تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا قيل: القاضي أو الفقيه فهو ابن العربي، وإذا قيل: الصوفي أو الفيلسوف فهو ابن عربي؛ وإذا قيل: المَعَافري أو الفِهْري أو المالكي فهو الفقيه، وإذا قيل: الحاتمي أو الطّائي أو الظاهري فهو الصوفي؛ والفقيه هو الذي صحب الغزالي والشاشي والتبريزي والطرطوشي والحاكمي وغيرهم من العلماء، وهو الذي أكثر من الكلام على أبي الوليد الباجي مادحا؛ والصوفي هو الذي يلقب بالشيخ الأكبر، وهو رئيس المتأخرين من الصوفية.

وينسب خطأً بيتين شهيرين سائرين لابن عربي الصوفي، وهما لابن العربي المالكي كما في نفح الطيب:

يهزّ عليّ الرّمح ظبيٌ مهفهفٌ -**- لعوبٌ بألباب البريّة عابث

فلو أنّه رمحٌ إذن لاتّقيته -**- ولكنّه رمح وثانٍ وثالث

وربما خلط بعض المحققين بين محمد بن عبد الله أبي بكر ابن العربي، ومحمد بن عبد الله أبي بكر الأبهري الفقيه المالكي، للاشتراك في الاسم واسم الأب والكنية والنسبة إلى الفقه والمذهب (ينظر مثلا فهارس تاريخ ابن خلدون، طبعة دار الفكر - 2001).

وقد قال من لا يعرف إن ابن العربي كان صوفيا، فنقول له: نعم صنّف في الرقاق "سراج المريدين"، واجتمع بالصوفية وأخذ عليهم، ونقل أقوالهم، وتتلمذ عليه بعضهم، لكنه لم يكن صوفيا، والاحتكام إلى لسانه؛ قال في عارضة الأحوذي (8/ 27 - 28):

"دخلت على ذانشمند [الغزالي] في رباط أبي سعيد في حلة عُمَيٍّ صائف! وهو في سرداب فاستأذنت فقال: ((دار)) يعني ادخل، فدخلت فوجدته مع إبراهيم الجرجاني صاحبه وخاصته، وبين يديه طبق سعف فيه كسر وكأس فيه خل وهما يأكلان، فوقفت فقال: ((بنشي)) يعني اجلس، وجعلا يأكلان فما قالا لي ادن ولا كل! حتى أكل خادم الرباط ورفعا المائدة، وأخذت في القراءة وانصرفت.

وأخبرت أبي بما جرى فتكلمت أنا وأبي في وجه ذلك، وعرضت الأمر على الطُّرطوشي بالثغر انكفائي من العراق، وآل التفاوض إلى وجوه أحدها: أنه كان طعام فجأة وفيه أثر فلم يَعْرِض، والثاني: أنه أذن في الدخول والإذن في الدخول إذن في الآكل على الأكل، الثالثة: أنه كان طعام في الصوفية ولم أكن صوفيا فلم ير لي أكله، وهذا ينبني على أنه صوفي وقد مُكِّن من الطعام فهل يملكه بالتمكين فيهبَ ويعطي أم ليس له إلا ما أكله؟ ... ".

حتى أن مقولة الظاهر والباطن قد نسبت لابن العربي الفقيه جهلا، والحقيقة أنها مقولة ابن عربي الصوفي، قالها في فتوحاته: "قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ما من آية في القرآن إلا ولها ظاهر وباطن وحد ومطلع، ولكل مرتبة من هذه المراتب رجال، ولكل طائفة قطب، وعلى ذلك القطب يدور فلك ذلك الكشف)) ". اهـ

وهذا الحديث المزعوم لا وجود له إلا في كتب القوم وقد حكموا عليه من طريق الكشف؛ قال ابن عربي: "وقد أجمع أصحابنا أهل الكشف على صحته"!!

وهناك "ابن العربي" غير هذان، كلهم بالمغرب لكنهم لم يشتهروا منهم:

- خلف بن محمد بن خلف الأنصاري الأديب، يعرف: بابن العربي (421 - 508هـ) من أهل ألمرية يكنى: أبا القاسم؛

- أبو بكر محمد بن العربي الثغري، روى عن أبي عبد الله بن أبي زمنين والقاضي يونس بن عبد الله وغيرهما، وحدث عنه القاضي أبو يحيى الثملاكي وغيره؛

- وليد بن عبد الله بن عباس الأصبحي المقرئ يعرف: بابن العربي (359 - 449هـ)، من أهل قرطبة يكنى: أبا القاسم / كلهم مذكورون في الصلة لابن بشكوال.

- محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو بكر ابن العربي الإشبيلي (ت 617)، حفيد القاضي الحافظ الكبير أبي بكر ابن العربي / نفح الطيب (2/ 626).

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:34 م]ـ

وهناك "ابن العربي" غير هذان، كلهم بالمغرب لكنهم لم يشتهروا منهم:

أقصد: غير هذين!

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - 11 - 09, 09:00 م]ـ

الزَّرْقاني:

هو أبو محمد عبد الباقي بن يوسف بن أحمد الزرقاني المالكي، ولد بمصر سنة 1020هـ وتوفي سنة 1099هـ، اشتهر بشرحه لمختصر خليل.

وأبو عبد الله محمد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي، ولد سنة 1055هـ وتوفي سنة 1122هـ، اشتهر بشرحه لموطأ مالك، وله شرح على المواهب اللدنية للقسطلاني، ومختصر على المقاصد الحسنة للسخاوي.

قلت: الأول أبو الثاني، واشتهرا كلاهما بالنسبة إلى زَرْقان أحد بطون الحميديين القحطانية، واشتهرا بالنسبة لمذهب الإمام مالك؛ فإذا قيل عبد الباقي فهو الأول، وإذا أطلق الزرقاني فهو الثاني.

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[13 - 02 - 10, 12:46 ص]ـ

ابن أبي زيد:

هو الإمام العلامة القدوة الفقيه: عبد الله بن عبد الرحمن، أبو محمد بن أبي زَيد، النَّفْزِي نسبا، القَيْرَوَاني مسكنا، شيخ المالكية بعصره وواسطة عقد المذهب أشهر من نار على علم، ولد سنة عشر وثلاثمائة (310هـ) وتوفي رحمه الله سنة ست وثمانين وثلاثمائة (386هـ) كما أرّخ القاضي عياض، وقال أبو إسحاق الحبّال (وأبو القاسم بن مندة): مات ابن أبي زيد لنصف شعبان سنة (389هـ)، ورثاه شعراء عدةمن أدباء القيروان بمراثٍ مشجية.

ونفزة، أصلها نَفْزَاوَة، والنسبة إليها نفزي ونفزاوي، وهو بطن من بطون البربر البتر أحفاد مادغيس وابنه مازحيك وابنه لوا الأكبر؛ أما لوا الأصغر فهو نفسه "نفزاو" بن لوا الأكبر (تاريخ ابن خلدون 6/ 138، 150).

وفي "شذرات الذَّهب" لابن العماد: "الكَرَّاني، أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن أحمد الأصبهاني الخبَّاز المُعمِّر، توفي في شوّال وقد استكمل مائة عام، وسمع الكثير من الحدّاد ومحمود الصيرفي وغيرهما، وكَرَّان محلَّة معروفة بأصبهان".

قلت: اتفقا في اسم الشهرة "ابن أبي زيد" وإن اختلفا في الاسم والكنية والنسبة، لكنّهما مظنة الغلط. وحصل الوهم لعِياض في ترتيب المدارك حيث نسب إلى القيرواني كتاب "المتخب المستقصي" مختصر لشرح ابن الورّاق على مختصر ابن عبد الحكم الصغير؛ والكتاب المذكور لأبي عبد الله محمد بن عبد الله القيرواني، وهو غير ابن أبي زيد، ومختصره على شرح أبي بكر الأبهري لمختصر ابن عبد الحكم كما هو في طبقات الفقهاء للشيرازي ص: 167.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير