تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العلماء في التأليف في هذا العلم طريقاً جامعاً بين الطريقتين السابقتين، فَعَنى بتحقيق القواعد الأصولية وإقامة البراهين عليها، وعَنى كذلك بتطبيقها على الفروع الفقهية وربطها بها. ومن أشهر الكتب الأصولية التي ألِّفَت على هذه الطريقة المزدوجة كتاب بديع النظام الجامع بين البزدوي والأحكام (أصول البزدوي وأحكام الآمدي) لمظفر الدين البغدادي الحنفي (ت 694 هـ)، وكتاب (التوضيح لصور الشريعة)، و (التحرير) للكمال بن الهمام، و (جمع الجوامع) لابن السبكي” اهـ.

"فعلماء الأصول من المذهبيين (كالأحناف مثلاً) أكثروا في كتبهم الأصولية من المسائل الفقهية وعنَوا فيها بالانتصار لمذهبهم، قرروا إلى جانب قواعد أصولية على ضوء ما حكم به إمامهم في هذه المسائل، فكان صنيعهم -مجتهدي المذهب- أشبه بصنيع من تأليفه الذي يعني بمعرفة أصول إمامه من الفروع التي نص على حكمها، لا صنيع المجتهد المطلق أو العالم الأصولي المنصف الذي يعني ويبحث القواعد الأصولية على ضوء أصول الشريعة والاستدلال عليها بالكتاب والسنة دون ميل إلى نصرة مذهب معين في الفروع الفقهية".

ولم يسلك أصحاب الطريقة الحنفية طريق الاستقراء كما فعل الشاطبي في (الموافقات) حيث حاول أن يكثر من المسائل الفقهية على أن يجمعها وحدة أصولية.

نماذج من علماء الكلام الذي ألَّفوا في الأصول، ومدى تأثرهم بعلم الكلام

1) أبو الحسن علي بن أبي علي محمد بن سالم التغلبي الآمدي (551 - 631 هـ)

ولد الآمدي عام 551 هـ بآمد وقدم بغداد وتفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ثم صار شافعياً، واشتغل بعلم الخلاف وتفنن بعلم النظر. وذكر ابن خلكان أنه لما انتقل إلى الشام اشتغل في العلوم العقلية، ثم انتقل إلى مصر ثم عاد إلى حماة وصنف بها التصانيف، ثم انتقل إلى دمشق ودرَّس بالعزيزية، ثم عزله الأشرف لاشتغاله بالمنطق وعلوم الفلسفة. وحطَّ عليه أبو محمد الذهبي وذكر أنه كان تاركاً للصلاة، وقد أنصفه ابن كثير.

يقول الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- في تقديمه لكتاب (الإحكام في أصول الأحكام) للآمدي:

"إنَّ الآمدي درس الفلسفة بأقسامها المختلفة وتوغَّل فيها وتشبَّعت بها روحه حتَّى ظهر أثر ذلك في تأليفه. ومن قرأ كتبَه وخاصَّةً ما ألَّفه في علم الكلام وأصول الفقه يتبيَّن له ما ذكرتُ، كما يتبيَّن له منها أنه كان قوي العارضة كثير الجدل واسع الخيال كثير التشقيقات في تفصيل المسائل والترديد والسير والتقسيم في الأدلَّة إلى درجة قد تنتهي بالقارئ أحياناً إلى الحيرة.

فمن كَرِهَ من الولاة والعلماء منطقَ اليونان والخوضَ في سائر علوم المنطق وخاصَّةً ما يتعلَّق منها بالإلهيَّات وكَرِهَ كثرةَ الجدل والاسترسال في الخيال والإكثار من تأويل النصوص و ذكر الاحتمالات خشية ما تُفضي إليه من الحيرة والمتاهات مع قلّة الجدوى منها تارة وعدم الفائدة أحياناً -كالأشرف والذهبي- كَرِهَ الآمدي ديناً وأنكر عليه ما رآه منكراً، وقد يجد في كتبه ومسلكه في تأليفها ما يؤيِّد رأيه فيه ويدعو إلى النَّيْل منه" اهـ.

2) محمد بن عمر الرازي (544 - 606 هـ)

وهو محمد بن عمر بن الحسن بن علي القرشي التيمي البكري، أبو المعالي، أبو عبد الله المعروف بالفخر الرازي، ويقال له ابن خطيب الرَّيِّ.

والرازي هو أحد الفقهاء الشافعية المشاهير المعروف بالتصانيف الكبار والصغار. له نحو 200 مصنف، وله التفسير الكبير. وكان الرازي معظماً عند ملوك خُوارزم وغيرهم، وبُنِيَت له مدارس كثيرة في بلاد شتّى.

ألَّف الرازي في الفقه والأصول والتفسير، وكان على طريقة المتكلِّمين. له مصنَّفات كثيرة في أصول الفقه، أشهرها كتاب (1) - (المحصول في أصول الفقه)، وعنده في العلم ذاته الكتب التالية:

(2) - إبطال القياس، يردّ فيه على من يبطل القياس.

(3) - إحكام الأحكام.

(4) - الجدل.

(5) - ردّ الجدل.

(6) - الطريقة في الجدل.

(7) - الطريقة العلائية في الخلاف (في أربعة مجلدات).

(8) - عشرة آلاف نكتة في الجدل.

(9) - المحصل في أصول الفقه.

(10) - المعالم في أصول الفقه.

(11) - منتخب المحصول.

(12) - النهاية البهائية في المباحث القياسية.

ولقد استمد الرازي مواد كتابه (المحصول) من الكتب التالية:

(1) - (المُستصفى) لأبي حامد الغزّالي.

(2) - (العهد) للقاضي عبد الجبَّار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير