تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[08 - 07 - 09, 03:02 م]ـ

دراسة حديثة تؤكد:

الإسلام وراء نهضة الصين

حظي الإسلام والمسلمون في الصين القديمة - خاصة في عهد أسرتي يوان ومينغ - برعاية وحماية أباطرة الصين، وبلغ المسلمون مكانة كبيرة، وظهرت منهم شخصيات إسلامية بارزة، وكان للإسلام دور بارز في تطور وازدهار الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية والثقافية في الصين خاصة في تلك الفترة. ولهذا كان الأثر الحضاري للإسلام في الصين القديمة هو عنوان الدراسة الحديثة التي صدرت عن معهد الدراسات الآسيوية والتي أعدها الباحث أسامة عبد السلام.

تبدأ الدراسة بالتطرق إلى دخول الإسلام إلى الصين حيث يذكر الباحث الروايات التي ذكرت في هذا الصدد، ويثبت عدم صحة أغلبها بعد الرجوع إلى المصادر التاريخية، والتي استنتج منها أن سعد ابن أبى وقاص لم يذهب إلى الصين أبداً، وأن أقرب الآراء إلى الصحة والتي تختص بدخول الإسلام إلى الصين هو ما أجمعت عليه معظم الكتب التاريخية، وهو السفارة أو البعثة التي بعثها عثمان ابن عفان (رضي الله عنه) عام 34 هـ - 651م، وذلك في عهد أسرة تانغ الصينية الممتدة من (618 - 907 م)، ومنذ ذلك الوقت بدأت السفارات بين الدولة الإسلامية والصين وقد شهد عهد الدولة الأموية عدة اتصالات مع الصين، واستمر هذا الوضع في عهد الدولة العباسية حتى أن الإمبراطور الصيني (سوشونغ) طلب مساعدة الخليفة المنصور في القضاء على الفتنة التي قام بها الثائر (آن لوشتان) فأرسل له المنصور جيشا عدته 4000 جندى، فقضى على الفتنة وأعاد الأمور إلى نصابها، وقد ظل هذا الجيش في الصين واستقر أفراده هناك وتزاوجوا مع الصينيين وكثر عدد المسلمين هناك.

...

نهضة إسلامية

ثم يلقى الباحث نظرة سريعة على وضع المسلمين في عهد أسرتي تانغ وسونغ، فبعد أن استقر المسلمون في بعض المناطق في الصين في عهد أسرة تانغ جاءت أسرة سونغ وزاد عدد المسلمين آنذاك، فخصصت لهم حكومة سونغ مناطق خاصة يعيشون فيها، وجعلت لهم قاضياً خاصاً بهم يحكم بينهم بالأحكام الإسلامية، فعاش المسلمون خلال تلك الفترة يمارسون شعائر دينهم كيفما شاءوا؛ ولكن على الرغم من كثرة عدد المسلمين في هذه الفترة إلا أنهم كانوا يعتبرون جالية أجنبية وكانوا قليلى التأثير في المجتمع الصيني.

وبعد سيطرة المغول على الحكم وتأسيس أسرة يوان (1277 - 1368 م) تغير هذا الوضع، فازدادت أعداد المسلمين القادمين من البلاد العربية والإسلامية إلى الصين واستقروا في مناطق كثيرة في شتى أرجاء الصين، واعتمد عليهم المغول في العديد من المناصب الحكومية وبدأوا يكونون مراكز قوى فشكلوا بذلك طبقة جاءت في المرتبة الثانية بعد الحكام المغول، وخلال تلك الفترة ظهر بين المسلمين الوزراء والعلماء والأدباء وكبار الموظفين والتجار، إلى جانب عامة الشعب من العمال والفلاحين والصناع، ومن أبرز الشخصيات الإسلامية التي طفت على سطح الحياة الصينية شمس الدين عمر القائد السياسي البارز، والرجل الثاني في الإمبراطورية الوزير أحمد البناكتي، والوزير المعمارى اختيار الدين الذي صمم مدينة (دادو) عاصمة أسرة يوان، والعالم المسلم نصير الدين الطوسي الذي كان لكتبه أثر كبير في تطور علم الفلك الصيني، والعالم المسلم قوشو جينغ الذي اخترع تقويماً جديداً تم العمل به في الصين لفترة طويلة، وهودنغ تشو مؤسس التعليم المسجدى الصيني، ووانغ داي يوي الذي ألف العديد من الكتب الإسلامية باللغة الصينية، وبعض الشعراء أمثال (سعد الله، وشمس الدين، والشاعر الرسام قاوكة قونغ، أحمد يوقناك، والأديب لي شتي)، والبطل البارز هو دا هاى، والبحار المسلم تشنغ خه، وهاى روى رجل العدل والعفة.

...

قوميات مسلمة

كما تناول البحث القوميات المسلمة في الصين وهي عشر قوميات أكبرها قومية هوى وهم المسلمون الذين هاجروا إلى الصين من وسط آسيا وبلاد فارس، ويبلغ تعدادها حسب آخر إحصاء عام 1990 حوالي 10 ملايين نسمة وبالنسبة لباقي القوميات التسع فهي اليغور، القازاق، القرغيز، الأوزبيك، التتار، دونغشيناغ، باو آلان، سالار.

وقد أثر الإسلام في هذه القوميات تأثيراً واضحاً تجلى في التزامها بالتعاليم الإسلامية في جميع مناحي الحياة في الطعام والشراب والملابس والمنازل والأعياد والاحتفالات الدينية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير