أصله: الإله، حُذفت الهمزة تخفيفًا، فالتقت اللام الأولى – الساكنة - مع الثانية فأدغمت اللامان، فصارتا في اللفظ لامًا واحدة – لفظًا - ثم فُخمت للتعظيم.
الرحمن الرحيم: الراجح أنهما نعتان، ولا ينافي كونهما علمين؛ لأنّ أسماء الله أعلام وأوصاف.
وهما اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمة فى الأصل رقة فى القلب تستلزم التفضل والإحسان، وهذا جائز فى حق العباد، ولكنه محال فى حق الله سبحانه وتعالى، وهي صيغة كمال لائقة بذاته كسائر صفاته العلى، لا يجوز لنا أن ننفيها أو نعطلها أو نؤولها.
وقد ذكر ابن دريد في جمهرة اللغة: قال أبو عبيدة: هما اسمان مشتقّان من الرحمة مثل نَدمان ونديم. قال أبو بكر: خبّرني عمي الحسين بن دريد عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبيه قال: الرحمن اسم للّه تبارك وتعالى لا يُدعى به غيره والرحيم صفة لأن العرب تقول: كُن بي رَحيماً ولا تقل: كُن بي رَحْماناً. وقد دلّ القرآن على ذلك بقوله عزّ وجلّ: {قل ادْعُوا اللهّ أو ادْعُوا الرحمنَ أيًّا ما تَدْعوا فله الأسماءُ الحُسْنَى} فاللّه اسم ليس لأحد فيه شركة وكذلك الرحمن، وليس لأحد أن يسمَّى الرحمن إلا اللّه. وقد سمت العرب مَرحوماً ورَحيماً.
والرحيم قد يكون لغيره؛ قال الفارسي: إِنما قيل بسم الله الرَّحْمن الرحيم فجيء بالرحيم بعد استغراق الرَّحْمنِ معنى الرحْمَة لتخصيص المؤمنين به في قوله تعالى: {وكان بالمؤمنين رَحِيماً}.
.
فائدة: يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله:
((إن معرفة الله تعالى تدعو إلى محبته وخشيته ورجائه وإخلاص العمل له، وهذا عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه وصفاته، والتفقه في فهم معانيها ..
بل حقيقة الإيمان أن يعرف الربّ الذي يؤمن به، ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته، حتى يبلغ درجة اليقين.
وبحسب معرفته بربه، يكون إيمانه، فكلما ازداد معرفة بربه، ازداد إيمانه، وكلَّما نقصَ نقصَ، وأقرب طريق يُوصله إلى ذلك: تدبُّر صفاته وأسمائه من القرآن .. ".
تتمة:
1 - في البسملة إيجاز قِصَر بإضافة العام إلى الخاص.
2 – لم يوصف أحد بالرحمن من العرب إلا مسيلمة الكذاب، وصف به مضاف، فقالوا: رحمن اليمامة، قال قائلهم:
سموت بالمجد يا ابن الأكرمين أبًا * * وأنت غيث الورى لازلت رحمانا.
وأجاب البعض ببيت مقابل له:
خُصّصت بالمقت يابن الأخبثين أباً * وأنت شرُ الورى لا زلت شيطانا
3 – تكتب " بسم " بغير ألف – في البسملة خاصة – لكثرة الاستعمال، وقيل ليوافق الخط اللفظَ، وقيل استغناء عنها بباء الاستعانة. وقيل: لا حذف أصلا لأن الأصل " سِمو أو سُمو، فلما دخلت الباء سكنت العين تخفيفًا
4 – تحذف الألف من الرحمن؛ لدخول " أل " عليها.
(الرحمنِ الرحيمِ)
(الرحمنِ) بالجر: نعت للفظ الجلالة
(الرحيمِ) بالجر: نعت للفظ الجلالة أو الرحمن
إذا رفعت الرحمن أو نصبت لا يجوز الجر في الذي يليه.
قال الأجهوري:
إن ينصب الرحمنُ أو يرتفعا ... فالجر في الرحيم قطعاً مُنعا
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
و {الله}: اسم الله رب العالمين لا يسمى به غيره؛ وهو أصل الأسماء؛ ولهذا تأتي الأسماء تابعة له ..
و {الرحمن} أي ذو الرحمة الواسعة؛ ولهذا جاء على وزن "فَعْلان" الذي يدل على السعة ..
و {الرحيم} أي الموصل للرحمة من يشاء من عباده؛ ولهذا جاءت على وزن "فعيل" الدال على وقوع الفعل
والله تعالى أعلم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 11:42 ص]ـ
أقسام الكلام
الكلامُ وأقسامه.
إن الكلام لا يخرج عن تقسيمات ثلاث هي: (الاسم، الفعل، الحرف)
وما كان ذلك ليكون إلا لأن العلماء حين استقرؤوا كلام العرب وقلّبوا فيه وجدوا أنه لا يخلو عن هذه الثلاثة تقسيمات ..
يقول ابن آجروم رحمه الله في معرض حديثه عن أنواع الكلمة أو أقسام الكلام:
وأول هذه التقسيمات هو الاسم.
قال ابن آب الشنقيطي:
{{أقسامُه التي عليها يُبنى ** اسمٌ وفعل ٌ ثمَّ حرف ُ معنى}}
الاسم: ما يدل على معنى في نفسه غير مقترن بزمن، أو لنقل بصورة أوضح هو كل كلمة تدل على شيء.
¥