تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكر من استعمل ذلك من الصحابة والتابعين غير من تقدم ذكره:

أخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في دلائل النبوة عن الشعبي قال لما سلم الحسن بن علي الأمر إلى معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن أكيس الكيس التقى وإن أعجز العجز الفجور ألا وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية لا امرؤ كان أحق به مني وهو حق لي تركته إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ثم استغفر ونزل وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها بلغها قتل عثمان فقالت قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله، في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت في قصة الإفك وإني لا أجد لي ولكم مثلا إلا قول أبي يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، ومن هنا سمى العلماء استعمال ذلك ضرب مثل وتمثلا وكذا من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر حين استشارهما في أسرى بدر مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم حيث قال فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ومثلك يا عمر مثل نوح حيث قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا، وفي رواية إن مثلك يا أبا بكر مثل عيسى قال إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم وإن مثلك يا عمر مثل موسى قال ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم فمن هذا وأمثاله أطلق السلف والخلف على ذلك ضرب مثل.

ما ورد في الحديث المرفوع من استعمال ما نحن فيه

وقد ورد في الحديث المرفوع استعمال ما نحن فيه وكفى به حجة:

-أخرج الترمذي وحسنه عن أبي حاتم المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، وقد سبقني إلى الاحتجاج بهذا الحديث على التمثل بنظم القرآن الحافظ أبو بكر ابن مردويه حيث أورد هذا الحديث في تفسيره عند قوله تعالى في آخر سورة الأنفال إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، وأخرجه أيضا من حديث أبي هريرة، وفيه حجة لأمر آخر وهو أنه يجوز تغيير بعض النظم بإبدال كلمة بأخرى وبزيادة ونقص كما يفعله أهل الإنشاء كثيرا لأنه لا يقصد به التلاوة ولا القراءة ولا إيراد النظم على أنه قرآن، ومن الأحاديث التي يستدل بها لجواز ذلك ما أخرجه مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى خيبر فجاءها ليلا فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا محمد والله محمد والخميس فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، قال بعضهم هذا الحديث من أدلة الاقتباس وقال ابن عبد البر في التمهيد في هذا الحديث جواز الاستشهاد بالقرآن فيما يحسن ويجمل وذكر ابن رشيق مثله في شرح الموطأ وهما مالكيان وقال النووي في شرح مسلم في الحديث جواز الاستشهاد في مثل هذا السياق بالقرآن في الأمور المحققة وقد جاء لهذا نظائر كثيرة كما ورد في فتح مكة أنه صلى الله عليه وسلم جعل يطعن في الأصنام ويقول جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد جاء الحق وزهق الباطل، قالوا وإنما يكره ضرب الأمثال من القرآن في المزح ولغو الحديث فيكره، وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد ابن أبي وقاص قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل وقعيس بن ضبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فذكر الحديث إلى أن قال وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد الثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال أما فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله، وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارا، وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت كتب أبي في وصيته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصي به أبو بكر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير