تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فما ذكره الأخ هيثم حمدان جميعه يَرِد على السلف الذين اجتهدوا في عرضهم وتبليغهم وتعليمهم السنة للناس، فبالإضافة إلى ما ذكره الأخ السلمي، ما فعله البخاري من تقطيعه الحديث الواحد في الأبواب، وإنما فعله لأن في ذلك ضمنا اجتهادات فقهية كثيرة منه، كذلك صنيع مسلم في صحيحه وقد نبه عليه في المقدمة من اجتزاء المعاني الزائدة في النصوص دون كامل لفظه أحيانا، وأصله ما كان يفعله بعض الرواة في اجتزائهم من الحديث موضع الشاهد منه وقد سمعوه كله، كل هذا إنما فُعل لأغراض منها التيسير على الناس.

ولا ننسى صنيع مسلم بقوله بعد سياقه بعض الأسانيد دون متونها: بمثل حديث فلان أونحوه أو أو، ثم عند البحث تجد المثلية اجتهادا منه، وإلا فهناك فرق أحيانا، بل هناك زيادة ونقص، وكتاب مسلم ألصق بالتبليغ والرواية من كتاب الألباني، فإذا جاز فيه التغيير في الألفاظ ولو بالحذف والاجتزاء، فجوازه في الآخر من باب أولى.

وكلا الحذف والأجتزاء وجمع ألفاظ الحديث الواحد تصرف في ما نقله الرواة، فحكمهما واحد.

كذلك حكاية أئمة الجرح والتعديل أقوال بعضهم بالمعنى اختصارا اجتهادا منهم، فلما ترجع إلى أصله لا تجده كما قال كما نبه على ذلك المعلمي في التنكيل.

هذا كله في الجملة لبيان أن الاجتهادات في العرض والتبليغ المتضمنة لفقه الرجل أمر جرى عليه عمل السلف، وإنما شرطهم في ذلك علم وفقه الرجل.

أما بخصوص فعل الشيخ في صفة الصلاة فقد بين رحمه الله في المقدمة أربعة أمور مهمة:

الأول: أنه ألفه لأن معرفة ذلك _ أمور الصلاة _ على التفصيل يتعذر على أكثر الناس حتى على كثير من العلماء لتقيدهم بمذهب معين. (ص37، 38)

الثاني: أنه ألفه مستوعبا مسهلا على من أراد الاقتداء بالهدي النبوي، لأنه لم يقف على كتاب جامع في هذا. (ص40)

الثالث: أنه جعله متن وشرح، ففي الشرح باقي ما اعترض به الأخ هيثم، وبه يزول ما نبه عليه ذو المعالي، فقد نبه الشيخ على كل ذلك، ففيه الأقوال والمذاهب واختلافاتهم، وفيها دلائل استنباطاته، وكذلك تخريج الأحاديث مستقصيا ألفاظها وطرقها، وهذا كما ترى ليس شأن العوام. (ص41 - 42)

الرابع: أنه ذكر طريقته بالجملة في كيفية سياق الألفاظ. (ص42).

والتنبه للزيادات والشذوذ والنكارة مهم، والشيخ وضع ما حكم بصحته، مثله مثل كل العلماء، فعدم موفقتك لاجتهاده في الحكم شيء وجعل هذا منسحبا على طريقة التأليف شيء آخر، وإلا سينسحب مخالفتك لكثير من المحدثين في أحكامهم على طريقة تأليفهم، لأنها مبنية على اجتهادهم الذي لا توافقه.

وقد ساق ابن حزم خلاصة أعمال الحج بلفظه وفقهه، ثم ساق الأدلة على ذلك مفصلة.

ومن فوائد صنيع الشيخ في هذا الكتاب وغيره مما يشبهه، أنه دفع ببعض الأخوة أن يجمع كل شرح الحافظ ابن حجر الموزعة على توزيع البخاري لألفاظ أحاديثه في موضع واحد، ثم أضاف إليه كلام غيره، وهذا عمل جميل.

ـ[الأجهوري]ــــــــ[07 - 10 - 03, 11:17 ص]ـ

هذه فوائد ذهبية من كلام الحافظ أبي زرعة العراقي - رحمه الله - ابن الحافظ العراقي العلم المشهور ذكرها

وكررها أكثر من مرة خلال تكملته لكتاب أبيه "طرح التثريب" طـ دار إحياء الكتب العربية:

4/ 108:

والروايات يفسر بعضها بعضا والحديث إذا جمعت طرقه تبين المراد منه اهـ

7/ 181:

والحديث إذا جمعت طرقه تبين المراد منه , وليس لنا أن نتمسك برواية , ونترك بقية الروايات اهـ

8/ 131:

وإنما تتم فائدة الحديث إذا جمعت طرقه اهـ

والله لا يعرف قيمة هذه الكلمات إلا من يريد أن يكون إمام مذهبه هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم،

وإني لأحسب الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني من هؤلاء والله حسيبه ولا أزكيه على خالقه.

أقول ولعل الشيخ لما كان فقيها ومحدثا صنع ذلك لأن أغلب المحدثين المتأخرين تغلب عليهم الصناعة الحديثية

على الصناعة الفقهية فالعلامة الألباني لم يكن يصحح ويضعف فقط بل كان يصحح ويضعف ويسنتبط.

وأنا موافق تماما لما كتبه الإخوة من أن هذا هو لب وروح وعمود شرح الحافظ ابن حجر على فتح الباري

وهو الذي يجعله يستدرك على احتمالات الشراح قبله بقوله: ليس بصواب لأنه وقع عند فلان كذا .... يعني قيد

زائد أو جملة تبين ضعف الاحتمال المذكرو في شرح الحديث. وهذا كثير جدا يعرفه من مارس الفتح. وفي نظري

هذا أهم ما ميز شرح الحافظ ابن حجر عن بقية شروح الصحيح السابقة والتالية له. والله أعلم

وأعترض أخيرا على من يعتبر كلمة تلفيق ذما وما أوتي إلا من قبل العجمة المنتشرة في عصرنا التي تضفي

على بعض الكلمات معان ليس لها أصل في اللغة وإلا فإن هذه الكلمة مستعملة بكثرة بين جميع العلماء من

أهل الفقه مثلا في أحكام الحيض: المرأة الملفقة، ومن أهل الحديث: بنفس المعنى الذي يستخدمه به الإخوة

هنا في الملتقى أعني تلفيق الروايات أي جمعها وفي القاموس: لَفَقَ الثَّوبَ يَلْفِقُه: ضَمَّ شُقَّةً إلى أُخْرَى،

فَخَاطَهُما اهـ فأصل المادة قائم على الجمع والضم للفائدة والإصلاح لا كما ظن من تسرع وكتب ولعل مثل هذه

العجمة ما شاع من معنى لكلمة: الهيمنة المهيمن .................. راجع معانيها العربية لعلك تستفيد.

وفي النهاية لابد أن أكرر ما قاله الحافظ أبو زرعة العراقي ولكن بأسلوب عصري:

لن تستطيع أن تستفيد من حديث - أعني حديثا ثابتا - إلا بعد جمع طرقه وألفاظه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير