تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5 - د. خليل إِبْرَاهِيم ملا خاطر فِي مقدمة تحقيقه لكتاب "مناقب الإمام الشَّافِعِيّ " لابن كثير (33 - 48).

وفي توالي التأسيس لابن حجر (83): قَالَ الربيع: ((أقام الشَّافِعِيّ هاهنا - أي فِي مصر - أربع سنين فأملى ألفاً وخمسمئة ورقة وخرج كِتَاب الأم ألفي ورقة …)).

نعم … وُجِدَتْ بعض التعليقات والتعقيبات لراوي الكِتَاب "الربيع" بل وُجِدَتْ فصولاً فِي الكِتَاب لَمْ تَكُنْ من تأليف الشَّافِعِيّ، والتي قَدْ نَصَّ عَلَيْهَا الربيع أَنَّهَا من قراءته عَلَى الإمام وليست من تأليفه، مِثْلَ ما جاء فِي غسل الميت قَالَ: ((أخبرني الربيع بن سليمان قَالَ: لَمْ أسمع هَذَا الكِتَاب من الشَّافِعِيّ وإنما أقرؤه عَلَى المعرفة)).

إلا أن هَذَا الَّذِي ذكرناه لا يقدح فِي كون الكِتَاب من تأليف الإمام الشافعي وخاصة إذا علمنا طريقة الإمام الشَّافِعِيّ فِي التصنيف والتي قَالَ عَنْهَا بحر بن نصر الخولاني فِي توالي التأسيس (77): ((وكَانَ يضع الكِتَاب بَيْنَ يديه ويصنف فإذا ارتفع لَهُ كِتَاب جاءه ابن هرم فكتب ويقرأ عَلَيْهِ البويطي وجميع من يحضر يسمع فِي كِتَاب ابن هرم ثُمَّ ينسخونه بَعد، وكَانَ الربيع عَلَى حوائج الشَّافِعِيّ فربما غاب فِي حاجة فيعلم لَهُ فإذا رجع قرأ الربيع عَلَيْهِ ما فاته)).

وتتلخص طريقة الإمام الشَّافِعِيّ فِي كِتَاب " الأم " بما يأتي:

يبوب الباب أولاً ثُمَّ يصدره بسرد الآيات القرآنية المتعلقة بمباحثه ويتناولها بالشرح والتحليل والاستنباط، ثُمَّ يفعل الأمر نفسه مَعَ الأَحَادِيث المتعلقة بالباب محتكماً إلى اللغة فِي فهمها والاستنباط مِنْهَا، ثُمَّ يعرض الآثار المنقولة عَن علماء السلف، وينقل فهمهم وتفسيرهم مَعَ استعماله للقياس، وَهُوَ فِي ذَلِكَ كله يحاور ويناقش ويناظر بكل موضوعية وأدب مَعَ ذكر الأقوال ومذاهب الفقهاء من السلف فِي المسائل الخلافية.

وأحياناً يخصص لَهَا باباً فِي آخر الأبواب التي يجري فِي بعض مسائلها خلاف بَيْنَ العلماء، ويستوفي المسألة وأقوالها هناك: عرضاً واستدلالاً ومناقشةً.

علماً أن الكِتَاب قَدْ تكررت فِيْهِ بعض المسائل والمباحث؛ ومرد ذَلِكَ إلى طبيعة العمل الموسوعي واتصال مسائل الفقه وقضاياه ببعضها.

ويعد كِتَاب الأم كتاباً جامعاً لكثير من كتب الأصول والفقه والحديث حيث حوى بَيْنَ دفتيه: كِتَاب " الرِّسَالّةِ "، و" إبطال الاستحسان "، و" جماع العلم "،

و" اختلاف الحديث "، و" سير الواقدي "، و" سير الأَوْزَاعِيّ "، و" الرد عَلَى مُحَمَّد بن الحسن "، و" اختلاف العراقيين "، و" اختلاف علي وعبد الله بن مسعود "،

و" اختلاف مَالِك والشافعي ".

وَقَدْ ميزتْ كِتَاب" الأم " سمات جعلته فِي مصاف المقدمة بالنسبة لتراث الأمة الإسلامية ومنها:

1 - أَنَّهُ يعد من أقدم المصنفات الجامعة لمعظم علوم الفقه الإسلامية، وَقَدْ حوى الكثير من النصوص والأحاديث والآثار؛ حَتَّى زادت الآثار فِيْهِ عَلَى أربعة آلاف حَدِيث مِمَّا يعني أَنَّهُ من الكتب المسندة المهمة خاصة مَعَ تقدم وفاة الشَّافِعِيّ وأخذه عَن إمامي الحجاز مَالِك وسفيان.

2 - احتكام مؤلفه كثيراً إلى اللغة فِي فهم النصوص وتفسيرها.

3 - المزج فِيْهِ بَيْنَ الفقه والأصول والقواعد والضوابط والفروع الفقهية.

4 - اشتماله عَلَى المناظرات والمناقشات العلمية الدقيقة التي تربى الملكة وتصقل الموهبة.

5 - أَنَّهُ أحد المصادر المهمة التي حفظت لنا آراء بعض الفقهاء من معاصري الشَّافِعِيّ كابن أبي ليلى والأوزاعي.

6 - أَنَّهُ أحد أهم المصادر فِي الفقه المقارن كَمَا إنَّهُ مصدر أساسي فِي تقرير المذهب الشَّافِعِيّ.

7 - وفي الكِتَاب إشارات كثيرة لسنة الصحابة وفقه المشهورين مِنْهُمْ بالقضاء والفتيا كأبي بَكْر وعُمَرَ وعلي رضي الله عنهم.

أما طبعات الكِتَاب فقَدْ طبع بعدة طبعات أشهرها:

1 - طبعة بولاق، عام 1321 ه‍.

2 - طبعة دار الشعب بمصر، وهي مصورة عَن طبعة بولاق.

3 - طبعة الدار المصرية للتأليف والنشر، وهي أيضاً مصورة عَن طبعة بولاق.

4 - طبعة الدار العلمية.

5 - طبعة دار قتيبة سوريا، 1416هـ، بتحقيق: أحمد بدر الدين.

6 - طبعة دار المعرفة، بيروت ط2 سنة 1393ه‍، صححه وأشرف عَلَى طباعته مُحَمَّد زهري النجار.

7 - طبعة دار الكتب العلمية، بيروت ط2سنة 1413ه‍ بتحقيق: محمود مطرجي.

8 - طبعة دار الوفاء بتحقيق د. رفعت فوزي عبد المطلب.

وإن مِمَّا يؤسف عَلَيْهِ أن الطبعات السبعة السابقة طبعات رديئة لا تليق بمكانة المؤلف الشَّافِعِيّ ولا بنفاسة الكِتَاب؛ فهي طبعات رديئة فِيْهَا من التصحيف والتحريف والسقط والزيادة والنقصان ما لا يخفى عَلَى أدنى باحث، حَتَّى ظهرت طبعة الفاضل الدكتور رفعت فوزي فهي طبعة محققة مدققة ومقابلة عَلَى نسخ خطية مَعَ خدمة النص بالترقيم والتخريج والفهارس المتنوعة.

وربما أطلت البحث بعض الشيء هنا؛وما ذاك إلا لأهمية هَذَا الكِتَاب وعظيم نفعه، ولأنه يعتبر خلاصة علم الشَّافِعِيّ وآخر نتاج لَهُ خدم بِه دينه الحنيف.

جزاك الله خيرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير