أُسْقِطَ في يَدِهِ؟
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[29 - 06 - 08, 10:53 م]ـ
تَرِدُ عَلى بَعضِ الألْسُنِ عِبارَةُ (أُسقِطَ في يَدِهِ) فَما مَعناها يَرحَمُني اللهُ وَإيَّاكُم؟
وَما أصلُها؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 06 - 08, 11:03 م]ـ
جزى الله الأخ الكريم نافعاً خيرا
من الشاملة ...
1774 - سُقطَ فِي يَدِهِ
يضرب لمن نَدِم. [ص 331]
وقال الأخفش: يقال سُقِط في يده أي نَدِم وقرأ بعضُهم (ولما سُقِط في أيديهم) كأنه أضمر الندم وجوز أُسْقِطَ في يده وقال أبو عمرو: لا يقال " أسْقِطَ " بالألف على ما لم يُسَمَّ فاعلُه وكذلك قال ثعلب وقال الفراء والزجاج: يقال سُقِط وأُسْقِطَ في يده أي ندم. قال الفراء: وسُقِط أكثر وأَجْوَد وقال أبو القاسم الزجاجي: سُقِط في أيديهم نَظْم لم يسمع قبل القرآن ولا عَرَفَتْهُ العرب ولم يوجد ذلك في أشعارهم والذي يدل على ذلك أن شعراء الإسلام لما سمعوا هذا النظم واستعملوه في كلامهم خفي عليهم وجهُ الاستعمال لأن عاداتهم لم تَجْرِ به فقال أبو نواس:
ونَشْوَة سُقِطْتُ مِنْهَا في يدي
وأبو نُوَاس هو العالم النحرير فأخطأ في استعمال هذا اللفظ لأن فُعِلْتُ لا يبنى إلا من فعل يتعدَّى لا يقال رُغِبْتُ ولا يقال غُضِبْت وإنما يقال: رُغِبَ فيَّ وغُضِبَ عليَّ قال: وذكر أبو حاتم: سَقَطَ فلان في يده أي ندم وهذا خطأ مثل قول أبي نواس هذا كلامه قلت: وأما ذكر اليد فلأن النادم يعضُّ على يديه ويَضْرِبُ إحداهما بالأخرى تَحَسُّراً كما قال (ويومَ يعضُّ الظالم على يَدَيْه) وكما قال (فأصْبَحَ يُقَلِّبُ كفيه على ما أنفق فيها) فلهذا أضيف سقوط الندم إلى اليد ..
الكتاب: مجمع الأمثال
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري
الناشر: دار المعرفة - بيروت
تحقيق: محمد محيى الدين عبد الحميد
عدد الأجزاء: 2
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[29 - 06 - 08, 11:53 م]ـ
فما هذا الذى أسقط فى يده؟ علام يعود الضمير؟
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[30 - 06 - 08, 12:12 ص]ـ
فما هذا الذى أسقط فى يده؟ علام يعود الضمير؟
وأما ذكر اليد فلأن النادم يعضُّ على يديه ويَضْرِبُ إحداهما بالأخرى تَحَسُّراً كما قال (ويومَ يعضُّ الظالم على يَدَيْه) وكما قال (فأصْبَحَ يُقَلِّبُ كفيه على ما أنفق فيها) فلهذا أضيف سقوط الندم إلى اليد ..
في (تاج العروس):وذكر اليد،لأن الندم يحدث في القلب و أثره يظهر في اليد، كقوله تعالى: (فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها)،أو لأن اليد هي الجارحة العظمى فربما يسند إليها ما لم تباشره،كقوله تعالى: (ذلك بما قدمت يداك).
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[30 - 06 - 08, 01:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 06 - 08, 06:11 ص]ـ
قال تعالى في سورة الأعراف: (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) 149.
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره:
" يعني تعالى ذكره بقوله: {ولما سقط في أيديهم}: ولما ندم الذين عبدوا العجل الذي وصف جل ثناؤه صفته عند رجوع موسى إليهم , واستسلموا لموسى وحكمه فيهم.
وكذلك تقول العرب لكل نادم على أمر فات منه أو سلف وعاجز عن شيء: " قد سقط في يديه " و " أسقط " لغتان فصيحتان , وأصله من الاستئسار , وذلك أن يضرب الرَّجُل الرَّجُل أو يصرعه , فيرمي به من يديه إلى الأرض ليأسره فيكتفه , فالمرمي به مسقوط في يدي الساقط به , فقيل لكل عاجز عن شيء ومصارع لعجزه متندم على ما فاته: سقط في يديه وأسقط ".
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[30 - 06 - 08, 10:48 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ومن الأقوال التي أتت في تفسير هذه العبارة،ماذكره صاحب التحرير و التنوير:
(سقط في أيديهم) مبني للمجهول كلمة أجراها القرآن مجرى المثل إذ انظمت على إيجاز بديع وكناية واستعارة فإن اليد تستعار للقوة والنصرة إذ بها يضرب بالسيف والرمح ولذلك حين يدعون على أنفسهم بالسوء يقولون " شلت من يدي الأنامل " وهي آلة القدرة قال تعالى (ذا الأيد) ويقال: ما لي بذلك يد أو ما لي بذلك يدان أي لا أستطيعه والمرء إذا حصل له شلل في عضد ولم يستطع تحريكه يحسن أن يقال سقط في يده ساقط أي نزل به نازل
ولما كان ذكر فاعل السقوط المجهول لا يزيد على كونه مشتقا من فعله ساغ أن يبنى فعله للمجهول فمعنى (سقط في يده) سقط في يده ساقط فأبطل حركة يده إذ المقصود أن حركة يده تعطلت بسبب غير معلوم إلا بأنه شيء دخل في يده فصيرها عاجزة عن العمل وذلك كناية عن كونه قد فاجأه ما أوجب حيرته في أمره كما يقال فت في ساعده وقد استعمل في الآية في معنى الندم وتبين الخطإ لهم فهو تمثيل لحالهم بحال من سقط في يده حين العمل. فالمعنى أنهم تبين لهم خطأهم وسوء معاملتهم ربهم ونبيهم. فالندامة هي معنى التركيب كله وأما الكناية فهي في بعض أجزاء المركب وهو سقط في اليد.
قال ابن عطية " وحدثت عن أبي مروان ابن سراج انه كان يقول قول العرب سقط في يده مما أعياني معناه ".
وقال الزجاج هو نظم لم يسمع قبل القرآن ولم تعرفه العرب "
قلت وهو القول الفصل فإني لم أره في شيء من كلامهم قبل القرآن فقول ابن سراج: قول العرب سقط في يده لعله يريد العرب الذين بعد القرآن.