الإبل ليشربوا من ألبانها وأبوالها فلما خرجوا وسمنوا قتلوا راعي الرسول صلى الله عليه وسلم واستاقوا إبله، فجيء بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسمل أعينهم وتركهم في الحرة الغربية من جهة المنارتين يستسقون فلا يسقون كما فعلوا براعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الذين أنزل الله فيهم قوله: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ...... ) وقد عملت أمانة المدينة منتزهاً في وادي المكيمن وعملت له مدرجاً على جبل المكيمن وهو شيء جميل فياليت هذا المنتزه سمي باسم مكانه الأثري (منتزه المكيمن) وقد ذكر المكيمن في أثر نبوي (إذا سال المكيمن فذلكم الربيع فذلكم الربيع). وقد ورد ذكره أيضاً في شعر عدي بن الرقاع قال:
أطربت أم رفعت لعينك غدوة .... بين المكيمن والزجيج حمول
رحلاً تراوحها الحداة فجسها .... وضح النهار إلى العشي قليل
وقد ورد في شعر حفيد حسان بن ثابت مكبراً (المكمن) في قوله:
غدا مكمن الجماء من أم عامر .... فسلع عفا منها فحرة واقم
13. جبل الحرم النبوي الشريف:
فقد سمي بهذا الاسم من عام 1267 هجري حين قرر مهندسو الحرم الشريف في زمن السلطان العثماني عبد المجيد خان (حين عزم على بناء الحرم الشريف النبوي الحالي) أن هذا الجبل هو اللائق بأخذ الحجر للحرم الشريف النبوي منه للبناء وللأعمدة؛ فرحل عدد كبير جداً من العمال إليه، وبنوا لهم مساكن فيه مؤقتة، وأفران وأسواق ومساجد للصلاة، ووضعوا فيه الآلات الحديدية ومهدوا الطريق منه، أي من الجبل المحكي عنه، إلى الحرم الشريف النبوي ورصفوه بالحجارة، وكانوا يقطعون الأحجار الحمراء الجميلة وينظمونها كأعمدة أو كدرج لبناء الجدار؛ وكانت تصادف معهم في بعض الأوقات أحجار طويلة فيكونوا منها العامود الواحد قطعة واحدة، وبعض الأوقات يكون العامود قطعتين، وبعض الأوقات ثلاثة، فإذا تم لهم ذلك تحمله العربات التي تقودها الحيوانات القوية العاملة حتى توصلها إلى الحرم الشريف النبوي، فأخذ العامل في هذا العمل ثلاثة عشر عاما وفي عام 1280 هجري تم بناء الحرم الشريف النبوي الحالي بشكله الحاضر ثم بدأ يعمل فيه الخطاط ثلاثة أعوام بين كتابة وزخرفة وما إلى ذلك، وقد منحه الخليفة الأعظم إذ ذاك لقب (بك) تقديرا لعمله ولجهوده الفنية والخطاط المذكور هو"الحافظ عبد الله زهدي بك" وقد كتب اسمه في دائرة جميلة في عامود لا يحمل شيئا عليه من أعلاه عند باب المنارة الرئيسية.
14. جبل آرام:
آرام، كأنه جَمْعُ إِرَم، وهو: حجارة تُنصب كالعَلم: اسم جبل قرب المدينة، وفيه يقول القائل:
ألا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغيَّرَ بَعْدَنا أَرُومٌ .... فآرامٌ، فَشَابةُ، فالحَضَرْ
وهل تركَتْ أُبْلَى سَوَادَ جِبَالِهَا .... وهلْ زَال بَعْدي عن قُنَيْنته الحَجَرْ
قال أبو زيادٍ: ومن جبال الضباب: ذاتُ آرامٍ، قُنَّةٌ سوداء، فيها يَقولُ القائِلُ:
خَلَت ذاتُ آرامٍ ولم تَخْلُ عن عصر .... وأقفَرها من حَلَّها سالِفَ الدَّهْرِ
وفاض اللِئامُ والكرام تَغَيَّضوا .... فذلك بالُ الدَّهْرِ، إن كُنتَ لا تدري
15. جبل آرة:
آرة: جبلٌ قُربَ المدينة، يقابل قُدْساً، من أشمخ ما يكون من الجبال، أحمر، تَخِرُّ من جوانبه عيون، على كل عين قرية، فمنها: الفُرْع، وأمُّ العيال، والمَضِيقُ، والمَحْضةُ، والوَبْرَةُ، والفَغْوة، تكتنف آرةَ من جميع جوانبه، وفي كل هذه القرى نخيل، وهي من السُّقْيا على ثلاث مراحل، من عن يسارها مطلع الشَّمسِ، وواديها يصُبُّ في الأبواء،، ثم في ودَّان. وجميع هذه المواضع مذكورة في الأخبار والسير.
16. جبل أبلى:
أُبْلىَ-على زِنَةِ حُبْلى-: جبال قرب المدينة.
قال عَرَّام: تمضي من المدينة مُصْعِداً إلى مكة، فتميل إلى وادٍ يقال له: عُرَيفِطَان [مَعْن] ليس به ماءٌ ولا مرعى، وحِذاؤهُ جبال يقال لها: أُبلى، فيها مياهٌ منها: بئر مَعُونَة، وذو ساعدة، وذو جماجم أو حماحم، والوَسْبَاء، وهذه لبني سُلَيم، وهي قِنانٌ متصلة بعضها ببعض، وقد تقدَّم آنفاً شاهدُها في آرام.
¥