(مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا): أي ما تتقدم أمة من الأمم المهلكة الوقتَ الذي عُيّن لهلاكهم، فمِن "سيف خطيبٍ" جيء بها لتأكيد الاستغراق المستفاد من النكرة الواقعة في سياق النفي. وحاصل المعنى: ما تهلك أمة من الأمم قبل مجيء أجلها (وما يستأخِرون) ...
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: مِن: جارٌّ زائد، أمة: فاعل مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ. ص345.
• الموضعان: السادس والعشرون والسابع والعشرون، في تفسيره لقوله تعالى:
{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ}. سورة النور/2.
الشاهد: الفاء في قوله تعالى: {فَاجْلِدُوا}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
والفاء في قوله تعالى (فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ) سببيّة، وقيل "سيف خطيب" وذهب الفراء والمبرد والزجاج إلى أن الخبر جملة (فاجلدوا) .. إلَخ. والفاء في المشهور لتضمن المبتدأ معنى الشرط، إذ اللام فيه وفيما عطف عليه موصولة؛ أي التي زنت والذي زنى فاجلدوا .. إلخ. وبعضهم يجوز دخول الفاء في الخبر إذا كان في المبتدأ معنًى يستحق به أن يترتب عليه الخبر وإن لم يكن هناك موصول كما في قوله (وَقَائِلَةٍ خَوْلاَنُ فَانْكِحْ) ...
... حتى يصل إلى قوله:
ونقل عن الأخفش أنها "سيف خطيبٍ"، والداعي لسيبويه على ما ذهب إليه ما يفهم من الكتاب، كما قيل من أنّ النهج المألوف في كلام العرب إذا أريد بيان معنًى وتفصيله؛ اعتناءً بشأنه، أن يذكر قبله ما هو عنوان وترجمة له وهذا لا يكون إلاّ بأن يبنى على جملتين؛ فما ذهب إليه في الآية أولى لذلك مما ذهب إليه غيره ...
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: فـ: فصيحة، وخبر (الزانيةُ) محذوف؛ أي: فيما يتلى عليكم حكْمها. ص350.
• الموضع الثامن والعشرون، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. سورة النور/21.
الشاهد: "مِن" في قوله تعالى: {مِنْ أَحَدٍ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
و (مِن) في قوله تعالى: (منكم) بيانيّة، وفي قوله سبحانه: (مِن أحدٍ) "سيف خطيبٍ" و (أحدٍ) في حيز الرفع على الفاعلية على القراءة الأولى، وفي محل النصب على المفعولية على القراءة الثانية، والفاعل عليها ضميره تعالى أي ما زكى الله تعالى منكم أحدا (أبداً) ...
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: مِن: زائدة للجر، أحد: فاعل مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ. ص352.
• الموضع التاسع والعشرون، في تفسيره لقوله تعالى:
{مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}. سورة الأحزاب/4.
الشاهد: {مِن}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
والجَعْلُ بمعنى الخَلْق، و (مِن) "سيفُ خطيب".
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: جارّ زائد، قلبين: مجرور لفظاً بالياء لأنه مثنى والنون مقابل التنوين في المفرد منصوب محلاًّ مفعول به. ص418.
• الخاتمة:
تبين لنا من خلال الحصر السابق لمواضع هذا المصطلح، أنه لا يتعدى ما سأبينه في البيان التالي، أما معانيها فمتنوعة، بحسب السياق التي وردت فيه، وإن كان المعنى الغالب هو أنها من أحرف الزيادة، وكثيراً ما يتعلق المعنى فيها بسياق النفي:
م
سيفُ خطيبٍ
1
مِن
2
بِ
3
لِ
4
لا
5
ما
6
وَ
• شكر:
أحمد الله وأشكره على ما أنعَم من إنجازٍ لهذا البحث المتواضع، ثم أتوجه بالشكر الجمّ لوالدي الكريم المؤلف المحقق المدقق الأستاذ/ محمد خير رمضان يوسف، لاقتراحه عليّ البحثَ في هذا الموضوع الممتع، بعدَ أن صادف هذه الكلمة أكثر من مرة في أثناء انشغاله بتأليف كتابه في تفسير القرآن الكريم .. وهذا ثقة منه بالعبد الفقير. كما أشكر لكلّ من راجع هذا البحث وأبدى ملحوظاته.
... والحمد لله العليِّ الكبير.
• أهم مراجع البحث:
1 - إعراب القرآن الكريم الميسَّر/ أ. د. محمد الطيب الإبراهيم. بيروت: دار النفائس، ط2، 1423هـ.
2 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني/ للعلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي، المتوفى سنة 1270هـ، مفتي بغداد ومرجع أهل العراق. قرأه وصححه محمد حسين العرب بإشراف هيئة البحوث والدراسات في دار الفكر. بيروت: دار الفكر، 1414هـ.
صهيب بن محمد خير يوسف
الرابط ( http://www.alukah.net/articles/174/2910.aspx?cid=179)