وَقَدْ ميزتْ كِتَاب" الأم " سمات جعلته فِي مصاف المقدمة بالنسبة لتراث الأمة الإسلامية ومنها:
1 - أَنَّهُ يعد من أقدم المصنفات الجامعة لمعظم علوم الفقه الإسلامية، وَقَدْ حوى الكثير من النصوص والأحاديث والآثار؛ حَتَّى زادت الآثار فِيْهِ عَلَى أربعة آلاف حَدِيث مِمَّا يعني أَنَّهُ من الكتب المسندة المهمة خاصة مَعَ تقدم وفاة الشَّافِعِيّ وأخذه عَن إمامي الحجاز مَالِك وسفيان.
2 - احتكام مؤلفه كثيراً إلى اللغة فِي فهم النصوص وتفسيرها.
3 - المزج فِيْهِ بَيْنَ الفقه والأصول والقواعد والضوابط والفروع الفقهية.
4 - اشتماله عَلَى المناظرات والمناقشات العلمية الدقيقة التي تربى الملكة وتصقل الموهبة.
5 - أَنَّهُ أحد المصادر المهمة التي حفظت لنا آراء بعض الفقهاء من معاصري الشَّافِعِيّ كابن أبي ليلى والأوزاعي.
6 - أَنَّهُ أحد أهم المصادر فِي الفقه المقارن كَمَا إنَّهُ مصدر أساسي فِي تقرير المذهب الشَّافِعِيّ.
7 - وفي الكِتَاب إشارات كثيرة لسنة الصحابة وفقه المشهورين مِنْهُمْ بالقضاء والفتيا كأبي بَكْر وعُمَرَ وعلي رضي الله عنهم.
أما طبعات الكِتَاب فقَدْ طبع بعدة طبعات أشهرها:
1 - طبعة بولاق، عام 1321 ه.
2 - طبعة دار الشعب بمصر، وهي مصورة عَن طبعة بولاق.
3 - طبعة الدار المصرية للتأليف والنشر، وهي أيضاً مصورة عَن طبعة بولاق.
4 - طبعة الدار العلمية.
5 - طبعة دار قتيبة سوريا، 1416هـ، بتحقيق: أحمد بدر الدين.
6 - طبعة دار المعرفة، بيروت ط2 سنة 1393ه، صححه وأشرف عَلَى طباعته مُحَمَّد زهري النجار.
7 - طبعة دار الكتب العلمية، بيروت ط2سنة 1413ه بتحقيق: محمود مطرجي.
8 - طبعة دار الوفاء بتحقيق د. رفعت فوزي عبد المطلب.
وإن مِمَّا يؤسف عَلَيْهِ أن الطبعات السبعة السابقة طبعات رديئة لا تليق بمكانة المؤلف الشَّافِعِيّ ولا بنفاسة الكِتَاب؛ فهي طبعات رديئة فِيْهَا من التصحيف والتحريف والسقط والزيادة والنقصان ما لا يخفى عَلَى أدنى باحث، حَتَّى ظهرت طبعة الفاضل الدكتور رفعت فوزي فهي طبعة محققة مدققة ومقابلة عَلَى نسخ خطية مَعَ خدمة النص بالترقيم والتخريج والفهارس المتنوعة.
وربما أطلت البحث بعض الشيء هنا؛وما ذاك إلا لأهمية هَذَا الكِتَاب وعظيم نفعه، ولأنه يعتبر خلاصة علم الشَّافِعِيّ وآخر نتاج لَهُ خدم بِه دينه الحنيف.
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[17 - 01 - 10, 03:38 ص]ـ
تبلغ كتب الشَّافِعِيّ حوالي مئة وأربعين كتاباً ذكر مِنْهَا ابن النديم فِي الفهرست أكثر من مئة، كما إن هناك قائمة أخرى ذكرها الحافظ ابن حجر فِي توالي التأسيس نقلاً عن البيهقي.
وَقُسِّمَتْ كتبه إِلَى قديمة وحديثة، فالقديمة مِنْهَا ما كتبه فِي بغداد ومكة، والحديثة مِنْهَا ما كتبه فِي مصر، وأهم كتبه:
أولاً: كِتَاب الأم. كتاب الأم يعد من أشهر مصنفاته رضي الله عنه، وآخرها، ألفه في مصر فِي أواخر حياته رواه عَنْهُ تلميذه الربيع بن سليمان المرادي، حيث يتمثل فِيه قوله الحديث الَّذِي استقر عَلَيْهِ مذهبه.
وَهُوَ بحق من أجل الكتب التي عرفها تراثنا الفقهي وَهُوَ مفخرة من مفاخر المسلمين عامة وأتباع المذهب الشَّافِعِيّ عَلَى وجه الخصوص، فهو موسوعة ضخمة شملت الفروع والأصول واللغة والتفسير والحديث، كَمَا إنَّهُ حوى بَيْنَ دفتيه عدداً هائلاً من الأحاديث والآثار وفقه السلف الصالح رحمهم الله تَعَالَى.
وَقَدْ شكك بعض الباحثين فِي صحة نسبة الكِتَاب للإمام الشَّافِعِيّ رضي الله عنه ومن بينهم الدكتور زكي مبارك فِي كتابه الموسوم ((إصلاح أشنع خطأ فِي تاريخ التشريع الإسلامي، كِتَاب الأم لَمْ يؤلفه الشَّافِعِيّ وإنما ألفه البويطي وتصرف بِه الربيع بن سليمان)).
وَقَدْ ردت هَذِهِ الدعوى وأتي عَلَيْهَا من قواعدها نسفاً بردود علمية رصينة رضية ومن أهم هَذِهِ الردود ما كتبه كل من:
1 - المحقق الأستاذ: السيد أحمد صقر فِي دراسته العلمية وتحقيقه لكتاب " مناقب الشَّافِعِيّ " لأبي بَكْر أحمد بن الحسين البيهقي.
2 - الشيخ مُحَمَّد أبي زهرة فِي كتابه " الشَّافِعِيّ " (63 - 170).
3 - الشيخ حسين والي فِي مجلة " نور الإسلام " (4/ 657 - 688).
4 - المحقق العلامة أحمد شاكر فِي مقدمة تحقيقه للرسالة (9 - 10).
¥