[رأي في رسم تنوين النصب]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[14 - 08 - 08, 12:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
[رأي في رسم تنوين النصب]
مروان البواب
خلاصة الرأي:
يُرسَم تنوينُ النصب فوق الحرف المنون به، لا فوق الألف التي تلي هذا الحرف.
المؤيدات:
1 - تنوين النصب شأنه شأن تنوين الرفع والجر، وشأن الحركات الأخرى (الفتحة والضمة والكسرة)، جميع ذلك يرسم فوق الحرف (أو تحته)، وذلك لأن الحرف هو المعنِيُّ بالتنوين أو الحركة؛ نحو: (بدرٌ، بدرًا، بدرٍ، بدرُ، بدرَ، بدرِ، سدٌّ، سدًّا، سدٍّ).
2 - الألفُ التي تلي الحرفَ المنون بتنوين النصب، إنما جُعلتْ ليُنطق بهذا الحرف المنون مفتوحًا عند الوقف، لا ليُرسم فوقها تنوين النصب. مثال ذلك أننا نلفظ كلمة (قَمَرًا) عند الوقف هكذا: (قَمَرَا = ق –َ م –َ ر –َ ا).
والدليل على هذا الذي قلناه:
أ- أنه إذا كان الحرف المنون بتنوين النصب يُوقَف عليه بالسكون (في حالة التاء المربوطة)، فإن الألف لا تليه، لانتفاء الحاجة إلى إثباتها، وأما تنوين النصب فيُرسم فوق الحرف المنون، كتنوين الرفع والجر؛ فمثلاً نلفظ التاء المربوطة في كلمة (جُمْلَة) هاءً ساكنة عند الوقف عليها، سواء أكانت منونة بتنوين الرفع أم النصب أم الجر، هكذا:
(جُمْلَةٌ = ج –ُ م –ْ ل –َ هـ –ْ).
(جُمْلَةً = ج –ُ م –ْ ل –َ هـ –ْ).
(جُمْلَةٍ = ج –ُ م –ْ ل –َ هـ –ْ).
ب- أنه لمّا كان الحرف المنون بتنوين الرفع أو الجر يُسَكَّن عند الوقف؛ [نحو: (قَمَرٌ = ق –َ م –َ ر –ْ)، و (قَمَرٍ = ق –َ م –َ ر –ْ)] لم يَحتَجْ إلى أن يليَه حرفُ مد (الواو في حالة تنوين الرفع، والياء في تنوين الجر).
3 - إذا كان الحرف المنون بتنوين النصب يوقف عليه مفتوحًا، ويمتنع أن تَلِيَه الألفُ خطًّا، فإن تنوين النصب يرسم فوق هذا الحرف المنون، تمامًا كتنوين الرفع والجر؛ نحو:
(سَمَاءٌ = س –َ م –َ ا ء –ْ)، (سَمَاءً = س –َ م –َ ا ء –َ ا)، (سَمَاءٍ = س –َ م –َ ا ء –ْ).
ونحو:
(مَلْجَأٌ = م –َ ل –ْ ج –َ أ –ْ)، (مَلْجَأً = م –َ ل –ْ ج –َ أ –َ ا)، (مَلْجَأٍ = م –َ ل –ْ ج –َ أ –ْ).
ونحو:
(هذا هُدًى = هـ –ُ د –َ ا)، (وجعلناه هُدًى = هـ –ُ د –َ ا)، (على هُدًى = هـ –ُ د –َ ا).
ونحو:
(هذه عَصًا = ع –َ ص –َ ا)، (رأيتُ عَصًا = ع –َ ص –َ ا)، (على عَصًا = ع –َ ص –َ ا).
ونحو:
(هذه ذُرًا = ذ –ُ ر –َ ا)، (رأيتُ ذُرًا = ذ –ُ ر –َ ا)، (على ذُرًا = ذ –ُ ر –َ ا).
وهذا يدل على أن الأصل في رسم التنوين هو أن يكون فوق الحرف المنون.
4 - أن الألف التي تلي الحرف المنون بتنوين النصب هي من الصوائت (أي الحركات)، لا من الصوامت -لأنها هنا حرف مدّ- ومن ثم فهي لا تحتمل الحركات. ولمّا كان تنوين النصب في حقيقته فتحةً ونونًا ساكنة؛ نحو: (خُبْزًا = خ –ُ ب –ْ ز –َ ن –ْ وصلاً لا وقفًا)، لَمْ يصح رسمُ تنوين النصب فوق الألف.
ومما يؤيد أن تنوين النصب هو فتحة ونون ساكنة، أن تنوين الرفع هو ضمة ونون ساكنة؛ نحو:
(خُبْزٌ = خ –ُ ب –ْ ز –ُ ن –ْْ وصلاً لا وقفًا).
وأن تنوين الجر هو كسرة ونون ساكنة؛ نحو:
(خُبْزٍ = خ –ُ ب –ْ ز –ِ ن –ْ وصلاً لا وقفًا).
فكيف نضع حركةً على الألف التي هي حرف مد؟!
5 - لو سَلَّمنا برسم تنوين النصب فوق الألف التي تلي الحرف المنون بتنوين النصب، (نحو: شجراً)، فَبِمَ نَشْكُل هذا الحرف (أي حرف الراء في هذا المثال)؟
فإن قيل: بالفتحة (أي هكذا: شَجَرَاً)، قلنا: إن تنوين النصب هو فتحة ونون ساكنة، كما ذكرنا آنفًا، وهذا يعني أن فتحة الحرف المنون (الراء هنا) تكررت مرتين؛ الأولى فوق الراء، والثانية في تنوين النصب. وهذا لا يصحّ.
¥