تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[النحو العربي قبل أبي الأسود الدؤلي]

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[11 - 08 - 08, 11:45 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا البحث لفضيلة الدكتور / غانم قدوري الحمد - حفظه الله -، نشر خلاصته في مجلة الحكمة (العدد 11/ 1417هـ)، ثم في كتابه (أبحاث في العربية الفصحى - دار عمار - الأردن 1426هـ/2005م).

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[11 - 08 - 08, 11:46 م]ـ

[النحو العربي قبل أبي الأسود الدؤلي]

المقدمة

النحو أصل علوم العربية، وأقدمها نشأة، وأغزرها مادة وتأليفا، وقد كُتبت بحوث كثيرة عن نشأته وتأريخه، قديما وحديثا. وكان رأي الأكثرين من المتقدمين أن أبا الأسود الدؤلي (ت69هـ) هو أول من وضع أسس النحو العربي، لكن عددا من الباحثين المحدَثين تشككوا في ذلك، وعد بعضهم ذلك حديث خرافة. ومن ثم قد يبدو عنوان هذا البحث ضربا من الخيال، إذ بينما يجادل المؤرخون المحدثون في دور أبي الأسود في نشأة النحو العربي يشير عنوان البحث إلى أن للنحو العربي قبل أبي الأسود وجودا يحاول كشفه والحديث عنه.

إن موقف المؤرخين المحدثين لا يخلو من قصور في النظر وتعجل في استخلاص النتائج، وعلى الباحث المدقق ألا يصده هذا الموقف عن تفحص الوثائق التأريخية والنصوص اللغوية المتعلقة بالموضوع، وتقويمها من وجهة النظر العلمية المحضة، واستخلاص ما يمكن أن تدل عليه بشأن هذه القضية.

والذي حملني على إعادة دراسة الموضوع هو وقوفي على روايات لم يطلع عليها المؤرخون المحدثون للنحو العربي ولم يشيروا إليها، وهي وما يمكن أن يضاف إليها تقدم تصورا جديدا لنشأة النحو العربي، كما أن الروايات الأخرى التي بأيدي الباحثين يمكن أن تفهم على نحو جديد أيضا.

إنني في هذا البحث لن أتجاوز الحقبة التي عاش فيها أبو الأسود، ولن أتتبع تطور الدرس النحوي العربي بعد أبي الأسود وتلامذته، لأن ما كتب عن تأريخ النحو بعد أبي الأسود شيء كثير يكفي في إعطاء صورة واضحة عنه، لكن نشأة النحو وبداياته لا يزال الباحثون يشيرون إلى غموضها والاختلاف فيها، ومن ثم فإن هذا البحث يسعى إلى تبديد الغموض وإعطاء تصور واضح عن بدء النشاط اللغوي العربي المنظم ونشأة النحو العربي ودور أبي الأسود في تلك النشأة، وأرجو أن يحقق البحث ذلك أو بعضه، والله تعالى الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[11 - 08 - 08, 11:49 م]ـ

المبحث الأول

نشأة النحو العربي في الدراسات القديمة والمعاصرة

أدرك مؤرخو النحو العربي الأوائل أن نشأة النحو مرتبطة بظهور النموذج اللغوي الموحد الذي يحرص المتكلمون على احتذائه، وبروز ظاهرة الإخفاق في تحقيق ذلك النموذج أحيانا، وهو ما يطلق عليه مصطلح (اللحن)، وقد تهيأ هذا الظرف بعد نزول القرآن وانتشار الإسلام في أنحاء الجزيرة العربية، يقول أبو الطيب الحلبي (ت351هـ): «واعلم أن أول ما اختل من كلام العرب فأحوج إلى التعلم الإعرابُ، لأن اللحن ظهر في كلام الموالي والمتعربين من عهد النبي r »[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn1).

وعبر أبو بكر الزبيدي (ت379هـ) عن هذه الحقيقة على نحو أكثر تفصيلا حيث قال: «ولم تزل العرب تنطق على سجيتها في صدر إسلامها وماضي جاهليتها حتى أظهر الله الإسلام على سائر الأديان، فدخل الناس فيه أفواجا، وأقبلوا إليه أرسالا، واجتمعت فيه الألسنة المتفرقة، واللغات المختلفة، ففشا الفساد في اللغة العربية، واستبان منه في الإعراب الذي هو حَلْيُها، والموضح لمعانيها، فتفطن لذلك من نافر بطباعه سوء أفهام الناطقين من دخلاء الأمم بغير المتعارف من كلام العرب، فعظم الإشفاق من فُشُوِّ ذلك وغلبته، حتى دعاهم الحذر من ذهاب لغتهم وفساد كلامهم إلى أن سببوا الأسباب في تقييدها لمن ضاعت عليه، وتثقفيها لمن زاغت عنه» [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn2).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير