*و من الأخطاء أيضا أن بعض المأمومين على وجه العموم و بعض الأئمة على وجه الخصوص عند الركوع يشخص بصره أمامه لا إلى الأرض وقد نص الفقهاء على أن الأفضل للمصلي حين الركوع أن يكون نظره نحو الأرض ..
5: في الرفع من الركوع: من الأخطاء التي يقع فيها الإمام و المأموم على حد سواء هي أنه عند رفعه من الركوع يرفع يديه كالرفع الذي يرفعه للدعاء , و هذا غلط, و كذلك زيادة قوله (ربنا و لك الحمد و الشكر) فزيادة الشكر هذه لم تثبت., و من الأخطاء عدم الاطمئنان في هذا الركن و السرعة المخلة التي تؤدي إلى الإخلال بالصلاة ..
و من الأخطاء في هذا الركن التزام القنوت فيه سواء في صلاة الفجر أو غيرها من غير نازلة تحل بالمسلمين , و التزام القنوت هنا لا ينبغي و إن أفتى به الشافعية لكن السنة أحق بالإتباع , ..
و حيث أنا ذكرنا القنوت فإنه لا بأس من التنبيه على بعض الأمور في القنوت و التي تهم الأئمة:
و منها أن القنوت يخص بالوتر سواء في أيام السنة العادية أو في رمضان و يشرع تركه بعض الأحيان ..
و منها أن القنوت أيضا يشرع إذا نزلت بالمسلمين نازلة و الأولى أن الذي يفتي بالقنوت هو إمام المسلمين.
و منها أن القنوت عند نزول النوازل يشرع حتى زوال النازلة. و منها أنه يشرع عند النوازل في جميع الصلوات و لا يخص بالفجر و المغرب ..
و منها انه عند القنوت لا يطيل إطالة مملة و أن يقتصر في الدعاء على محل النازلة فيدعو للمسلمين و يدعو على الكافرين و لا بأس بذكر من هؤلاء الكفار ..
و منها أن زيادة بعض الدعوات على القنوت كالدعاء بالهداية و ما شابهها لا يشرع , بل ربما أدى إلى بطلان الصلاة.
و منها أن محل القنوت بعد الركوع و لا بأس به قبل الركوع بعد قراءة السورة بعض الأحيان , و إن قنت قبل الركوع فإنه يقنت مباشرة بعد القراءة و لا يشرع التكبير ثم الدعاء كما هو مذهب الحنابلة. نص على انه محدث الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية ..
6: في السجود و التكبير له: من الأخطاء التي تلاحظ على كثير من الأئمة عدم إيقاع التكبير للسجود في مكانه الصحيح و الذي نص عليه العلماء (و هو ما بين ابتداء الهوي حتى الانتهاء من الهوي) فبعض الأئمة يكبر للسجود كاملا و هو قائم , و بعضهم لا يكبر إلا عند وصوله للأرض و هذا مخالف للسنة , بل إن بعض العلماء يرون بطلان صلاته فليحذر من هذا) و من الأخطاء في التكبير التطريب فيه أو مده مدا زائدا , بل المشروع هو قصر التكبير و عدم مده ..
و من الأخطاء في السجود عند بعض الأئمة التطويل الذي يشق على المأمومين أو التخفيف الذي لا يتمكن فيه المأموم من أداء الذكر و الواجب و الأدعية المستحبة ...
*و من الأخطاء عند بعض الأئمة و كذلك المأمومين هو رفع الصوت بالتسبيح في السجود, فأما المأمومين فهذا محظور مطلقا لما يسببه من إزعاج للمصلين الاخرين و لما يورث من رياء و وسواس, و أما الإمام فلا يرفع صوته كذلك و لكن لو رفعه رفعا بسيطا بعض الأحيان لتعليم الناس فلا بأس و لنا ما روي عن ابن عباس من انه كان يجهر في بعض الأذكار ليعلم الناس , و أما غالب فعله فإنه يسر بالتسبيح مثله مثل غيره ...
7: الجلسة بين السجدتين:
ينبغي ألا يخل الإمام في هذا الركن فيخففه تخيفا مخلا , بل عليه أن يطيل نوعا ما لورود ذلك عن المصطفى عليه الصلاة و السلام ..
8:في التشهد الأول و الأخير:
أما التشهد الأول فإنه يسن له أن يقتصر فيه على التحيات لما روي أنه صلى الله عليه و سلم في هذا الركن كأنه على الرضف المحمى, و بعضهم قال له أن يطيل و يسن له الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم و الأمر واسع ..
و في الصلاة ذات التشهدين أو إن قلنا في التشهد الأخير فالأولى للإمام أن يتورك حيث يعرف من دخل المسجد أن الإمام في الركعة الأخيرة فينتظر جماعة أخرى ليدرك فضل الجماعة ..
9:عليه أن يجعل هناك فرصة للمأمومين بعد الصلاة الإبراهيمية حتى يدعوا الله عز و جل فهذا موطن إجابة ..
10: عند السلام: عليه ان يقصر السلام و لا يلحنه , بل ينطقه مباشرة دون تطريب أو تطويل , و بعض الأئمة يلحن السلام أو يسلم قبل أن يلف رأسه , فنقول لا ابدأ بالتسليم مع لف رأسك لليمين , و اقصره ..
و قل على اليمين:السلام عليكم و رحمة الله , و إن زدت (و بركاته) بعض الأحيان فلا بأس, و على اليسار قل: السلام عليكم و رحمة الله ..
11: بعد السلام: من الأخطاء أن بعض الأئمة ينفتل مباشرة بعد السلام و هذا خلاف السنة , بل الأولى أن يجلس مستقبل القبلة حتى يقول استغفر الله ثلاثا و يقول: اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت يا ذا الجلال و الإكرام, ثم ينفتل بعدها و لا يتأخر ..
و له ان ينفتل يمينا أو يسارا, كله جائز و كله قد ورد ...
اللهم ارزقني الإخلاص في القول و العمل, هذا ما خطته الأنامل و جاد به القريح.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد ..
كتبه: خالد عريج 9/ 1/1431هـ
¥