تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(3) - و (المتعمّد) لأبي الحسين البصري، وهو مختصر شرحه لكتاب (العهد).

(4) - و كتاب (البرهان) لإمام الحرمين الجويني.

فهذه الكتب الأربعة احتوت مسائل ومباحث علم الأصول على طريقة المتكلِّمين. ولقد كان الرازي يحفظ عن ظهر قلب ثنين من هذه الكتب هما: المعتمد والمستصفى.

ولقد قضى الرازي عمره في دراسة العلوم الفلسفية والكلامية فلم تنفعه شيئاً، وكما اعترف هو في وصيته حين قال:

وأرواحنا في وحشةٍ من جسومِنا* وحاصلُ دُنيانا أذىً وَوَبالُ

ولم نستفِدْ من بحثِنا طولَ عمرنا* سوى أن جَمَعنا فيه قيلَ وقالوا

"ثم يقول: ولقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتُها في القرآن العظيم، لأنه يسعى في تسليم العظمة والجلال بالكلية إلى الله تعالى، ويمنع عن التعمّق في إيراد المعارضات والمتناقضات، وما ذلك إلاَّ العلم بأنَّ العقول البشرية تتلاشى وتضمحل في تلك المضايق العميقة والمناهج الخفيّة".

دراسة شخصيات من المدرسة الحنفية

محفوظ بن أحمد بن الحسن، أبو الخطاب الكلوذاني (432 - 510 هـ)

هو أحد أئمة الحنابلة ومصنِّفيهم، سمع الكثير وتفقَّه بالقاضي أبي يَعلى، وقرأ الفرائض على الوني، ودرَّس وأفتى في الأصول والفروع، وله شعر حسن .. وكانت وفاته في جمادى الآخرة من هذه السنة (510 هـ) عن ثمان وسبعين سنة، وصُلِّي عليه بجامع القصر .. ودفن بالقرب من الإمام أحمد.

لأبي الخطاب الكلوذاني كتاب (التمهيد في أصول الفقه) كتبه على الطريقة الحنفية. وهنا نود أن نأخذ نبذة عن تاريخ الإسلام في فترة حياة الإمام الكلوذاني وفي فترة ما بينالعقد الثالث من القرن الخامس وحتى نهاية العقد الأول من القرن السادس.

من النظر إلى المرحلة التاريخية التي عاش فيها الكلوذاني نعلم أنه قد عاش في فترة ضعف الدولة العباسية وانحطاطها وتفككها. فلقد قسم المؤرخون فترة الحكم العباسي إلى عصرين متباينين،

أولهما: عصر القوة، ويبدأ من وقت تأسيس الدولة العباسية 132 هـ وحتى سنة 232 هـ الذي انتهى بقتل الخليفة المتوكل، حيث كان الخلفاء هم الحكام الفعليين، لا الجيش ولا الجند.

ثانيهما: ويمتد من سنة 232 هـ إلى فاجعة سقوط الخلافة العباسية ودخول التتار إلى بغداد سنة 656 هـ. وفي بداية هذا العصر أيضاً بدأت تخرج دول جديدة انفصلت عن عن جسم الخلافة العباسية حتى أصبحت دولاً كثيرة على أرض الإسلام، كالدولة العبيدية ودولة القرامطة والبويهية والأغالبة والأدراسة والحمدانيين. وقل الشيء نفسه في أرض الأندلس.

وخلال حياة الكلوذاني بدأت أول حملة صليبية على العالم الإسلامي (سنة 491هـ) والتي استطاعت أن تستولي على القدس عام 492هـ وتكوين أربع إمارات صليبية في بلاد الشام، وهي: الرها وأنطاكية وطرابلس والقدس.

وكما قدمنا من قبل أن الفقه الإسلامي قد مر بمراحل مختلفة حيث كان الصحابة رضي الله عنهم يعتمدون الكتاب والسنة المصدرين الرئيسين للأحكام الشرعية وكانوا يجتهدون رأيهم فيما لا يجدون فيه دليلاً. وكذلك فعل التابعون والفقهاء المجتهدون الذين كان لهم تلاميذ حملوا عنهم العلم ونشروه في الأمصار وكان هذا الدور دور الاجتهاد والقمة في تاريخ الفقه الإسلامي، إذ سرعان ما خبت روح الاجتهاد وحلّ بدلاً عنها روح التقليد.

ويبدأ الدور الجديد -دور التقليد- من أوائل القرن الرابع إلى سقوط الدولة العباسية في منتصف القرن السابع الهجري، ويطلق عليه الدور الخامس، وهي الفترة التي عاش الكلوذاني في وسطها (432 - 810هـ).

“ضعف العلماء في هذا الدور عن الاجتهاد، وثقلت هممهم عن الغوص في الكتاب والسنة، فعكفوا على مذاهب أئمتهم درساً وتأليفاً، ولم يسمحوا لأنفسهم بالاجتهاد مع طول باع بعضهم وقدرتهم عليه، فانصرف الناس عن مصادر الشريعة الأولى واشتغلوا بدراسة كلام الأئمة وفتاواهم .. لقد اختفت تلك الروح التي أملت على أبي حنيفة أن يقول في أسلافه من الفقهاء والمجتهدين: هم رجال ونحن رجال. وأملت على مالك قوله: ليس من أحد إلا يؤخذ من قوله ويُترَك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم" [1].

اقتصر عمل الفقهاء في هذا الدور على الآتي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير