ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 07 - 02, 04:14 ص]ـ
قيل أنه لم يطلع لا على سنن الترمذي ولا على العلل الكبير له، ولا حتى على سنن ابن ماجة.
والترمذي ليس الوحيد الذي جهله ابن حزم. فقد جهل الكثير من الحفاظ كذلك.
قال ابن حجر في ترجمة الإمام الترمذي (صاحب "السنن") في تهذيب التهذيب (9\ 344): «قال الخليلي (عن الإمام الترمذي): "ثقةٌ متفقٌ عليه". وأما أبو محمد بن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع، فقال في كتاب الفرائض من "الإيصال إلى فهم كتاب الخصال": محمد بن عيسى بن سَوْرة مجهول! ولا يقولنّ قائلٌ لعله ما عرَفَ الترمذيّ ولا اطلع على حفظه وتصانيفه؟. فإنّ هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة في خَلْقٍ من المشهورين من الثقات الحُفّاظ كأبي القاسم البغوي (محدّث العراق في عصره، ت317هـ)، وإسماعيل بن محمد بن الصفّار (314هـ) وأبي العباس الأصمّ (محمد بن يعقوب، أخذ عنه أهل المشرق والمغرب ت346هـ)، وغيرهم (مثل ابن ماجة صاحب السنن). والعَجَبُ أن الحافظ ابن الفَرَضي (وهو قرطبيٌّ من بلد ابن حزم توفي قبله عام 403هـ) ذكرَهُ (أي للإمام الترمذي) في كتابه "المؤتلِف والمختلِف"، ونبَّه على قدْرِه. فكيف فات ابن حزم الوقوف عليه فيه؟!».
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 07 - 02, 08:10 ص]ـ
(ولا يضر تجهيل ابن حزم للترمذي في المحلى، وقد أستنكر العلماء هذا من ابن حزم، ومنهم من اعتذر له بأن كتاب الترمذي لم يدخل الأندلس وهذا غير صحيح، فإن ابن حزم ممن اطلع على الترمذي.
)
طيب ما دليله ان ابن حزم قد اطلع على سنن الترمذي
وقول الشيخ احمد شاكر (وما أظن ابن حجر رأى كتاب الإيصال ونقل منه، وإنما أرجح أنه نقل من الذهبي، والله أعلم)
يرده ما في التهذيب وظاهره ان اطلع على الكتاب
والله اعلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[21 - 07 - 02, 10:47 م]ـ
الظاهر أنه أبا محمد ابن حزم اطلع على سنن الترمذي، وقد دخل كتابه الأندلس ولا شك، فابن عبد البر كثيرا ما ينقله عنه في مصنفاته كالتمهيد والاستذكار، فكيف يقال أن ابن حزم لم يطلع عليه، وهو قرطبي كابن عبدالبر، وبلديه؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 07 - 02, 11:03 م]ـ
وما الذي يمنع أن ابن عبد البر قد وقع عليه ولم يقع عليه ابن حزم؟ وهل كان كتاب السنن يباع في الأسواق أصلاً؟!
قد يكون -والله أعلم- قد وقع لابن عبد البر من سماعاته الكثيرة ولم يقع لابن حزم.
لكن كيف لم يعرف من هو الأصم وهو في الأصل كان شافعياً؟
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[21 - 07 - 02, 11:18 م]ـ
.
السلام عليكم ـ أهل الحديث ـ ورحمة الله وبركاته.
وإليكم أول مشاركة لأخيكم في هذا الملتقى المبارك.
ولدي بعض التنبيهات التي قد تفيد في هذا البحث:
============================
1 ـ أما عزو الشيخ سعد الحميد كلام ابن حزم إلى كتاب (المحلى)، فهو وهم تابع فيه الشيخ الإمام ابن كثير، فإنه ذكر مثل هذا في البداية والنهاية (14/ 647).
2 ـ الذي يظهر أن هذا النقل عن ابن حزم، أخذه الذهبي و ابن حجر من كلام لأبي الحسن ابن القطان الفاسي، فإنه أول من ذكر ذلك ـ فيما يظهر ـ، فلقد قال في كتابه "بيان الوهم" (5/ 637) في كلام له عن الترمذي: "جهله بعض من لم يبحث عنه، وهو أبو محمد ابن حزم فقال في كتاب الفرائض من (الإيصال)، إثر حديث أورده إنه مجهول".
وإذا كان الشيخ أحمد شاكر يستبعد وقوف الذهبي وابن حجر على كتاب الإيصال، فإن الغالب أن ابن القطان مطلع على كتاب ابن حزم، فهو أولاً: أقدم وفاة (628)، وهو مغربي كابن حزم، ثم إنه نسب العبارة لموضع معين من كتاب الإيصال.
3 ـ وأما: هل اطلع ابن حزم على كتاب الترمذي بالفعل أم لا؟
فابن حجر ـ رحمه الله ـ يذهب إلى أن ابن حزم يعرف الترمذي، وقد اطلع على كتابه، لكنه حكم بجهالته على سببيل التعنت، فلقد قال ـ رحمه الله ـ: "ولا يقولن قائل لعله ما عرف الترمذي، ولا طلع على حفظه، ولا على تصنيفه، فإن هذا الرجل ـ يعني ابن حزم ـ قد أطلق هذه العبارة في حق خلق من المشهورين من الثقات الحفاظ". تهذيب التهذيب (9/ 388).
فلعل الشيخ سعد يذهب إلى مثل ما اختاره ابن حجر.
لكن ابن القطان والذهبي يذهبان إلى أن ابن حزم لم يعرف الترمذي، ولا رأى كتابه الجامع.
وقول هؤلاء أقرب للصواب.
والدليل على ذلك أن ابن حزم ـ رحمه الله ـ ذكر في كتابه المحلى (9/ 295) حديثاً من طريق أبي عيسى الترمذي، وضعفه برجلين بينه وبين أبي عيسى. وهذا الحديث مخرج في جامع الترمذي، فلو كان الكتاب عند ابن حزم، لما احتاج إلى رواية الحديث بمثل هذا الإسناد، ولا ضعفه بمن هو دون الترمذي.
4 ـ ذكر الذهبي ـ رحمه الله ـ في "سير أعلام النبيلاء" (18/ 202) أن جامع الترمذي لم يدخل بلاد الأندلس إلا بعد وفاة ابن حزم.
وفي هذا القول نظر، فإن جامع الترمذي من مرويات الحافظ أبي عمر ابن عبدالبر الأندلسي، قرين ابن حزم ورفيقه، كما في فهرست ابن خير (1/ 141)، وفهرست ابن عطية (ص94).
وابن عبدالبر يروي الكتاب عن شيخه أبي زكريا يحيى بن محمد الجياني، وقد ذكره ابن الفرضي في "تاريخ علماء الأندلس" (2/ 925)، وأرخ وفاته سنة (390هـ)، فإذا تذكرنا أن ابن عبدالبر ـ رحمه الله ـ لم يخرج من بلاد الأندلس، فمعنى هذا أن كتاب الترمذي قد أدخل الأندلس قبل وفاة ابن حزم بأكثر من خمس وستين سنة، لكن لعل الكتاب لم يشتهر هناك إلا بعد وفاته.
5 ـ يبقى الإشكال فيما ذكره أخونا (مبارك)، من أن ابن حزم ذكر الترمذي في (الرسالة الباهرة)، فالذي يظهر أن ما ذكره محقق الرسالة لا يبعد عن الصواب، فلقد علق على النص المذكور، وشكك في سلامته، وجوز أن يكون إقحام الترمذي وهماً من الناسخ، وهذا ليس ببعيد.
فائدة:
قال صلاح الدين الصفدي ـ رحمه الله ـ في نكت الهميان (83): "قل أن وجد أعمى بليداً، ولا يرى أعمى إلا وهو ذكي، منهم الترمذي الكبير الحافظ".
.
¥