تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا يفرح بما عند عبد الرزاق (رقم 6543) عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن حنش بن المعتمر الكناني قال جاء ناس بعد ما صُلّي على سهل بن حنيف فأمر عليٌّ قرظة الأنصاري أن يؤمهم ويصلي عليه بعد ما دفن. ففي سنده الحسن بن عمارة وهو متروك.

وهو أيضا عند البيهقي في الكبرى (رقم 7244) قال: أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب أبو الحسين القطان بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بن درستويه النحوي حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا الْعَلاَءُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ حَنَشٍ قَالَ: مَاتَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ فَأُتِىَ بِهِ الرَّحَبَةُ فَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِىٌّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا أَتَيْنَا الْجَبَّانَةَ لَحِقَنَا قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ فِى نَاسٍ مِنْ قَوْمَهِ أَوْ فِى نَاسٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ نَشْهَدِ الصَّلاَةَ عَلَيْهِ فَقَالَ: صَلُّوا عَلَيْهِ فَصَلَّى بِهِمْ فَكَانَ إِمَامَهُمْ قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ. وفيه الحكم بن عتيبة وقد وصف بالتدليس ولم يصرح بالسماع فالأثر ضعيف.

وأما أثر ابن مسعود رضي الله عنه فلم أجده عند عبد الرزاق وإنما هو عند ابن أبي شيبة (رقم 12060) قال: حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ بن يزيد الأودي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَكَمِ بن عتيبة قَالَ: جَاءَ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ وَقَدْ صَلَّى عَبْدُ اللهِ عَلَى جِنَازَةٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ عَلَى أَخِيك بِأَصْحَابِك. ولا يصح أيضا للانقطاع بين الحكم وسلمان, وقد رمي الحكم بالتدليس.

قال ابن عبد البر: قال (أي عبد الرزاق) وأخبرنا معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال توفي عبد الرحمن بن أبي بكر على ستة أميال من مكة فحملناه حتى جئنا به إلى مكة فدفناه فقدمت عائشة علينا بعد ذلك فعابت علينا ذلك, ثم قالت: أين قبر أخي؟ فدللناها عليه, فوضعت في هودجها عند قبره وصلت عليه.

وأخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا عبد الحميد بن أحمد الوراق قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أحمد بن محمد بن هانىء الطائي الأثرم الوراق قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي في منزل له كان فيه, فحملناه على رقابنا ستة أميال إلى مكة وعائشة غائبة, فقدمت بعد ذلك فقالت أروني قبر أخي فأروها فصلت عليه.

وقال حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال قدمت عائشة بعد موت أخيها بشهر فصلت على قبره.

وقال عبد الرزاق حدثنا الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن حنش بن المعتمر قال جاء ناس من بعد أن صلى علي على سهل بن حنيف فأمر علي قرظة الأنصاري أن يؤمهم ويصلي عليه بعد ما دفن.

وعن أبي موسى أنه فعل ذلك.

قلت: أثر ابن أبي مليكة أخرجه البيهقي في الكبرى (رقم 7274) وابن المنذر (رقم 3045) من طريق حماد بن زيد عن أيوب به وفيه زيادة: [قدمت عائشة بعد موت أخيها بشهر] , وعبد الرزاق (رقم 6539) وابن المنذر (رقم 3040) من طريق معمر عن أيوب به وهو صحيح.

قال ابن التركماني في الجوهر النقي بعد ذكره لأثر ابن عمر حين صلى على قبر أخيه عاصم (4/ 48): (قد جاء عنه خلاف هذا فذكر عبد الرزق عن معمر عن أيوب عن نافع أن ابن عمر قدم بعد ما توفي عاصم أخوه فسأل عنه فقال أين قبر أخي؟ فدلوه عليه فأتاه فدعا له. قال عبد الرزاق: وبه نأخذ. قال وأنا عبيد الله بن عمر عن نافع قال كان ابن عمر إذا انتهى إلى جنازة قد صلي عليه دعا وانصرف ولم يعد الصلاة. قال ابن عبد البر في التمهيد (6/ 277): "هذا هو الصحيح المعروف من مذهب ابن عمر من غير ما وجه عن نافع وقد يحتمل أن تكون أن تكون رواية ابن علية عن أيوب "فصلى عليه" بمعنى فدعا له, لأن الصلاة دعاء وهو أصلها في اللغة, فإذا كان هذا فليس بمخالف لما روى معمر".

وكذلك يحتمل أن عائشة دعت على قبر أخيها, وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما لا تعاد الصلاة على الجنازة ولا يصلى على القبر وهو قول الثوري والأوزاعي والحسن بن حي والليث, قال ابن القاسم: قلت لمالك فالحديث الذي جاء أنه عليه السلام صلى على قبر, قال: قد جاء وليس عليه العمل. وقال ابن معين: قلت ليحيى بن سعيد القطان ترى الصلاة على القبر قال لا, ولا أرى على من صلى شيئا, وليس الناس على هذا اليوم. وقال القدوري: لم يكرروا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء من بعده وإنما صلى عليه السلام على القبر لأنه كان الولي).

وقد ترجم ابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف (2/ 15) لبعض هذا الأحاديث بقوله: مَسْأَلَة يجوز أَن يصلى عَلَى الْجِنَازَة من لم يصل مَعَ الإِمَام وَقَالَ أَبُو حنيفَة وَمَالك لَا تُعَاد الصَّلَاة إِلَّا أَن يكون الْوَلِيّ حَاضرا فَيصَلي غَيره, -ثم قال- لنا أَرْبَعَة أَحَادِيث –ثم سردها-.

وأما باقي الآثار المذكورة فقد سبقت, إلا أثر أبي موسى الذي أخرجه ابن المنذر (رقم 3041) والبيهقي في الكبرى (رقم 7247) وابن أبي شيبة (رقم 12066) والبخاري في التاريخ (رقم 2461) كلهم من طريق شريك بن عبد الله القاضي عن محمد بن عبد الله المرادي، عن عمرو بن مرة المرادي، عن خيثمة بن عبد الرحمن، قال: توفي الحارث بن قيس، فجاء أبو موسى ومن معه بعدما دفن، فصلوا عليه.

وهذا الأثر ضعيف لتدليس شريك وتغيره. (جامع التحصيل للعلائي ص 238).

ثم بدأ ابن عبد البر بذكر أوجه حديث صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على تلك المرأة, وسنذكرها كاملة مع شيء من التعليق عليها. قال ابن عبد البر (التمهيد 6/ 262): (وأما الستة وجوه التي ذكر أحمد بن حنبل أنه روى منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "صلى" على قبر فهي والله أعلم حديث سهل بن حنيف وحديث سعد بن عبادة وحديث أبي هريرة روى من طرق وحديث عامر بن ربيعة وحديث أنس وحديث ابن عباس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير