ويُعَدُّ هذا القصر الملكي أحَدَ المعالِم البارزة في مدينة جدَّة؛ إذ شُيِّد في الحقبة من 1347 - 1351هـ/1928 - 1932م، كما استخدم مَقَرًّا للحكم، للملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وكذلك لاستِقْبال الضيوف، كما أنَّ القصر يُمَثِّل أسلوبًا معماريًّا مميزًا في البناء؛ إذ يمتاز بفخامة أجزائه التي شُيدت منَ الحجر، وبحجراته الواسعة، وبالارتفاع الملحوظ لأسقفه [32] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn32).
6- موقع أبرق الرغامة:
ويقع إلى الشَّرق من مدينة جدَّة على بعد حوالي (12 كيلو مترًا)، في وادٍ وجدت به عين ماء، عرفت باسم: عين الرغامة [33] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn33)، ويتميَّز بكونه أحد المعالِم التاريخيَّة المهمَّة في مدينة جدَّة، كما أنَّه يرتبط بإحْدى المراحل التاريخية المتميِّزة من تاريخ المملكة العربيَّة السعوديَّة، والمتمثِّلة في توحيد المملكة؛ حيث إنَّ موقع أبرق الرغامة هو المكان الذي استقرَّ فيه الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - ورجاله لمدَّة محددة، قبل أن تعلنَ مدينة جدَّة ولاءها للحُكْم السعودي الزَّاهر، وقبل أن تنضمَّ هذه المدينة كمثيلاتِها تحت راية التَّوحيد، ولتصبح جزءًا من هذا الكيان المتميِّز (المملكة العربيَّة السعوديَّة)، وتنبغي الإشارة إلى أنَّ جدَّة كانت المدينة التي اتَّخذ منها الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - عاصمةً سياسيَّة لملكه في عام 1344هـ/1925م، ولعدَّة سنوات قبل أن تحلَّ محلَّها مدينةُ الرِّياض، التي أصبحت فيما بعدُ عاصمةً للمملكة العربية السعودية [34] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn34).
الخاتمة
لقد أظهر هذا البحث الأهميَّة المتميِّزة لمدينة جدَّة، التي حظيتْ بمقومات ملحوظة من أهمها: الموقع الحيوي والإستراتيجي بوَصْفِها محطَّة بَحرية وجويَّة بارِزة، وبوصْفِها مركزًا تجاريًّا حيويًّا، وبصفتها بوَّابة رئيسة للحرمَين الشَّريفين (مكَّة المكرَّمة)، و (المدينة المنوَّرة)، ويتَّضح منَ البحث أنَّ لمحافظة جدَّة أهميَّةً تاريخيَّة ملحوظة فيما يتعلَّق بالمجال السياحي.
فجدَّة تحتوي على معالِم تاريخيَّة وإسلاميَّة، تتمثَّل في المنشآت المتعدِّدة والمختلفة، مثل: المساجد، والبيوت، والمعالم التاريخية الأخرى المهمَّة، وكذلك المتاحف، والمراكز العلميَّة والتعليميَّة، التي يُمكن الاستِفادة منها؛ لأنَّها تعدُّ إحْدى دعائم السياحة الثَّقافية والتعليميَّة.
وإنَّ أهمَّ المقترحات والتوصيات التي يُمْكن أن تُقَدَّم من خلال هذا البحث تتضمَّن ما يلي:
أوَّلاً: إنشاء كلية السياحة والفندقة بجامعة الملِك عبدالعزيز بجدَّة، لتدْريس السياحة والفندقة، وتخريج الكوادر المتخصِّصة، والمؤهَّلة للعمل في القِطاع السِّياحي، فمجال السِّياحة يُعَدُّ أحد التخصُّصات المهمَّة، ويعدُّ أيضًا رافدًا حاضرًا ومستقبلاً للاقتِصاد الوطني.
ثانيًا: إقامة المهْرجانات التَّسويقيَّة الموْسِميَّة في فصْلَي الصَّيف والرَّبيع؛ لجذْب السيَّاح المحليِّين والزَّائرين من خارج جدَّة؛ بغرَض التسوُّق، وزيارة المعالم التاريخيَّة والحضاريَّة في محافظة جدَّة.
ثالثًا: تنظيم المسابقات المحليَّة والإقليميَّة والدَّوليَّة المتعلِّقة بالأنشِطة البحرية، مثْل: مسابقات السباحة، وسباق القوارب، والتجديف، وغيرها.
رابعًا: إقامة المؤتمرات العلميَّة والاقتصاديَّة وغيرها المتعلِّقة بالمؤسَّسات التعليميَّة، مثل: جامعة الملك عبدالعزيز، ووزارة المعارف، أو التي تتعلَّق بالإدارات الأُخرى، مثل: الغرفة التجارية الصناعيَّة بجدة وغيرها؛ إذ تتوافر في مدينة جدَّة الإمكانات المميزة والملائمة لإقامة وتنظيم المؤتَمرات الدوليَّة، وحضور العدد الملحوظ منَ المشاركين فيها.
خامسًا: الاهتمام بالتُّراث الشعبي، وإقامة المهرجانات المتعلقة به.
سادسًا: إبْراز المعالم المتميِّزة في جدَّة التاريخيَّة والحضاريَّة، والمجسَّمات الجماليَّة، والميادين المهمَّة والمميزة بتصويرها فوتوغرافيًّا، وجعْلها متاحةً للسُّيَّاح والزَّائرين، بوضْعِها في المكتبات والأسواق والمراكز التِّجاريَّة الرئيسة في المحافظة.
¥