تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المصدر: التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة (جمع ودراسة: مبارك بن سيف الهاجري، وهي رسالته المقدمة لنيل درجة الماجستير) مكتبة ابن القيم بالكويت 1425هـ، باب24/ 33 الكلام في سماع الحسن من أبي هريرة رضي الله عنه، ص 363 - ص387

جمهور النقاد مجمعون على عدم سماع الحسن من أبي هريرة، حتى النسائي نفسه لم يعتد بالرواية المتقدمة،

وجدت في السنن الكبرى للنسائي:

(والحسن لم يسمع من أبي هريرة أو لم يسمعه من أبي هريرة. قال أبو عبدالرحمن أنا أشك).

طبعة: مؤسسة الرسالة 1/ 152 - رقم الحديث 196 - باب وجوب الغسل إذا التقى الختانان- طرف الحديث للبحث في الفهارس: إذا قعد بين شعبها الأربع ....

وقد نفى جماعة سماع الحسن البصري من أبي هريرة مطلقا، وهم أصحاب: يونس بن عبيد وعلي بن زيد بن جدعان وأيوب السختياني، وزياد الأعلم.

وكذلك: بهز بن أسد ويحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان ومحمد بن يحيى الذهلي والترمذي والنسائي وأبو حاتم بن حبان والدارقطني.

لم يرو البخاري للحسن عن أبي هريرة إلا ماتبعة. ولم يرو مسلم له عنه شيئاً.

قال الترمذي بعد الأحاديث 2305 و 2425 و 2703 و 2889: أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وعزاه: لأيوب السختياني ويونس بن عبيد وعلي بن زيد

منقول.

-------

للشيخ د. إبراهيم اللاحم كلامٌ نفيسٌ في هذه المسألة، في الاتصال والانقطاع (ص89 - 92)، وفيه تنبيهاتٌ مهمة.

وكأن الشيخ مال إلى أن الكلمة المنسوبة إلى الحسن إنما هي للنسائي، وهذا ظاهرٌ جدًّا في نقل المزي إياها -في التحفة (9/ 319) قال: (قال النسائي: " الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئًا، ومع هذا إنّي لم أسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة ").

قال الشيخ إبراهيم: " وقد روى هذا الحديث عفان بن مسلم، وعبد الأعلى بن حماد، عن وهيب به، وليس في روايتهما قول الحسن أصلاً، مما يرجح أن العبارة كلها من كلام النسائي ".

هذا،

وقد وقع خلافٌ عن الحسن في هذا الحديث:

1 - فإنه رواه أيوب عن الحسن عن أبي هريرة، ولم أجد من رواه كذلك غير أيوب، إلا ما أخرجه الدارقطني في العلل (10/ 267) من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، عن عفان، عن وهيب، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة.

وهذا فيه إشكالان:

فإن الدارقطني حكى رواية عفان قبل إسنادها، فذكر: عفان، عن وهيب، عن أيوب.

فيحتمل أن الإسناد موافقٌ لحكاية الدارقطني، وأن الذي فيه: أيوب، لا: يونس.

وإن لم يصح هذا، فهذه الرواية معلولة، فإن أحمد أخرجه في المسند عن عفان، عن وهيب، عن أيوب به، وأحمد أقوى من الحسن الزعفراني، وروايته أرجح.

وقد علّق الدارقطني في العلل (10/ 267) رواية حماد بن سلمة عن يونس، فجعلها عنه عن الحسن مرسلاً.

2 - ورواه حزم بن أبي حزم القطعي (عند سعيد بن منصور: 1409)، وحزم وثّقه أحمد وابن معين، وقال أبو حاتم: " صدوق، لا بأس به، هو من ثقات من بقي من أصحاب الحسن "، وقال النسائي: " ليس به بأس "، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: " يخطئ "،

3 - وعلي بن الأحول (عند سعيد بن منصور: 1408)، وقد رواه عنه: أبو قدامة -وهو الحارث بن علي الإيادي شيخ سعيد-، ولم أعرف عليًّا، ولا عرفه المحقق، إلا إن كان صوابه: علي الأحول، فلعله: علي بن عبد الأعلى الأحول، وقد وثقه بعض الأئمة وضعفه بعض، وربما كان: عامر الأحول، فإن سعيدًا أسند -في السنن (1884) - عن أبي قدامة عن عامر الأحول حديثًا. وعامر متكلم فيه، ووثقه أبو حاتم الرازي وغيره، إلا أن الراوي عنه (أبو قدامة) ضعيف،

4 - ورواه معمر (عند عبد الرزاق: 11890)،

5 - وأبو الأشهب جعفر بن حيان (عند ابن أبي شيبة: 19257)، وقد وثق أحمد أبا الأشهب في رواية، وقال في رواية: " صدوق "، ووثقه ابن سعد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال ابن المديني: " ثقة ثبت "، وقال النسائي: " ليس به بأس "،

تنبيه: وقع في المطبوع من المصنف في رواية أبي الأشهب: عن الحسن عن أبي هريرة، وهو خطأ، وجاء في مطبوعة الرشد (6/ 661) وعوامة (10/ 208) على الصواب.

6 - ورواه قتادة، علقه الدارقطني -في العلل (10/ 267) -، من رواية سعيد وحماد بن سلمة عنه،

7 - وحميد،

8 - ويونس،

علقه الدارقطني -في العلل (10/ 267) -، من رواية حماد بن سلمة عنهما،

السبعة - حزم والأحول ومعمر وأبو الأشهب وقتادة وحميد ويونس- رووه عن الحسن مرسلاً،

واتفق الأحول ومعمر على ذكر قصة وقعت للحسن، وقال الحسن في رواية الأحول: " إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: المنتزعات ... "، وقال في رواية معمر: " كنا نتحدث أن المختلعات ... ".

إلا أن معمرًا عن الحسن منقطع، فإنه قد خرج مع الصبيان إلى جنازة الحسن، وطلب العلم سنة مات الحسن -كما ذكر هو نفسه ذلك-.

9 - ورواه أشعث بن سوار (عند الطبري في تفسيره: 4/ 151، والطبراني في الكبير: 17/ 339) عن الحسن، عن ثابت بن يزيد، عن عقبة بن عامر به. وأشعث ضعيف مشهور الضعف، وفي روايته هذه مخالفة، فهي منكرة.

والله أعلم.

منقول عن الألوكة كذلك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير