تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المبحث الأول: من كتاب ((التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة ممن لهم رواية عن]

ـ[د. مبارك الهاجري]ــــــــ[31 - 07 - 02, 07:04 م]ـ

المبحث الأول: من كتاب ((التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة ممن لهم رواية عنهم في الكتب الستة))

تعريف الصحابي والتابعي

الصحابي: هو كل مسلم رأى النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا قول جمهور أهل العلم، وعليه عامة أهل الحديث (1).

قال السخاوي: " …… ثم إن التعبير في التعريف بالرؤية هو في الغالب، وإلا فالضرير الذي حضر النبي صلى الله عليه وسلم كابن أم مكتوم وغيره معدود في الصحابة بلا تردد، ولذا عبّر غير واحد باللقاء بدل الرؤية " (2).

وقال: الصحابي من طالت محبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وكثرت مجالسته له على طريق التبع له، والأخذ عنه. وهذا قول بع الأصوليين (3).

ويحكى عن سعيد بن المسيب – ولا يصح عنه – أنه كان لا يعدّ الصحابي إلا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أو سنتين، وغز معه غزوة أو غزوتين (4).

وقيل: الصحابي من رأى النبي صلى الله عليه وسلم، واختص به اختصاص الصاحب وإن لم يرو عنه شيئاً (5).

وقيل: هو كل مسلم أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يره (6).

والقول الأول هو الأصح، كما ذهب إليه الجمهور من المحدثين والأصوليين وغيرهم، باكتفاء بمجرد الرؤية ولو لحظة، وإن لم يقع معها مجالسة، ولا مماشاة، ومكالمة، لشرف منزلة النبي صلى الله عليه وسلم (7).

وهذا قول علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والبخاري وغيرهم.

قال ابن المديني: " من محب النبي صلى الله عليه وسلم، أو رآه ولو ساعة من نهار، فهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (8) ".

وقال أحمد بن حنبل: " كل من صحبه سنة أو شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه، فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحب" (9).

وقال البخاري: " ومن صحب النبي صلى الله عليه وسلم، أو رآه من المسلمين، فهو من أصحابه " (10).

والتابعي: هو من لقي أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سمع منه أو لم يسمع منه.

واشترط بعضهم في التابعي أيضاً طول الملازمة للصحابي، أو صحة سماعه منه، أو كونه كان مميّزاً لمّا لقيه.

والقول الأول عليه أ كثر أهل الحديث، ورجّحه غيرُ واحد من أهل العلم (11).

وأما المخضرمُ الذي أدرك الجاهلية والإسلام، ولم ير النبيَّ صلى الله تعليه وسلم، سواء أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أم بعد وفاته، فهو معدود في كبار التابعين، وعدة بعضهم في الصحابة، والصحيح أنه ليس بصحابي لكونه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم (12).

ومن فوائد معرفة الصحابة والتابعين أن يعرف الحديث المتصل من المرسل.


(1) إرشاد طلاب الحقائق للنووي 2/ 586
(2) فتح المغيث. 4/ 78
(3) علوم الحديث لابن الصلاح. ص 423
(4) علوم الحديث لابن الصلاح ص 424
(5) أنظر: فتح المغيث، 4/ 88
(6) أنظر: فتح المغيث، 4/ 88

(7) أنظر: فتح المغيث، 4/ 77
(8) أنظر: فتح المغيث، 4/ 77
(9) الكفاية للخطيب البغدادي، ص 99.
(10) صحيح البخاري، (7/ 3) 62 - كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، 1 - باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(11) معرفة علوم الحديث للحاكم، ص 42.
(12) معرفة علوم الحديث للحاكم، ص 44.

ـ[د. مبارك الهاجري]ــــــــ[31 - 07 - 02, 07:13 م]ـ
المبحث الثاني: من كتاب: التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة ممن لهم رواية عنهم في الكتب الستة.
الفرق بين الإرسال وتدليس الإسناد

الإرسال نوعان:
الأول:
الإرسال الظاهر: وهو رواية الراوي عمّن لم يدركه، كرواية التابعي، عن النبي صلى الله تعليه وسلم.
والثاني:
الإرسال الخفي: وهو رواية الراوي عمّن عاصره ولم يلقه. كرواية المخضرمين، عن النبي صلى الله تعليه وسلم، مثل رواية قيس بن أبي حازم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالإرسال الأول يعرف بعدم المعاصرة بين الراويين.
والإرسال الثاني يعرف بعدم اللقاء بين الراويين، مع تحقق المعاصرة بينهما (1).
وأما تدليس الإسناد: فهو أن يروي الراوي عمن لقيه ما لم يسمعه منه، موهماً أنه سمعه منه، أو عمن عاصره ولم يلقه، موهماً أنه قد لقيه وسمعه تمنه.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير