وسيكون في المجلة باب بعنوان: "الأدب"، ننشر فيه مختارات من الشِّعر التونسي في القديم والحديث ومن غيره، مِمَّا هو جدير بالنَّشر، كما ننشر في هذا الباب مباحثَ تحليليَّة نقديَّة في الأدب.
وسيكون في المجلة باب بعنوان: "الأخلاق"، ننشر فيه فصولاً عن بيان مكارم الأخلاق وبيان فضائلها وما يتعلق بها.
ورغبة منَّا في إفساح المجال للشبَّان من المتعلمين؛ حتَّى يجدوا مجالاً لنشر أفكارهم وبثِّ معارفهم، خصَّصْنا صفحة بعنوان: "صفحة الشباب"، هذا كله زيادة عمَّا ستضمه من الأبوابِ التي تدعو إليها الحاجة، كباب الجرائد والمجلات، وباب الحركة العلميَّة والأدبيَّة في تونس وفي الشرق، وباب تقريظ الكتب، وباب الصحَّة، وباب المخترعات الحديثة، هذا برنامج المجلة باختصار عرضناه على الأنظار" [13] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn13).
وقد اهتمَّت المجلةُ بكُلِّ هذه الأبواب من بداية ظهورها حتَّى الاحتجاب، رغم التقطُّع في النَّشر، وإن قَصَّرت في عرض بابٍ منها في عدد من الأعداد، فليس التقصيرُ الملحوظ أو الدَّائم، ما عدا بَابَيِ الصِّحَّة والمخترعات الحديثة، اللَّذَيْنِ ذكرهما كاتب المقال، فهما لم يذكرا من الأساس طوال مُدَّة ظهور المجلة.
ثامنًا: كُتَّاب المَجَلَّة:
المجلة لها شخصيَّتها الاعتباريَّة التي تُعبِّر عن وِجهة نظر هَيْئة تحريرها، وهذه الهيئة هي من مُدرِّسي جامع الزيتونة، كما نصَّت المجلة على غلافها، وليس بالضَّرورة أن يكونَ جميعُهم من الكتاب، ومن هنا اعتمدت المجلة على الكثير من الكُتَّاب الذين أسهموا في إثرائها بالمادة العلميَّة والأدبيَّة، وقد زاد عددهم على مائة وسبعين كاتبًا، ما بين المذكور اسمه والمنقول عنه والمرموز إليه، ومُعظمهم من أعضاء هيئة التَّدريس بالزيتونة، ومنهم مَن تردَّد اسمه في المجلة كثيرًا، ومنهم من لم يرد اسمه غير مَرَّة أو مرتين، وأكثر هؤلاء الكُتَّاب ورودًا بالمجلة على حسب كثرة ورودهم:
أ- محمد الطاهر بن عاشور، "شيخ الجامع الزَّيتوني في الفترة الأخيرة من عمر المجلة".
ب- محمد الشاذلي بن القاضي، "مدير المجلة طوال فترة صدورها".
ت- محمد بن الخوجة.
ث- محمد البشير النيفر.
ج- محمد المختار بن محمود.
ح- الطاهر القصار، "رئيس التحرير في عمر المجلة الأول".
خ- محمد الفاضل بن عاشور.
د- محمد العزيز جعيط، "شيخ الجامع لفترة متوسطة من عمر المجلة".
ذ- علي النيفر.
ر- محمد الحجوى.
ز- أحمد المختار الوزير.
س- الطاهر الصدام.
ش- محمد الصادق المحرزي.
وختامًا:
فإنَّ الوصولَ إلى حُكم مُطلق على أدب المجلة أَمْرٌ شائك، صعبٌ الخوض فيه، ولكنْ هناك حكم مُطلق اتَّضح من الدِّراسة، ولا يُمكن إغفاله وهو: إنَّ بهذه البلاد التونسيَّة عامة والجامعة الزيتونية ومَجلتها خاصَّة - أدبًا حيًّا ناطقًا، لا بُدَّ من دراسته، وأدباءَ لا بُدَّ من البحث عن نتاجهم للتعرُّف عليه وعليهم؛ وذلك لإحياء هذا الأدب، وبث النشاط فيه، ومُحاولة تجديده وإبرازه لمحبي الأدب ودارسيه.
أمَّا الحكمُ على قيمة هذا الأدب ومِقداره وسُموُّه أو دُنوُّه، فهذا أمر عسير لا يقالُ فيه بالحكم إنَّما بالرأي؛ وذلك لأنَّ "النقد: تحليلُ القطع الأدبية، وتقدير ما لها من قيمة فنية" [14] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn14)، والفَرْق بين الأدب والنَّقد فرق بيِّن؛ حيثُ إن الأدب "موضوعه الطبيعة والحياة الإنسانيَّة، والنقد موضوعه الأدب، فهو فن مشتق من غيره، أو مُتوقِّف على غيره؛ إذ لا يوجد بدون أدب يشتق منه قواعده، ويسلط عليه مقاييسه، ويصور فيه رضاه أو سخطه" [15] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn15).
وبما أنَّ الأدب الذي هو أساسُ وجود النَّقد موضوعه الطبيعة والحياة، فهو مُتغيِّر غير مستقر على صورة، ومن ثَمَّ فإنه على النَّاقد في مُهمته "أن يَدرُسَ ويُحلِّل ويدل على مواطن المميزات ليس غير، دون أن يخلص من كل هذا إلى حُكْم صريح بالجودة أو الرداءة" [16] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn16)، وذلك لأنَّ "الناقِدَ مثل الطبيب أو العالم الاجتماعي، ليس له أنْ يتورَّطَ في أحكام الخير أو الشر، أو الجودة أو الرداءة، وإنَّما عليه أن ينقل مادته كما هي، وأنْ يُحاول فهمها عن طريق تحليلها
¥