تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" فمنها: أن قوماً في " جبال بيات ودست ميسيان"، بينها وبين " الصيمرة " قومٌ يخاطبون بالشرف، وهم ينتسبون إلى إبراهيم بن محمد الباقر، وعندهم مشهد يزعمون أنه قبر إبراهيم المذكور، وأنهم من نسله.

وأنت خبير أن نسل مولانا الباقر منحصر بالصادق، لا عقب له من غيره بإجماع العلماء، وهذه الدعوة قد حدثت بعد التسعمائة، وأنها لم تكن في أيام صاحب " العمدة "، و إلا لنبَّه عليهم، كما نبَّه على غيرهم من الأدعياء الكذابين، وقد ذكرت صورة نسبهم الذي يدَّعونه في مشجرنا " الرياض "، ثم أبطلناه.

ومن ذلك: في دار الخلافة قومٌ يخاطبون بالشرف، ويقال لهم " الأخويون"، وهم ينتسبون إلى عمران بن موسى المبرقع بن الإمام محمد الجواد بن علي الرضا، وسيتلى عليك أن موسى المبرقع إنما أعقب من أحمد وحده، وليس له ولد اسمه عمران معقب ولا غير معقب، ولم تكن هذه الدعوة في أيام النقابة، لأنها لو كانت لقيدت بالنفي، كما قيدوا نسب " بني الخشَّاب " بالنفي، حيث انتسبوا إلى محمد بن موسى المبرقع، ومحمد هذا دارج عند جميع النسابين، ولو كان في تلك الأعصار من ينتسب إلى موسى المبرقع من ابن له اسمه عمران لقيدوه بالثبوت مع الوجدان، أو بالنفي مع العدم.

ولكن لما انقطعت النقابة، وظنَّ بعض الأوباش أن الأنساب قد انهدم أساسها، صاروا يؤلفون أسماء " زيد بن عمرو بن خالد بن بكر بن علي بن حسين "، وهم غافلون عن تدوين الصدور وضبطها، وأنها محفوظة عند اهلها، وإذا ظهر مثل هذا النسب علم كل احد بفساده، لأن علي بن الحسين لم يعقب من ابن له اسمه بكر.

و هناك طريق آخر في فساد هذه الأنساب الموضوعة، وهي أن العلويين صاروا قبائل و عشائر، و كل عشيرة تعرف من كان منها، وتنكر من لم يكن منها، على حسب ما هو مفصل مضبوط في " منتقل الطالبية " كلاًّ في بلده، والضابط للأصل عارف بالجميع نفياً وإثباتاً، ولو إجمالاً في البعض وتفصيلاً في البعض، ينشأ من قرب البلاد وبعدها " أهـ[5].

و قال في مكان آخر من كتابه المذكور آنفاً:" قلت: وقد اجتاز بنا رجلٌ من أهل خوزستان، ونحن وقتئذ مقيمين في جبال ماسبذان، وعليه علامة الأشراف، فسألته عن نسبه وبلده، فانتسب إلى الحسين بن موسى الكاظم، وأنهم من أهل قرية تسمى " دهلور "، وهي من أعمال دزفول، وعندهم مشهد يزعمون أنه مشهد الحسين بن موسى بن جعفر، وهم عشيرة كبيرة، وأوقفني على جريدة فيها نسبه، وقد شهد فيها جماعة من الفقهاء غير أنهم غير عارفين بالأنساب، ولم يكن فيها من أهل الخبرة أحد، وصورة النسب هكذا:" محمد بن أحمد بن شفيع بن رفيع بن محسن بن حسن بن حسين بن أحمد بن غفور بن ضامن بن رضا بن علي بن بن علي نقي بن عبدالرضا بن صمد بن آقا بن قوما بن حسين بن كريم بن محمد بن أحمد بن ابراهيم بن مهدي بن رفيع بن رضا بن أحمد بن يحيى بن الحسين بن موسى الكاظم "، وقد عرفت آنفاً اختلافهم في الحسين هل أعقب أم لا؟ وعلى القول بأنه أعقب أيضاً: اختلفوا هل انقرض نسله أم لم ينقرض؟ وعلى القول بعدم انقراضه، فإنهم لم يذكروا أنه أولد ابناً اسمه " يحيى "، فهم أدعياء كذابون لا محالة " أهـ[6].

وكلام الأعرجي هذا و ما قبله من الأهمية بمكان في معرفة صحة بعض الأنساب المدعاة في تلك الديار، لعدة أمور:

1 - أنه نسابة إخباري.

2 - أنه رافضي إمامي، فلا يمكن أن يتهم في نقله و أنه من باب التجني للمخالفة في المذهب بل هذا من محبته و نصيحته للنسب العلوي.

3 - تأخر زمانه وقرب عصره.

و من أشهر من انتسب في العصور المتأخرة للبيت العلوي:" أسرة الملوك الصفويين "، فإنهم لا نسب لهم في بيت الطالبية، و لكن الدولة دولتهم، فأمروا من يضع لهم عمود النسب، حتى كتبه لهم بعض النسابين بماء الذهب موصولاً إلى موسى الكاظم!! فإنا لله وإنا إليه راجعون.

و الكلام في نسب الصفوية مما لا يحتاج إلى تفصيل أو تدليل فمن يعرف بيوت العلوية ينكر نسبتهم و لا ريب، و لهذا اتفقت كلمة جمع من الباحثين من الفارسيين فضلاً عن غيرهم على إبطال نسبتهم في البيت العلوي!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير