تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المجلة الزيتونيَّة مجلة لجامع الزيتونة بدولة تونس العربيَّة الإسلاميَّة الشقيقة، وهي "إحدى ثلاث دول عربيَّة تُكوِّن جميعها المغرب العربي، وتحتل هي الجانب الشرقي منه، وتتميز تونس بموقعها الإستراتيجي المعروف؛ إذ تطل على حوض البحر المتوسط الشرقي والغربي معًا، فهي بذلك لها وجهتان عليه مما أكسبها موقعًا جغرافيًّا ممتازًا؛ لإشرافها على طريق ملاحي هام، وقد لَعِبَ هذا الموقع دَوْرَه الكبير في حياة تونس؛ إذ كان من أكبر دوافع فرنسا لاحتلال القطر الشقيق؛ للاستيلاء على موانيها، خاصَّة "بنزرت" الميناء الإستراتيجي المهم، وفي هذا يقول رئيس وزراء فرنسا 1881م: "إنَّه من أَجْلِ بنزرت احتللت تونس" [1] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn1).

ولغة البلاد التونسيَّة هي اللُّغة العربية، على الرغم من صعوبة اللهجات في بلدان المغرب، "والواقع أن اللهجة التونسية من أوضح اللهجات المغربية، وأسهلها على الأذن المصرية، وأقربها إلى اللُّغة العربية، والتونسيُّون يحسنون نُطق القاف، فهي لا تقلب إلى جيم أو تخفف إلى همزة؛ كما هو الحال في بعض اللهجات العربية الأخرى، وهذه القاف تعطي وقعًا مميزًا للهجة التونسيَّة، ومن الطَّريف أنَّ أشهرَ وأعظم شُعَرَاء العاميَّة المصريَّة كان ينحدرُ من أصلٍ تونسيٍّ، وأعني بذلك: "بيرم التونسي" [2] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn2).

ثانيًا: مصدر المجلة:

مصدر المجلة ومنشؤها جامع الزيتونة، كما يتَّضح من عنوانها؛ إذ تنسب إليه شكلاً ومضمونًا، ويقومُ على إصدارها هيئةٌ من مُدرِّسي جامع الزيتونة، وهذا ما يتضح من عُنوان المجلة وبيانات غلافها، "ويعتبر هذا الجامع من أهمِّ مساجد إفريقيَّة [3] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn3)؛ لقدم عهده، واحتفاظه بعناصره المعماريَّة والزخرفيَّة الأولى منذ نشأته، ثُمَّ لشهرته كجامعة علميَّة قديمة ما زالت تُدرَّس فيها علومُ اللغة والتاريخ والفقه، وتاريخ هذا الجامع يكتنفه الغُمُوض، فقد أغفل المؤرخون وَصْفَه.

يضافُ إلى ذلك أنَّه كان مغلقًا في وجه الأجانب من غير المسلمين، فلم تقم حوله أي دراسة علميَّة، وظل هذا الجامع مع أهميته مجهولاً لدى مؤرخي الفن، لا يذكرون عنه إلاَّ إشاراتٍ تتعلق بوصف جُدْرَانِه الخارجيَّة والأسواق المحيطة به، حتَّى قام أستاذي الكبير "أحمد فكري" بدراسة هذا الأثر الجليل علميًّا بين عامي 1932 – 1948م، ونشر أوَّل أبحاثه عنه في سنة 1952م، وقد ضمنه المؤلفُ آراءً ونظرياتٍ على جانب كبير من الأهمية، أوضحت ما خَفِيَ من هذا الفن في عصر الأغالبة" [4] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn4).

ثالثًا: اسم المجلة:

المَجَلَّةُ ليست كلمة مستحدثة غير ذات معنى محدد، وإن تغير ما تشير إليه مع تقارب المحصلة، أو المشار إليه في آخر الأمر، ففي لسان العرب: "المجلة: الصحيفة فيها الحكمة، وروى بيت النابغة بالجيم:

مَجَلَّتُهُمْ ذَاتُ الْإِلَهِ وَدِينُهُمْ قَوِيمٌ فَمَا يَرْجُونَ غَيْرَ الْعَوَاقِبِ

يريد الصَّحيفة" [5] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn5).

ويقول صاحب "الوسيط": "المَجَلَّةُ: الكتاب، والصَّحيفة تجمع طرائفَ المعرفة، وتقال في عصرنا هذا لكل صحيفة عامَّة أو متخصصة في فَنٍّ من الفنون، تظهر في أوقاتٍ معينة، بخلاف الصُّحف اليوميَّة" [6] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn6).

وهذا عن المجلة في المعجم، أمَّا عنها في الواقع، فقد أصبحت وسيلةً من وسائل التوجيه والإرشاد ونشر العلوم، كما أنَّ المجلة المعنية بالدِّراسة - المجلة الزيتونية - هي مَجَلَّة لجامعة الزيتونة التونسيَّة، وقد انتسبَ في الاسم والمادة إليها، حين اهتمَّت اهتمامًا بالغًا بالدِّراسات العربيَّة والإسلاميَّة، وفي هذه التسمية يقول رئيسُ تحرير المجلة في المقالة الافتتاحيَّة لأوَّل عدد صدر منها: "سمَّيْناها "المجلة الزيتونية" نسبةً للكليَّة الزيتونية التي صدرت منها" [7] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn7).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير