تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

V- أما كتابه (تاريخ مصر الحديث) فقد تولى كشف زيفه الشيخ أمين بن حسن الحلواني المدني في كتابه (نبش الهذيان من تاريخ جرجي زيدان) خطّأ فيه زيدان في (101) موضع.

Viii- أما رواياته التاريخية فقد خصص الأستاذ شوقي أبو خليل كتابه (جرجي زيدان في الميزان) لبيان ما فيها من إفساد. ولخّص في خاتمته أبرز انحرافات زيدان في رواياته قائلاً:

(وهكذا .. قدمنا ملاحظاتنا حول روايات جرجي زيدان، التي تعمد فيها التخريب والكذب لأجل تحقير العرب، عن سوء قصد، لا عن جهل، فلا ينقص جرجي العلم بعد أن أوهم قرّاءه أنه عاد إلى مصادر ومراجع عربية .. لكنه تعمّد التحريف، وتعمد الدس والتشويه، وتعمد فساد الاستنباط مع الطعن المدروس .. لعمالته الأجنبية، ولتعصبه الديني، الذي جعله ينظر إلى تاريخنا العربي الإسلامي، وآداب اللغة العربية، بعين السخط والحقد.

ونحن في نقدنا الذي دوّناه فيما سبق .. لم نكن في موقف من يتصيد الأخطاء ويغمض عينه عن الصواب .. ولكننا كنا نبحث عن الصواب فلم نجده، فاخترنا من الأخطاء بعضها وأهمها .. ونحن لا نقول إن ما سجلناه هو كل ما يقال عن روايات جرجي، لا .. فمن يفتش يجد طعنات وأخطاء بقدر ما كتبناه وأكثر .. ولكننا أردناها لقيمات تتذوقها من "طبخة" كبيرة طبخها جرجي من تاريخنا، وقدمها للأجيال ..

وخاتمة لدراستنا هذه .. يمكننا أن نستخلص من مجموع الروايات، ما أراده جرجي، وما هي الملاحظات الرئيسة التي توجه إلى هذه الروايات:

1 - شوه جرجي سيرة أبطال الإسلام

ففي "فتاة غسان" .. سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ورجالات الصدر الأول .. ووصفهم بالبطش، والفتك والنهب ..

وفي "أرمانوسة المصرية" شوه حياة عمرو بن العاص .. وأظهر المسلمين سذجاً بسطاء أغبياء ..

وفي "عذراء قريش" .. شوه سيرة عثمان وعلي وعائشة .. رضي الله عنهم.

وفي "17 رمضان" .. شوه سيرة خلفاء بني أمية.

وفي "فتح الأندلس" .. شوه سيرة طارق بن زياد وموسى بن نصير.

وفي "شارل وعبد الرحمن" .. شوه سيرة عبد الرحمن الغافقي.

وفي "أبي مسلم الخراساني" .. شوه سيرة المنصور.

وفي "العباسة أخت الرشيد" .. شوه سيرة الرشيد.

وهكذا شوه جرجي أيضاً سيرة المعتصم، وأحمد بن طولون، وعبدالرحمن الناصر، والظاهر بيبرس وقطز، ومحمد أحمد المهدي.

2 - طمس جرجي بطولات وفتوحات المسلمين، وأثار الشكوك حولها .. تارة بالنهب والسلب، وتارة بالبطش والفتك .. وتارة بالظلم "جزية خراج، أتاوة .. ".

3 - جعل جرجي الجزئية كلية، واستدل بجزئية واحدة على الأمر الكلي .. وهذا حاصل في كل استنتاجاته ودعاواه، يجعل الواقعة الجزئية قضية كلية وقاعدة عامة .. يضاف إلى هذا .. إغفال الأحداث الرئيسة في تاريخ الإسلام ..

مثال ذلك .. أشار جرجي إلى نكتة ذكرها صاحب الأغاني لحسين بن الضحاك، فأنزلها منزلة الأمور العمومية في ذلك العصر، فهذا ليس بتاريخ، بل مسخ التاريخ، وقال جرجي "ومن ثمار الحضارة في ذلك العصر تكاثر الغلمان، وصاروا يحجبونهم كما يحجبون النساء" .. هذا ما رآه جرجي من ثمار الحضارة، ومن مميزات عصر النهضة الذهبي في تاريخنا!!.

4 - جعل مسرح أحداث رواياته في الأديرة والكنائس، وجعل للرهبان والقسس دور التوجيه حيث الأمن والأمان والاحترام والطمأنينة، والرأي القويم السليم .. عندهم.

كما أضفى هالات مثالية على كل ما هو (مسيحي) .. وسلط الأضواء على صور الصلبان والقديسين ومياه المعمودية المقدس .. وزيت مصباح الدير .. "الشفاء التام ببركة الماء المقدس وزيت المصباح وبركة صاحب الدير".

5 - تلاعب بالمصادر والمراجع .. وإن أشار إلى مرجع ونقل فقرة، نقلها مشوهة ودون ذكر الجزء أو الصفحة أو الطبعة .. وما ذلك إلا لإيهام القارئ بموضوعيته ..

كما وأنه يضع كلاماً بين قوسين، وكأنه ينقل حرفياً بأمانة .. مع أنه كلام من أفكار جرجي .. يدسه ويرويه على ألسنة أعلام مشهورين. وبخاصة حوار كبار الصحابة مع بطلاته الوهميات!!

6 - ركز جرجي على فترات القلق السياسي، فكانت له أحداث الفتنة الكبرى، وأبو مسلم الخراساني، الأمين والمأمون، وشجرة الدر .. مرتعاً خصباً للخوض في غمار هذه الأحداث مجسماً الخلاف، مظهراً العيوب ..

7 - كما أكثر جرجي من "الدعوى بلا دليل" ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير