[مشكلة الضبابية في علم المقاصد]
ـ[المصلحي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 11:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ان القارئ لعلم اصول الفقه وعلم المقاصد يرى عند عقد المقارنة بينهما:
ان علم اصول الفقه التقليدي يتصف بصفة الوضوح:
-الوضوح في تصوير المسائل.
- الوضوح في كلام العلماء الذي يقال وينقل.
- معرفة ماذا يريد المتكلم من كلامه بسهولة.
- سهولة الرد والاعتراض والاجابات (عملية الايرادات والاجوبة)
- تصل الى نتيجة واضحة ومحددة.
- تفهم محل النزاع ويمكن تحريره فيما بعد.
- سهولة تطبيق الاقوال على الجزئيات.
- وضوح معالم الاصل الذي ترجحه.
- يمكن ان تصل الى ملخص مفيد.
اما المقاصد:
فان القارئ يعاني معاناة من الضبابية في:
- الضبابية في كلام العلماء الذي يقال وينقل.
- صعوبة معرفة ماذا يريد المتكلم من كلامه بالضبط، قد تفهم كلام العالم، لكن ما الذي يريده بالضبط يبقى في النفس شيء واحتمالات تجول في نفس القارئ تجعله لا يقطع او يجزم بان هذا هو مراد العالم الفلاني.
- صعوبة الرد والاعتراض والاجابات (عملية الايرادات والاجوبة) لانك قد تعترض فيقال لك: ليس المفصود ما فهمته بل المقصود من الكلام كذا وكذا ... وهذه معضلة واجهتها في النقاش مع الكثيرين الخائضين في المقاصد.
- لاتصل الى نتيجة واضحة ومحددة.
- صعوبة تطبيق الاقوال على الجزئيات (تفعيل المقاصد).
- غموض معالم الاصل الذي ترجحه.
- لايمكن ان تصل الى ملخص مفيد.
بل يبقى القارئ يردد الكلام الذي قراة
والنتيجة:
الضبابية، الغموض، العموميات، عدم التحديد، عدم الضوابط، .....
المطاطية في استعمال المصطلحات
الغبش في كثير من المباحث
تقرا وتقرا ثم تقرا وتقرا
والنتيجة: ..........
هذه الاشكالية لازلت اعاني منها
ولعل الكثيرون يعانون منها
وبعضهم قال لي ذلك
وكان يكتمه في نفسه
الا ان الاخرين سكتوا خوفا من الاتهام لهم بقلة العلم او نقص المعرفة او قلة الذكاء او انه مبتدئ في الطلب او .... او ....
لكني صرحت بما يجول في خاطري ...
انني متعطش اشد التعطش الى الضوابط
تعنينني على ازالة هذا الغموض الذي يكتنف مباحث المقاصد
وازلة هذه العموميات والضبابية
ويضع النقاط على الحروف
بحيث اصل الى نيجة واضحة معينة ومحددة عند قرائتي لكل مبحث وفصل
تماما كما في اصول الفقه التقليدي
ياحبذا طلاب الضوابط الاصولية
وحبذا العقول التي تتوقد ذكاء وفطنة
لتزيل هذا الغبش والغموض
ولايقول قائل:
هناك كتب في القواعد المقاصدية
فهي لم تزد الطين الا بِلة
عدم انضباط في:
صياغة القواعد، ولاتحديد معنى القاعدة، وكيفية تطبيقها، ولا اقامة الادلة عليها، ولا استثناءاتها ... ووو ...
وانا هنا الى الان
اريد معالجة هذه الامور
لترسيخ هذا العلم العظيم والجليل
لكي نسد الثغرات امام العلمانيين الذين استغلوا هذا العلم
لتمرير افكارهم العلمانية
سيما كلام الامام الشاطبي رحمه الله
اذ سيئ استغلاله وتوظيفه من قبل اهل الضلال
فلا بد من وضع الضوابط لهذا العلم
لكي تكون سورا منيعا وحصنا حصينا من ايدي المتلاعبين بالشريعة
باسم المقاصد وباسم المصلحة وباسم روح الشريعة ...
لانريد الغاء هذا العلم
بل نريد ترشيد هذا العلم
بعرض يزل الغموض والضبابية بكلام محدد معين واضح
ولست اقصد هنا المختصرات امعاصرة المطبوعة
فاكثرها غثاء
ليس فيه الا اجترار المصطلحات والعبارات
من غير غوص في دقائق هذا العلم وفهم غوره
وقليل ممن كتب فيه بعمق وحنكة
فانا اشير الى هذه النقطة لاقدح زناد العقول لسبر غور مسائل هذا العلم لما يلتي:
1 - صياغته بالفاظ ومصطلحات واسلوب واضح ومحدد ومفهوم.
2 - تجنب تكرار كلام العلماء السابقين بل نستخدم لغة العصر فكثير ممن يكتب عندما تشكل عليه مسالة يكتفي يذكر كلام عالم ما لكي يهرب ولا يظهر عجزه في الفهم لها.
4 - تناولها على شكل مباحث وفصول محددة مرتبة مثل ترتيب ابواب الاصول التقليدي
اذ نحن لحد الان لم نصل الى ترتيب واضح لمسائل هذا العلم
ولايوجد منهج ولو على العموم يسير عليه كتاب المقاصد
بل كل له رايه
3 - وضع الضوابط لكل مسالة كما في مسائل الاصول.
هذا ما عندي
وبالله التوفيق
ارجو من الاخوة المشاركة الفعالة
ـ[المصلحي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 11:40 م]ـ
حتى لايساء فهمي انا لست ممن ينفي المقاصد
بل انا من انصارها
ولكني اريد ازالة هذه الاشكاليات عنها
ـ[أبوعياض]ــــــــ[08 - 07 - 10, 11:41 م]ـ
الحمد لله وبعد: إن علم مقاصد الشريعة هو من الدقة العلمية بمكان، والذين ألفو في هذا الفن العظيم كثير منهم قد أصابه الخلط في كثير من المسائل المتعلقة به، حتى إن الطاهر بن عاشور رحمه الله قد قال عن الشاطبي بعد أن أثنى على كتابه: (ولكنه تطوح في مسائله إلى تطويل وخلط، وغفل عن مهمات من المقاصد، بحيث لم يحصل منه الغرض المقصود).174 ط. النفائس. فعلم مقاصد الشريعة مرتبط ارتباطا وثيقا بفهم النصوص الشرعية ثم إنزال الحكم على الواقعة مع التأمل ومراعاة مآلات الحكم المستنبط من النص الشرعي، من حيث مراعاة الضرورة وضوابطها والمصلحة ومسالكها، وأي خلل في فهم النص سيؤدي إلى الخلط في المقاصد، وهذا ما أفاده الشاطبي نفسه في شروط المجتهد من أنه أولا لابد أن يكون عالما بالنصوص الشرعية وثانيا أن يكون عالما بمقاصد الشريعة والأول هو طريق الثاني، ولا بد من الوفاق بينهما، فمقصودي أن علم المقاصد لابد لنا إذا أردنا أن نفهمه حق الفهم أن نسلك أغواره مسألة مسألة مع مراعاة فهم النص الشرعي ومآلاته حتى يتضح لنا مقصد الشارع في كل حكم، فالذي أدى إلى الضبابية (في رأيي) كما أسماها أخونا متطرق الموضوع هو التقصير في جانب النصوص الشرعية وفهمها والنظر في مآلاتها، فأدى ذلك إلى أنك تقرأ كلام المؤلف وتجده يحوم حول حمى المقصود فينهي الكلام دون أن يلج إلى المقصود والغاية. هذا ماوفق الله على الإشادة به، والله أعلم.
¥