تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الفيروز آبادي: " العُرْف اسم لكل فعل يعرف بالشرع والعقل حسنه. والعرف: المعروف من الإِحسان" [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6) .

وقال ابن الأثير: "المعروف: اسم جامع لكلَّ ما عُرِفَ من طاعة الله والتقرب إليه والإِحسان إلى الناس، وكلّ ما نَدَب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات، وهو من الصفات الغالبة، أي أمر معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه" [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7). وقال الشيخ الولاتي:" إن العرف لغة هو ما يعرف بين الناس و?يعَتادونه من قول وفعل" [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn8).

ثانياً: معنى العرف اصطلاحاً

اختلف العلماء في تحديد معنى العرف من حيث الاصطلاح، بعضهم أو على الأصح أغلبهم لم يميزوا بين العرف والعادة منهم الشيخ الولاتي ـ وإن كان ميز بين العرف ومصطلح ما جرى به العمل عند المالكية كما هو الظاهر من كلامه كما سيأتي ـ وبعضهم فرق بين العرف والعادة كالإمام الشاطبي والتفتازاني، وابن الهمام، على اختلاف بينهم في سبب التفرقة.

ولتوضيح هذا أورد أقوال العلماء في تحديد مفهوم العرف وما يرتبط به من مصطلحات "العادة" و "ما جرى به العمل".

أ - العرف والعادة:

قال الجرجاني في " التعريفات ": " العرف ما استقرت النفوس عليه بشهادة العقول، وتلقته الطبائع بالقبول .. وكذا العادة: وهي ما استمر الناس عليه على حكم العقول، وعاودوا إليه مرة بعد أخرى" [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9) بمعنى أن العرف عادة مستقرة بشهادة العقول تلقتها الطباع السليمة بالقبول.

وفي رسالة نشر العرف قال ابن عابدين: " العادة مأخوذة من المعاودة، فهي بتكررها ومعاودتها مرة بعد أخرى صارت معروفة مستقرة في النفوس والعقول، متلقاة بالقبول من غير علاقة ولا قرينة، حتى صارت حقيقة عرفية فالعادة والعرف بمعنى واحد من حيث الماصدق [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn10)، وإن اختلفا في المفهوم " [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn11).

ونقل ابن عابدين عن النسفي الفقيه الحنفي أنَّه عرَّف العُرْف والعادة بتعريف واحد في كتابه "المستصفى" بقوله: "العادة والعُرْف ما استقرَّ في النفوس من جهة العقول، وتلقته الطباع السليمة بالقبول " [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn12) .

وبعدم التمييز أيضا ورد العرف والعادة عند ابن نجيم من الحنفية في كتابه الأشباه والنظائر [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn13) وكذا عند ابن عاصم في مرتقى الوصول حيث قال:

والعرف ما يعرف بين النَاسِ ---- ومِثُْله العاد?ُة دون باسِ

ومقتضاهما معًا مشروع ---- في غير ما خالفه مشروع

وقد عقب الدكتور عبد العزيز الخياط على التعريفات السابقة بأن فيها نقصا إذ ردَّ العرف فيها إلى قبول الطباع السليمة، واعتمد على شهادة العقول، وفي إِطلاق قبول الطبائع لأمر ما ليصبح متعارفًا عليه نظر، إذ ليس كلُّ ما قبلته الطبائع يعدُّ عرفًا، وفي تحديد "السليمة" نظر أيضًا، إذ أنَّه يحتاج إلى جهة تميز بين السليم فيها وغير السليم، والحسن والقبيح، ولا جهة تعين ذلك إِلا الشرع أو العقل عند من يقول بتحسين ما يحسنه وتقبيح ما يقبحه، والعقل يتفاوت عند الناس، ومدى الإِدراك يتأثر بحسب الأزمنة والأمكنة، فتختلف الأعراف عندئذٍ، فلم يبق إِلا تحديد الشرع، وإِذا جعلنا الشرع محدَّدًا فيكون مقتصرًا على العرف الصحيح، فلا يشمل الأعراف الفاسدة، لأنَّ الشرع قبحها، ولا تقبلها الطباع والعقول السليمة" [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn14)، كما يرد على التعريفات أنها توهم أن المراد ما اعتاده الناس في كل العصور وهذا المعنى غير مراد.

أما الذين سلكوا مسلك التمييز بين العرف والعادة فلم يتفقوا على معيار للتفرقة بينهما فقد رأى بعضهم أن العادة هي العرف العملي، وأن العرف هو القولي وهذا ما سار عليه التفتازاني [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn15)، وابن الهمام في التحرير [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn16) و الشيخ أحمد الزرقاء [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn17)، ويرى آخرون أن العادة أمر فردي، وأن العرف عادة جماعية بمعنى أن العادة ما كرر الإنسان فعله، فيما يختص بنفسه والعرف ما كرر الناس فعله وألفوه على مر الأجيال [18]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير