[لماذا ينسبون النسائي للتشدد؟]
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 11 - 02, 07:58 ص]ـ
هكذا يزعمون. بل يقولون أن له شرطاً أشد من شرطي البخاري ومسلم، مع أن الواقع غير ذلك. وقد ذكر الذهبي في الموقظة أن النسائي وابن حبان يوثقان المجاهيل (وهذا صحيح). ومن تأمل منهج النسائي لوجد أنه يكثر من استخدام "لا بأس به" مع الرواة. وهذا يدل على تساهل لا على تشدد. والله أعلم.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[15 - 11 - 02, 09:07 ص]ـ
بل كثيراً ما يتفرد النسائي عن الجماعه بألفاظ التجريح الشديد لمن ضعفوه تضعيفاً لا يترك معه، وقد يوافقه على ذلك متشددون آخرون.
ـ[ابن معين]ــــــــ[15 - 11 - 02, 10:48 م]ـ
أخي الكريم: محمد الأمين. وفقه الله.
لقد نص إمامان من أئمة الحديث _ وهما الذهبي وابن حجر _ وتتابعا على القول بتشدد النسائي في باب الجرح والتعديل، ولم يأت أحد بعدهم يخالف قولهم، وللتذكير فإليك بعض أقوالهم:
قال الذهبي في المغني في ترجمة مالك بن دينار: (النسائي قد وثقه، وهو لا يوثق أحداً إلا بعد الجهد).
وقال الذهبي في الميزان في ترجمة الحارث الأعور: (حديث الحارث في السنن الأربعة، والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به، وقوى أمره، والجمهور على توهين أمره، مع روايته لحديثه في الأبواب).
وقال ابن حجر في هدي الساري في ترجمة أحمد بن عيسى التستري: (قد احتج به النسائي مع تعنته).
وقال في ترجمة حبيب المعلم: (متفق على توثيقه، لكن تعنت فيه النسائي).
فأما استدلالك على ذلك بقول الذهبي في الموقظة، فهو قد ذكر أيضاً عن صاحبي الصحيح وعن الترمذي وابن خزيمة والدارقطني أنهم يصححون لمن لم يوجد فيهم جرح ولا تعديل، فهل هؤلاء كلهم أيضاً متساهلون؟!!
قال الذهبي في الموقظة (78): (فصل: الثقة: من وثقه كثير ولم يُضعّف.
ودونه: من لم يوثق ولا ضعِّف.
فإن خرِّج حديث هذا في الصحيحين فهو موثق بذلك، وإن صحّح له مثل الترمذي وابن خزيمة فجيد أيضاً، وإن صحّح له كالدارقطني والحاكم فأقل أحوله: حسن حديثه).
ثم هل من لازم التوثيق أن يرى الناقد الراوي ثم يحكم عليه؟!
أم يكفي أن يطلع على حديثه ويحكم عليه من خلال ذلك؟!
وهذا هو حال كثير من الرواة الذين تقادم العهد بهم، فإنه يكفي الاطلاع على حديثهم والحكم من خلاله على الراوي بالتوثيق أو التضعيف، وعلى هذا عمل المحدثين.
وأما الاستدلال على تساهل النسائي بكثرة استخدامه (لابأس به) فهو غريب!
فلم لا يقال بأن هذا من تشدده، كونه يُقل من إطلاق لفظ (ثقة) ويعدل عنها إلى لفظ (لا بأس به)؟!
أرجو أن تبسط القول في المسائل التي يكون لك فيها رأي جديد يخالف من تقدم كما عهدناك في كثير من المواضيع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 11 - 02, 11:33 م]ـ
هناك دراسة جيدة حول هذا الأمر، وهي رسالة في خمسة مجلدات لقاسم علي سعد بعنوان (منهج الإمام أبي عبدالرحمن في الجرح والتعديل وجمع أقواله في الرجال)، وقد قام بجمع واستقراء كلام الإمام النسائي في الجرح والتعديل ومقارنتها بكلام العلماء، وقد ذكر كل قسم بمفرده، فمن وثقهم النسائي بمفردهم، ومن جرحهم ولينهم بمفردهم، ومن جهلهم بمفردهم، وقال في الخاتمة (5\ 2321) (فالنسائي رحمه الله من النقاد المتبصرين المتوسعين الذين ختم بهم عهد المتقدمين، بل حاز قصب السبق في أهل عصره، وامتاز على أترابه وأقرانه، بالاستقلال والاتساع والدقة، ومازال أئمة النقد من المتأخرين يتوقفون عند قوله استحسانا له واختيارا 0 ونفسه في الجرح والتعديل هو نفس المتثبتين المتحرين من المتقدمين مع مرونة حسنة، وهو في الجرح أشد منه في التعديل 0 ولو روعيت الاصطلاحات الخاصة به والعامة عند المتقدمين لكان أقرب إلى الاعتدال في التوثيق والتعديل ىمن التشدد) انتهى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 11 - 02, 12:15 ص]ـ
الشيخ الفاضل أبو عمر بارك الله بك
هل الدراسة السابقة مطبوعة؟ وإن كان نعم فكيف الحصول عليها؟
وهل اعتبر قاسم سعد لفظة "لا بأس به" عند النسائي توثيقاً يُحتج بصاحبه (كما عند ابن معين) أم أنها تعديل دون المحتج بهم (كما عند الجمهور)؟
ـ[ابن معين]ــــــــ[16 - 11 - 02, 01:45 ص]ـ
أخي الفاضل: محمد الأمين ..
ذكر قاسم علي سعد في كتابه مباحث في علم الجرح والتعديل (37_38) (أن النسائي يقارب ابن معين أو يماثله في اصطلاحه (لابأس به) فهذه الكلمة عند النسائي أعلى منها عند الجمهور، وأذكر هنا عدة أمثلة ساوى فيها النسائي فيها بين لفظة (ثقة) ولفظة (لابأس به):
_ ففي ترجمة أحمد بن عبدة قال النسائي: ثقة، وقال في موضع آخر: لا بأس به.
ثم ذكر المؤلف وفقه الله أمثلة أخرى، يرجع فيها إلى كتابه السابق، ولعله فصل هذا الأمر أكثر في كتابه المفرد عن النسائي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 11 - 02, 04:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الشيخ (ابن معين) سدده الله، كلامه الذي نقلته من كتابه مباحث في الجرح والتعديل، قريب جدا من كلامه في كتابه الآخر 0
قال قاسم في منهج النسائي (2/ 1008) (وأكثر عبارت التوثيق والتعديل استعمالا عند أبي عبدالرحمن كلمة: ((ثقة)) 0 ثم ((ليس به بأس) 9 0 ثم ((لابأس به)) 0 وقد وضعت العبارتين الأخيرتين في درجة أعلى من درجة: ((صدوق)) لأن أكثر الذين قال فيهم النسائي ((ليس به بأس)) و ((لابأس به)) هم ثقات مطلقا 0 بل إنه قال في جماعة كبيرة منهم في موضع آخر: ((ثقة)) 0 ورغم هذا فإني لا أجرؤ على وضع هاتين العبارتين في مصف كلمة: ((ثقة)) 0) انتهى
وأما الكتاب فهو مطبوع، وهو من إصدار دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي0
¥