ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 12:52 ص]ـ
3) الامام محمد بن أحمد السفاريني النابلسي الحنبلي
اسمه و مولده:
هو محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفاريني النابلسي الحنبلي، أبو العون، شمس الدين، محدث وفقيه أصولي، وُلِد بسفارين من قرى نابلس بفلسطين سنة 1114هـ ونشأ بها، ثم رحل إلى دمشق.
نشأته و طلبه للعلم و شيوخه:
قرأ القرآن في سنة 1131هـ في نابلس، واشتغل بالعلم قليلاً وارتحل إلى دمشق سنة 1133هـ ومكث بها قدر خمس سنوات فقرأ بها على الشيخ عبد القادر التغلبي "دليل الطالب" للشيخ مرعي الحنبلي من أوله إلى آخره قراءة تحقيق، و"الإقناع" للشيخ موسى الحجازي.
و قرأ وعلى الشيخ عبد الغني النابلسي "الأربعين النووية" و"ثلاثيات البخاري"، والإمام أحمد، وحضر دروساً في تفسير "القاضي" وأجازه عموماً بسائر ما يجوز له وبمصنفاته كلها، وكتب له إجازة مطولة وذكر فيها مصنفاته.
و قرأ على الشيخ عبد الرحمن المجلد "ثلاثيات البخاري"، وحضر دروسه العامة، وأجازه. و قرأ وعلى الشيخ عبد السلام ابن محمد الكاملي بعض كتب الحديث وشيئاً من رسائل إخوان الصفا، و قرأ على ملا إلياس الكوراني كتب المعقول، وعلى الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني "الصحيح" بطرقه مع مراجعة شروحه الموجودة في كل رجب وشعبان ورمضان من كل سنة مدة إقامته بدمشق، و"ثلاثيات البخاري" وبعض "ثلاثيات أحمد" وشيئاً من "الجامع ا لكبير" وبعضاً من كتاب "الإحياء" مع مراجعة تخريج أحاديثه للزين العراقي و"الأندلسية" في العروض مع مطالعة بعض شروحها، وبعضاً من "شرح شذور الذهب" و"شرح رسالة الوضع" مع حاشيته التي ألفها و"حاشية ملا إلياس"، وأجازه بكل ذلك وبما يجوز له روايته.
وقرأ على الشيخ أحمد بن علي المنيني شرح "جمع الجوامع" للمحلي، وشرح "الكافية" ِلملا جامي وشرح "القطر" للفاكهي، وحضر دروسه للصحيح، وشرحه على منظومة "الخصائص الصغرى" للسيوطي، وقد أجازه بكل ذلك إجازة مطولة كتبها بخطه.
و قرأ على الشيخ محمد بن عبد الرحمن الغزي بعضاً من شرح ألفية العراقي لزكريا وأول سنن أبي داود، وعلى قريبه الشيخ أحمد الغزي غالبَ الصحيحِ بالجامع الأموي بحضرةِ جملةٍ من كبار شيوخ المذاهب الأربعة، وعلى الشيخ مصطفى بن سوار أولَ صحيح ا لبخاري وبعض ثلاثيات أحمد.
و لقد مَنَّ الله سبحانه و تعالى على الإمام السفاريني بالحج سنة 1148هـ، فسمع بالمدينة على الشيخ محمد حياة المسلسل بالأولية وأوائل الكتب الستة، وتفقه على شيخ المذهب مصطفى بن عبد الحق اللبدي، وطه بن أحمد اللبدي، ومصطفى بن يوسف الكرمي، وعبد الرحيم الكرمي، والشيخ المعمر السيد هاشم الحنبلي والشيخ محمد السلقيني وغيرهم.
و من شيوخه الشيخ محمد الخليلي والشيخ عبد الله البصروي سمع عليه ثلاثيات أحمد مع المقابلة بالأصل المصحح والشيخ محمد الدقاق، وله شيوخ أخر غير ما ذكر.
صفاته و ثناء العلماء عليه:
لقد أثنى على العلامة السفاريني كثير من العلماء الذين عاصروه بالذات، وأثنى عليه من لم يعاصره والسبب في ذلك هو تتلمذهم على كتبه ومؤلفاته وممن أثنى عليه من معاصريه المرادي فقال عنه: "الشيخ الإمام الحَبْرُ البَحر النحرير الهمام الأوحد العلامة والعالم العامل الفهامة صاحب التآليف الكثيرة والتصانيف الشهيرة". فقد كان غرة عصره وشامة مصره لم يظهر في بلاده مثله. و كان ذا رأي صائب وفهم ثاقب جسوراً على ردع الظالمين وزجر المفترين إذا رأى منكراً أخذته رعدة وعلا صوته من شدة الحدة، وإذا سكن غيظه وبرد قيظه يقطر رقة ولطافة وحلاوة وظرافة، وله الباع الطويل في علم التاريخ وحفظ وقائع الملوك والأمراء والعلماء والأدباء وما وقع في الأزمان السالفة وكان يحفظ من أشعار العرب العرباء والمولدين شيئاً كثيراً.
وصفه الجبرتي وصفاً جميلاً فقال: "كان شيخاً ذا شيبة منورة مهيباً جميل الشكل ناصراً للسنة قامعاً للبدعة قوالاً بالحق مقبلاً على شأنه مداوماً على قيام الليل في المسجد ملازماً على نشر علوم الحديث مجداً في أهله، ولا زال يملي ويفيد ويجيز من سنة ثمان وأربعين إلى أن توفي".
¥