تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لم يكن بيريث دى إيتا منفردا فى هذا الشأن، ففى كتاب وضعه مؤرخ إسبانى من القرن السادس عشر- غوميرا- عن الحروب البحرية شعرت بأننى إزاء مباراة رياضية، فالمؤلف كان يصف معارك حربية حامية الوطيس يسقط فيها كثير من القتلى لكنه كان يتوقف عند جمال الرايات وزينات السفن.

3 - أمة بلا وثائق:

يعترف محمد عبد الله عنان انه عند تأريخ الفترة الأخيرة لمملكة غرناطة الإسلامية اعتمد على الوثائق القشتالية حتى فى ذكر أسماء السلاطين الذين تولوا العرش. لا نظن أن المؤرخين العرب لم يكتبوا شيئاً، بل نذهب إلى أن كتاباتهم فقدت لأننا لا نهتم بالوثائق عادة. انظر مثلاً حالة كتاب المصرى عبد الباسط بن خليل الذى تناول تلك الفترة التاريخية فى كتابه "الروض الباسم فى حوادث العمر والتراجم"، فالكتاب موجود فى مكتبة الفاتيكان فقط،. ومن يسعده الحظ بقضاء ساعات فى مكتبة إسبانيا الوطنية سيدرك على الفور مدى تقصيرنا فى المحافظة على تراثنا.

4 - أهمية الترجمة:

من الغريب أن قضية غرناطة الإسلامية برمتها لا نكاد تجد لها وثائق بالعربية, فمعاهدة التسليم نفسها حررت باللغتين العربية والإسبانية. واحتفظ الإسبان بوثيقتهم ولا تزال موجودة الى اليوم أما بالنسبة للنسخة العربية فقد ضاعت كما ضاعت وثائق أخرى كثيرة. و تعين على الباحث العربى أن يترجم الوثيقة الاسبانية تعويضا عن الأصل العربى المفقود. ولما كانت الوثيقة الاسبانية تحرف بعض الأسماء العربية فقد أدى ذلك الى وجود أسماء شبه عربية استعملت بين المؤرخين العرب نتيجة محاولة التوصل إلى الأصل العربى للأسماء الواردة فى الوثيقة الإسبانية.

5 - أسماء الأعلام:

لعل الملاحظة الأولى التى سيتوقف عندها القارئ هو أننا اتبعنا فى هذا الكتاب نظاماً جديداً فى كتابة الأسماء بل بالأحرى عدنا إلى النظام المعمول به فى الدراسات الأندلسية، ويتعين علينا توضيح هذا الأمر.

سعت الممالك المسيحية عند استيلائها على مدن إسلامية الى تغيير أسمائها عمداً أو بسبب صعوبات لغوية، وهكذا أصبحت مجريط "مدريد" ووادى آش "آنداراكس" وهكذا. أحيانا يكون التغيير بسيطاً يمكن أن يتنبه إليه القارئ بسهولة, وفى أحيان أخرى يلزم التوضيح، وقد اتبعنا فى كتابة أسماء المدن والقرى الاسبانية نظامين:

- كتبنا الأسماء الأصلية التى كانت تسمى بها هذه المدن إبان الفترة الأندلسية عندما يتعلق الأمر بأحداث وقعت قبل سقوط غرناطة.

- وكتبنا الاسم الجديد الذى استقرت عليه السلطات المسيحية بعد استيلائها على تلك المدن عند رواية أحداث وقعت بعد عام 1492.

أما الشخصيات الواردة فى الرواية فقد تناولناها بطريقتين:

- أسماء الشخصيات الحقيقية حاولنا التحرى عنها قدر جهدنا ونحسب أننا توصلنا إلى الكتابة الصحيحة للجزء الأغلب منها وفى كل الحالات تركنا الاسم بالاسبانية كما أورده المؤلف.

- أما الشخصيات الروائية فلم نبذل فيها جهداً مماثلاً، وقمنا بتعريب الأسماء على ضوء الأسماء التى كانت شائعة فى الفترة التاريخية التى تجرى فيها الأحداث.

سيلاحظ القارئ بونا شاسعا بين رواية الأحداث هنا، وبين رواية الأحداث عند أورتادو دى ميندوثا من حيث دقة العرض وموقف "المؤرخ". كان علينا أن نضع أمام القارئ العربى وجهة نظر أخرى حتى تتكون لديه صورة كاملة عن رؤية الإسبان لما حدث بعد سقوط غرناطة. نحن هنا إزاء "شأن داخلى" إسبانى، لا نملك وثائقه إلا فيما ندر، ولكى نعرف ما حدث ليس أمامنا سوى أن نقرأ ما كتبه مؤلفون اختلفت روايتهم للأحداث. لعل هذا يبرر صدور هذا الكتاب عن المركز القومى للترجمة

والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

جمال عبد الرحمن

القاهرة فى الثانى والعشرين من رجب عام 1429

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 08:38 ص]ـ

بارك الله فيكم!

الحديث عن الأندلس - متى جاء وكيف جاء - فهو يُدمع العين ويُدمي القلب، والله المستعان!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير