تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وظهرتْ أهميَّة جدَّة للمُسلمين، حيث أصبحتْ ميناء في عهْد الخليفة عُثمان بن عفَّان - رضِي الله عنْه - حيثُ تمَّ في عهْدِه إعادة بناء المدينة ومينائِها في حوالي عام 26هـ/ 646م؛ لتصبحَ ميناءً لمكَّة بدلاً من ميناء الشعيبة [6] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn6)، الذي كانت تستخدِمُه السفن التجارية لدولَتَي الرومان والحبشة في التِّجارة مع مكَّة المكرَّمة [7] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn7)، وبرزت أهميَّة جدَّة في العصر المملوكي؛ إذ تمثَّلت اهتمامات الحكَّام المماليك في حماية الحرمَين الشريفين، وفي تأمين طرُق الحج، هذا بالإضافة إلى أنَّ جدَّة كانت تعد مرفأً تجاريًّا حيويًّا ومهمًّا [8] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn8)، وقد خضعتْ تلك المدينة للنُّفوذ العثماني؛ إذ كانت تَحظى بموقع حيويٍّ وإستراتيجي؛ بوصْفها محطَّة بحرية مهمَّة لتموين السُّفن التجارية بالماء والزَّاد [9] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn9).

لقد تزايدَ الاهتمام الأوروبي بتِجارة البحر الأحمر خلال القرْن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي)؛ نتيجة ظُهُور أهمِّيَّة البُنِّ اليماني؛ إذ أصبح سلعةً تِجاريَّة دوليَّة مميَّزة، زاد الطَّلب عليْها، كما برزت الأهميةُ المتزايدة للبحر الأحمر للدُّول الاستعماريَّة، لا سيَّما إنْجلترا فيما يتعلَّق بكوْن هذا البحر طريقًا مهمًّا يؤدِّي إلى الهند؛ نظرًا لسهولة الوصول إلى الهند عَبْر البحْر الأحمر، لا سيَّما بعد افتِتاح قناة السويس؛ إذ أصبح ذلك البحْر في النصف الثاني من القرْن الثَّالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) مسارًا بحريًّا حيويًّا في التِّجارة البحريَّة الدوليَّة [10] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn10).

وتَمَثَّل النَّشاط التِّجاري الدولي لجدَّة في: تِجارة الاستيراد والتَّصدير، وتِجارة الترانزيت، التي كانت تُعَد محورًا بارزًا في العلاقات التجاريَّة بين ميناء جدَّة وبين الموانئ المحلية الأخرى على البحر الأحمر والخليج العربي، أو الموانئ الدوليَّة بِمصر والهند والساحل الإفريقي؛ مما نتج عنه ازدهار ملحوظ للتِّجارة المحليَّة المتَمَثِّلة في البيع والشراء في الأسْواق التِّجارية في جدة، وكذلِك فيما بين جدَّة، وبين الموانئ التَّابعة لها، مثل: رابغ والليث، فقد كان للتِّجارة المحليَّة البحريَّة أهميَّة ملحوظة فيما يتعلَّق بالازدِهار الاقتِصادي؛ إذ تمثَّلتْ تلك الأهميَّة في العلاقات التِّجاريَّة بين ميناء جدَّة، وبين موانئ: ينبع، ورابغ، والليث؛ إذ كان ميناء الليث يعدُّ ميناء مهمًّا لتصدير الجُلُود، وظهرت أهمية ميناء ينبع في تصدير المحاصيل الزراعية؛ مثل: الحبوب (القمح، والشعير، والذرة، وغيرها) والتمور، كما تميَّز هذا الميناء بعلاقاته التِّجارية الوثيقة مع الموانئ المصريَّة الواقعة على السَّاحل الغربي للبحر الأحْمر [11] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn11)، وينبغي أن نُشيرَ إلى أنَّ ميناء جدَّة كان مرْكزًا تِجاريًّا رئيسًا لتخْزين وتوْزيع السِّلع التِّجارية الدوليَّة المتنوِّعة؛ كالهنديَّة والعربيَّة القادِمة منَ اليمن، والأجزاء الأخرى من شِبْه الجزيرة العربيَّة؛ كالحجاز، وعسير، ونَجد، والتي كانتْ تُوَرَّد إلى الموانئ المصرية، كما برزتْ أهمية ذلك الميناء بوصْفه محطَّة تجارية مهمَّة لنقْلِ السلع المصرية والأوربية إلى الموانئ الأخرى على البحر الأحمر، في الحجاز والأجزاء الأخرى من شبه الجزيرة العربية، واليمن، وبلاد الشام؛ بواسطة القوافِل التجارية [12] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn12).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير