبو الحسن، مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مستورد الأسدي
-يحيى: هو أبو سعيد، يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي، الملقب بالأحول
-شعبة: هو أبو بسطام، شعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي الواسطي
-قتادة: هو أبو الخطاب، قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي
-أنس رضي الله عنه: هو أبو حمزة، أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصاري المدني
-حسين المعلم: هو الحسين بن ذكوان العوذي، الملقب بالمكتب المعلم
-قتادة: هو أبو الخطاب، قتادة السدوسي
-أنس: هو أنس بن مالك
موضوع الحديث:
حب الخير للأخ من الإيمان
غريب الحديث:
-لا يؤمن: أي لا يكتمل إيمانه
من فوائد الحديث:
-قال ابن حجر: المراد بالنفي كمال الإيمان ونفى اسم الشيء على معنى نفي الكمال عنه مستفيض في كلامهم كقولهم فلان ليس بإنسان فإن قيل فيلزم أن يكون من حصلت له هذه الخصله مؤمنا كاملا وإن لم يأت ببقية الأركان أجيب بان هذا ورد مورد المبالغه أو يستفاد من قوله لأخيه المسلم ملاحظة بقية صفات المسلم وقد صرح بن حبان من رواية بن أبي عدي عن حسين المعلم بالمراد ولفظه لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان ومعنى الحقيقة هنا الكمال ضرورة أن من لم يتصف بهذه الصفة لا يكون كافرا وبهذا يتم استدلال المصنف على أنه يتفاوت وأن هذه الخصلة من شعب الإيمان وهي داخلة في التواضع
-قوله ما يحب لنفسه أي من الخير، والخير كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيويه والاخرويه وتخرج المنهيات لأن اسم الخير لا يتناولها والمحبة إرادة ما يعتقده خيرا
-قال النووي المحبة الميل إلى ما يوافق المحب وقد تكون بحواسه كحسن الصورة أو بفعله إما لذاته كالفضل والكمال وإما لإحسانه كجلب نفع أو دفع ضرر انتهى ملخصا
-والمراد بالميل هنا الاختياري دون الطبيعي والقسري
-والمراد أيضا أن يحب أن يحصل لأخيه نظير ما يحصل له لا عينه سواء كان في الأمور المحسوسة أو المعنوية وليس المراد أن يحصل لأخيه ما حصل له لا مع سلبه عنه ولا مع بقائه بعينه له إذ قيام الجوهر أو العرض بمحلين محال
-وقال أبو الزناد بن سراج ظاهر هذا الحديث طلب المساواة وحقيقته تستلزم التفضيل لأن كل أحد يحب أن يكون أفضل من غيره فإذا أحب لأخيه مثله فقد دخل في جملة المفضولين قلت أقر القاضي عياض هذا وفيه نظر إذ المراد الزجر عن هذه الإرادة لأن المقصود الحث على التواضع فلا يحب أن يكون أفضل من غيره فهو مستلزم للمساواة ويستفاد ذلك من قوله تعالى:"تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا" ولا يتم ذلك الا بترك الحسد والغل والحقد والغش وكلها خصال مذمومة
-فائدة قال الكرماني ومن الإيمان أيضا أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر ولم يذكره لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه فترك التنصيص عليه اكتفاء والله أعلم
-وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم: قال العلماء رحمهم الله معناه لا يؤمن الايمان التام والا فأصل الايمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة والمراد يحب لأخيه من الطاعات والأشياء المباحات ويدل عليه ما جاء في رواية النسائى في هذا الحديث حتى يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه
قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح وهذا قد يعد من الصعب الممتنع وليس كذلك اذ معناه لا يكمل ايمان أحدكم حتى يحب لأخيه في الاسلام مثل ما يحب لنفسه والقيام بذلك يحصل بأن يحب له حصول مثل ذلك من جهة لا يزاحمه فيها بحيث لا تنقص النعمة على أخيه شيئا من النعمة عليه وذلك سهل على القلب السليم وانما يعسر على القلب الدغل عافانا الله واخواننا أجمعين والله أعلم
-قال الصنعاني في سبل السلام:" ... قال أبو داود إنه يدور على أربعة هذه ورابعها حديث لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (أي ذكر أنه من الأحاديث التي تدور عليها قواعد الإسلام)
-في هذا الحديث أدب رفيع في الصحبة والأخوة
¥