- الحل السادس: اقترحه أيضا ألونسو كوتريس, و يقوم كذلك على الإخصاء, لكن لتحديد نسلهم فقط.
- الحل السابع: قتل الأندلسيين دفعة واحدة, أو قتل البالغين منهم و استرقاق الباقين و بيعهم.
- الحل الثامن: اقترحه بدرو بونسي دي ليون, الذي قضى عشرين عاما في خدمة الملك, و يعتمد على إرسال شباب الأندلسيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 40 سنة للعمل في السفن, و بذلك يقل نسلهم و ينقرضون مع الوقت.
- الحل التاسع: و هو الذي لاقى قبول كبار رجال الدولة و الكنيسة, و يقوم على طرد الأندلسيين خارج إسبانيا (1) , و هذا الحل هو الذي سيتم تطبيقه سنة 1609م على أندلسيي مملكة بلنسية ثم على باقي المناطق خلال السنوات الخمس التي تلتها. و قد كان لثالوث الشر و الحقد خوان دي ريبيرا, دوق دو ليرما و خايمي بليدا مساعي خبيثة لإقناع الساسة, النبلاء و رجال الكنيسة بحسنات طرد الأندلسيين.
ثم توالت الأحداث بسرعة في اتجاه طرد المسلمين:
- في 30 يناير 1608: اجتمع مجلس الدولة القشتالي بكامل أفراده ووافق بالإجماع على طرد الأندلسيين من الأراضي الإسبانية. و بقي هذا الاتفاق سرا حتى لا يثور الأندلسيون.
-4 أبريل 1609م: إصدار مجلس الدولة قرار الطرد "للمحافظة على أمن الدولة". و قرر مجلس الدولة الابتداء بطرد أندلسيي مملكة بلنسية على أن يبقى القرار سرا إلى حين.
-11 شتنبر 1609م: توقيع الملك فيليب الثالث لقرار طرد أندلسيي بلنسية.
-17 شتنبر 1609م: السفن الإيطالية ترسوا في موانئ مملكة بلنسية, و تولت القوات العسكرية حراسة حدودها مع أراغون القديمة.
-21 شتنبر 1609م: اجتمع الملك مع أعضاء مجلس الدولة و النبلاء و كبار رجال الدولة.
-22 شتنبر 1609م: الإعلان الرسمي لقرار طرد الأندلسيين من مملكة بلنسية. (انظر النص الكامل لقرار الطرد هذا في الملحق في أدنى الموضوع).
بعض الأندلسيين رفضوا القرار و ثاروا في بعض مناطق بلنسية, لكنهم تعرّضوا للتقتيل.
و في 12 يناير 1612 صدر قرار الطرد الخاص بمنطقة إقليم الأندلس (حسب التقسيم السياسي الحالي لإسبانيا) و مرسية عدا بلدة أورناتشوس. (2)
و في 17 ابريل 1610م صدر قرار طرد أندلسيي قطلونية.
و في 29 ماي 1610م صدر قرار طرد أندلسيي أراغون القديمة.
و سنة 1614 صدر قرار بطرد أندلسيي وادي ريكوتي بمرسية. (3)
هكذا أسدل الستار رسميا – أو هكذا أريدَ له – على الوجود الإسلامي بالأندلس, و سطّرت الكنيسة الكاثوليكية بهذا العمل العنصري صفحة جديدة من صفحات جرائمها بحق المخالف لها, و أسست سلطة الاحتلال القشتالي أول دولة عنصرية في التاريخ, كما وصفها الأندلسي المعاصر رودريغو دي زياس.
أمّا الأندلسيون, فرغم الفظائع و الجرائم التي تعرّضوا لها أثناء الطرد , فقد اعتبروا ذلك فرجا من الله و جزاءا لهم على ثباتهم على الإسلام و تشبثهم به! فسبحان الله العظيم.
قال الشهاب الحجري الأندلسي: " و بعد ذلك باثنتي عشرة سنة (1018هجرية) فرج الله تعالى على مسلمي الأندلس الذين كانوا فيها تحت قهر سلطان البلاد المسمى بفيلبي الثالث". (4)
و قال ابن عبد الرفيع: "و لا يخفى أن هذا أمر عظيم و محال عادة, لما كنا فيه معه من الشدة و الضيق في الدين و النفس و المال. فسبحان رب السماوات و الأرض الذي إذا أراد أمرا قال له كن فيكون؛ فيا لها من أعجوبة ما أعظمها, و من فضيلة ما أشرفها" (5). بينما رفض أندلسيون آخرون الخروج و حاولوا الاختفاء قدر ما أمكن.
و قد كان للفقهاء دور عظيم, فقد شرحوا للعوام أن هذا الطرد فرج لهم من عند الله, و إنقاذ لعقيدتهم, و نهوهم عن المقاومة التي لا فائدة منها, و نصحوهم بالصبر.
هكذا وصل الأندلسيون, في هجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام, إلى شمال إفريقيا فأبلوا في الدفاع عن كلمة الله و إعلائها البلاء الحسن, و كانوا أشد على النصارى من غيرهم, و برز منهم العلماء, و المجاهدون و رجال الدولة, رادّين بذلك على المؤرخين النصارى الذين شككوا في إخلاصهم لبلدان هجرتهم, مدّعين أنهم لاقوا استقبالا سيئا بالعدوة الأخرى, فندموا على طردهم من إسبانيا و تركهم للنصرانية ..
ملحق: نص قرار طرد أندلسيي بلنسية.
قرار طرد مورسكيي بلنسية أُعلن في بلنسية في 22 شتنبر 1609.
¥