تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلامي عند المصنفات ومصنفيها.

وليس:

عند العلم نفسه.

فثبوت مقاصد الشريعة واضح.

لكن ابراز ذلك على شكل علم منهجي مثل اصول الفقه لم يحصل لحد الان – في نظري-.

ومن اكبر الادلة على ذلك:

ان اصول الفقه توجد فيه مناهج معينة للتاليف والكتابة معلومة ومشهورة.

والابواب الرئيسة هي:

الاحكام- الدلالات- الادلة – الاجتهاد والتقليد وتوابعه ..

اما المقاصد:

فلايوجد الى الان تبويب مشهور لها، بعد كل هذه القرون المتطاولة ... كل واحد يبوب حسب اجتهاده ... ومؤلفات المعاصرين شاهد قريب ...

ولايقولن قائل: هذا شان العلوم في تطورها!!

فنحن نتكلم بعد سبعة قرون!!

والشافعي رحمه الله عندما كتب الرسالة جاء تبويب الاصول بعده بكم قرن؟

هذه نقطة بسيطة وهي عدم التبويب تدل على الضبابية التي تكتنف مسائل هذا العلم.

هذا من ناحية عامة- من ناحية الكليات على تعبير المقاصديين-.

طبعا انا لست من الظاهرية.

ومن جهة الجزئيات فان النقاش في ذلك يطول

لانه عند قرائتي لمسائل هذا العلم وجدت المشكلة نفسها، وهي غموض في التعبير، عموميات في الالفاظ، مطاطية في المصطلحات، غبش في الكلام، لاتوجد ضوابط، للمصلح، ولا الحكم المرتب على المصطلح، ولا كيفية تطبيقه، ولامتى ينفى ومتى يعمل به، ولا ولا ولا .... كلام هوائي اقرب الى الخطاب منه الى التاصيل العلمي المنضبط.

أي كلام وصفي هلامي عام يصلح لوجوه كثيرة من التفسير ويستطيع كل واحد ان يحمله على مراده لانه كلام عام ليس محددا ولا منضبطا.

ومن الامثلة على ذلك كلام الشاطبي اذ يمكن تفسيره بانواع متعددة من التفسيرات وتاويله بانواع كثيرة من التاويلات وكل واحد يستطيع ان ياتي على التفسير الذي ذهب اليه بقرائن تؤيده من داخل السياق ومن خارجه.

فاذا كان شيخ المقاصديين بهذه المثابة - وهو الفصيح البليغ - فكيف بغيره؟

لاسيما وانه اشترط الاجتهاد في العربية للمجتهد!!

ملاحظة مهمة:

جوهر المقاصد يقوم على الاهتمام بالمعنى مع مراعاة اللفظ.

العلاقة بين المعنى واللفظ هذه نقطة االبدء وحجر الزاوية في المقاصد

وهي نقطة الافتراق بين المدرسة المقاصدية والمدرسة الظاهرية

وبعد اطلاعي المتواضع توصلت الى النتيجة الاتية:

- المدرسة الظاهرية تغلب مراعاة اللفظ على مراعاة المعنى.

- المدرسة المقاصدية تغلب مراعاة المعنى على مراعاة اللفظ.

- اهل الحديث: هم الذين يحاولون مراعاة الاثنين معا.

وبما ان ابن تيمية من القسم الثالث والشاطبي من القسم الثاني

لذلك اجد فرقا شاسعا بين عرض ابن تيمية للمقاصد وبين عرض الشاطبي لها.

ولعله انشر بحثا اوضح فيه ذلك واقارن بينهما بعد ان يكتمل ان شاء الله تعالى من تبييضه.

(ولو فعلت ذلك انت اخي ابو حاتم سيكون بثوب افضل بلا شك)

اذن:

عن طريق التقسيم الثلاثي اعلاه لانستطيع التحاكم الى العبارات والالفاظ والكلام في المدرسة المقاصدية بل الحكم هو للمعنى وليس للفظ.

من هنا جاءت الضبابية

فهم يركزون على المعاني لانها هي الاساس في التشريع فكذلك هي الاساس في مؤلفاتهم

لهذا فان كلام المتكلم في المقاصد يحتمل وجوها كثيرة

فتراه يكثر من قوله اقصد واقصد واقصد ...

ومن هنا فلن تستطيع هزيمة احد عن طريق المناقشة

ولا اقامة احجة على مبطل بهذه الطريقة وهذا الاسلوب

اذ كلما جئته بكلام قال لك: المقصود منه كذا او كذا

ولا تقل لي ان للتاويل شروطا والاصل هو الظاهر ولايحمل على المؤول الا بقرينة

فهذه قواعد الالفاظ

اما قواعد المقاصد فتتحكم بها المعاني ومقصود المتكلم

وهذه هي نقطة المصادمة بين اصول الفقه وبين علم المقاصد

وهي ساحة الوغى بينهما

ومعترك الاقران

وهي ان اهل اصول الفقه يقولون ان قواعد الالفاظ اللغوية الاصولية تتحكم بصحة الكلام وسقمه

بينما اهل المقاصد يقولون ان هذه القواعد اللفظية صحيحة لكن المقصود يحكم عليها فالقصد حاكم واللفظ محكوم.

والكلام يطول.

فاكتفي بذلك وما كتبت هنا الا شيئا يسيرا جدا جدا من ملاحظاتي.

فارجع الى ما تفضلت به اخي ابو حاتم:

وحتى لايضيع كلامي ويكون واضحا ايضا سيكون على نقاط:

1 - قولك بارك الله فيك: (والأولى اتهام النفس عوض اتهام المقاصد في ذاتها) نعم هذا كان حاضرا في بالي ومنتبه اليه لذلك قلت: (حتى لايساء فهمي انا لست ممن ينفي المقاصد بل انا من انصارها).

2 - قول الشاطبي من هنا لايسمح ..... انا كنت اردد هذا الكلام كثيرا واوجهه للمبتدئين ... لكن فيما بعد، بعد ان اعملت فكري وعصرت ذهني قلت في نفسي: اذن يجب ان يكون طرح المقاصد للمجتهدين فقط، حتى العلماء غي المجتهدين لايحق لهم النظر، وهذا خلاف الواقع، فعلى هذا القول ينبغي ان لاتطرح مسائل هذا العلم في النت والمتتديات، ولاحتى عن اهل الفتوى اليوم غير المجتهدين، ولاتدرس في الدراسات العليا، وانما يختص بها نفر قليل من امة محمد صلى الله عليه وسلم!! بالله عليك أي علم هذا؟ القران العظيم شانه فوق الموافقات وصاحب الموافقات وماقال فيه الله بمثل ذلك؟ حديث المصطفى اعظم من الموافقات وشانها أسمى ولم يقل العلماء مثل هذا الكلام؟ ثم ما فائدة علم يقتصر على نفر قليل وكيف يحق لي ولك يا ابا حاتم ان نتكلم فيه ولاشك انا وانت واعضاء الملتقى هنا ليس واحدا منهم (ريان من علم الشريعة اصولها وفروعها منقولها ومعقولها). وحقيقة هذه الكلمة ماكان للامام الشاطبي (عليه رحمة الله) ان يكتب ذلك فان فيها من الاطراء على النفس ومدح النفس بطريق خفي لنفسه غفر الله لنا وله، والعجب مهلكة لايستثنتى من ذلك الشاطبي ولاغيره وحسن الظن بالعلماء شيء ومراعاة حدود مانزل الله على رسوله اهم واعظم. نسال الله ان يرزقنا حسن الادب مع الله ورسوله اولا ثم مع العلماء ثانيا ولانقدم حسن الادب مع العلماء على حساب تجاوز النواهي الشرعية.

وساكمل لاحقا ان شاء الله تعالى بقية التعليق

وسآتي على كلامك فقرة فقرة.

وان شاء الله ننتفع من هذه المناقشات

فانتظرني يا ابا حاتم وفقك الله.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير