ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 05:11 م]ـ
(الجلسة الرابعة) مدارسة البيتُ الأوَّل من المعلَّقةِ.
البيتُ الأول:
التحليل اللفظي: "قفا" تأملٌ وحزنٌ."ومنزلِ" لا ديَّارَ أن يكونَ إما -في الغالب- مجردُ خباءٍ من صوفٍ، أو خيمة من شعر، أو مظلّةٍ من شجر، أو أقنةٍ من حجر، أو طِرَافٍ من أدم. "السقط" ما تساقطَ من الرمْلِ. "اللوى" رمل يعوجّ ويلتوي. "الدخول" موضع. "حومل" موضع.
المعنى الإجمالي: قفْ وأسعدني على البكاءِ عندَ تذكّري حبيباً فارقتهُ, ومنزلاً خرجتُ منهُ, يقصد "مكان الرمل الملتوي الذي هو بين الدخول وحومل.
الفوائد اللغوية والملحات الأدبية:
(1) خطابُ الواحدِ وإجراءه مخاطبة الاثنينِ, فقال بعضهم: يخاطبُ امرئ القيسِ صاحبيْهِ, وقيلَ: خاطبَ واحداً وأخرجَ الكلام مخرج الخطاب مع الاثنينِ, لأنَّ من عادةِ العربِ إجراءُ خطابُ الاثنينِ على الوحدِ والجمعِ, وهذا لأنَّ أدنى أعوانِ الرجلِ اثنينِ. وشاهدُ الفائدة قوله تعالى "قال ربا ارجعون" والمرادُ منه: أرجعني أرجعني. فهذا كله جائزٌ في اللغةِ موجودٌ.
(2) قلبُ النونِ ألفاً حالً الوصلِ, وذاكَ على من يقولُ أنه أراد "قفن" على جهةِ التأكيدِ, فقلبَ النونَ ألفاً, لأنها بالضروي تقلبُ ألفاً حال الوقفِ, كقوله "لنسفعن" فلو وقفتَ قلتَ " لنسفعا ".
(3) براعةُ الاستهلالِ وحسنُ الابتداءِ في البيتِ الأول دون الثاني, قالوا: إنّه في هذه البداية البارعة وقَفَ واسْتَوْقَف، وبَكَى واستَبْكَى، وذكَرَ الحبيبَ ومَنْزِلَهُ فِي مِصْراعٍ واحِد. قال القرطاجني في "منهاج البلغاء":فالمصراع الأول في غاية الإبداع ونهاية الانطباع ... وليس يجاريه أحد في كمال المصراع الأول وشرف ما وقع فيه بالنظر إلى ما يجب أن يفتتح به القول في البكاء على الديار. اهـ.
(4) ذكرُ التصْريعِ, وهو: عبارة عن استواء آخر جزء في صدر البيت وآخر جزء في عجزه في الوزن والروي والإعراب. وهو أليق ما يكون بمطالع القصائد وفي وسطها ربما تمجه الأذواق والأسماع, وقد هذا كما قال ابن حجة الحموي في "خزانة الأدب" لمطلعِ معلقةِ امرئ القيسِ؟
(5) [قفا نبك]: في البيت: فعل أمر، والأمر طلب، وجواب الطلب: [نبكِ] وهو مسبب عن الطلب، ولذلك جزم. وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والأصل قبل الجزم [نبكي].
(6) ذكرُ لغات "السقط", وقوله "بسِقطِ" يصحُّ بتثليثِ السينِ (السِّقط, السَّقط, السُّقط).
الانتقادات الفكرية أو المنهجية:
(1) مجيءُ العطفِ بعد "بين" بحرف العطف "الفاء", فقد استشكلَ بعضهم الفاء من قوله "بين الدخول فحومل" إذ لا تقول "اختصم زيد فعمروا" وهذه المواضع لا يصحّ معه أحد من أحرف العطفِ سوى الواوِ, إلاَّ أنَّ الكلامَ على حذفِ مضافٍ تقديره: بين نواحي الدخول, وهو قول سيبويهِ وابن هشامٍ. وذكر صاحب "القاموس" أنه محمول بمعنى "الواو", وزعمَ الأصمعي رجحانَ روايةِ "الواو".
(2) عابَ بعضُ الأدباءِ عجزُ البيتِ, لأنه دون صدْرهِ, وهذا عيبٌ في الشعرِ وبالخصوصِ إن كانَ مطلعُ القصيدةِ كما ذكرَ ذلك الألوسي في "غرائب الاغتراب" و القرطاجني في "منهاج البلغاء".
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 11:33 م]ـ
نسيتُ وضع البيتِ:
1 - قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ ... بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
ـ[أبو عبدالرحمن البجيدي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:29 م]ـ
بارك الله فيك
ولكن لم أفهم معنى "بسقط اللوى"
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:48 م]ـ
هو الذي " بين الدخولِ فحومل " ما هو الذي بينهما؟؟
الذي بينهما " سقط اللوى ".
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:34 م]ـ
لأنه دون صدْره
؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 04:22 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟
أي دونَ صدرِ البيتِ.
ـ[أبو اسحاق المصرى]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:41 ص]ـ
ألم يأن لك أن تكمل ما شرعت فيه؟
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 06:00 م]ـ
إخواني هل شرح الزوزني للمعلقات متوفر بالوورد
؟؟
هل ثمة شروح متوفرة بالوورد غير شرح الشيباني
http://www.almeshkat.net/books/open.php?book=2856&cat=17
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 06:58 م]ـ
قِفَاَ نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ:: بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
خاطب الشاعر صاحبيه، وقيل بل خاطب واحدا وأخرج الكلام مخرج الخطاب لاثنين،
لان العرب من عادتهم إجراء خطاب الاثنين على الواحد والجمع،
فمن ذلك قول الشاعر
:
فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر، وأن ترعياني أحمِ عِرضاً ممنّعاً
خاطب الواحد خطاب الاثنين،
وإنما فعلت العرب ذلك لان أدنى أعوان الرجل هم اثنان: راعي إبله وراعي غنمه،
وكذلك الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة، فجرى خطاب الاثنين على الواحد لمرور ألسنتهم عليه،
ويجوز أن يكون المراد به: قف قف، فإلحاق الألف إشارة إلى أن المراد تكرير اللفظ
و
قيل: أراد قفن على جهة التأكيد، فقلب النون ألفا في حال الوصل،
لأن هذه النون تقلب ألفا في حال الوقف، فحمل الوصل على الوقف،
و
منه قول الأعشى: وصلِّ على حين العشيّات والضحى ولا تحمد المثرين واللهَ فاحمدا = أراد فاحمدَن،
فقلب نون التأكيد ألفا، يقال يكى يبكي بكاء وبكى، ممدودا ومقصورا،
أنشد ابن الأنباري لحسان بن ثابت شاهدا له:
... #***
بكت عيني وحق لها بكاها، وما يعني البكاء ولا العويل
###@###
فجمع بين اللغتين،
السقط
:
منقطع الرمل حيث يستدق من طرفه، والسقط أيضا ما يتطاير من النار،
والسقط أيضا المولود لغير تمام،
و
فيه ثلاث لغات: سَقط وسِقط وسُقط في هذه المعاني الثلاثة،
اللوى: رمل يعود ويلتوي،
الدخول وحومل: موضعان.
يقول: قفا وأسعداني وأعيناني، أو: قف وأسعدني على البكاء عند تذكري حبيباً فارقته ومنزلا خرجت منه،
وذلك المنزل أو ذلك الحبيب أو ذلك بمنقطع الرمل المعوج بين هذين الموضعين
¥