وضع اسم عبد الله بن أحمد بن حنبل وأبيه مع أنهما كان يرويان عمن لم يجب في الفتنة، وليس عمن لم يكن فيه ضعف في الحديث). انتهى.
وأقول: أنا لم أدعِ لأحد من الرواة أنه لا يروي إلا عن ثقة، وإنما ذكرت أسماء من يدعي بعض العلماء فيهم أنهم لا يروون إلا عن ثقة، أو ذكروا ما يفهِم ذلك؛ وعنوان مقالتي ومقدمتها تدلان على هذا؛ وإليكم ما قلته في بحثي الذي بدا لي الآن أن نشره صار مهماً بسبب هذه الإشكالات، بعد أن كنت أرجأته لأسباب لا داعي للإطالة بذكرها هنا؛ وفي هذا البحث كثير من التعقبات على كثير من الدعاوى، إما بكلام مني، أو بنقل أقوال أهل العلم المنافية أو المباينة للدعاوى المذكورة:
************************************************** ************************************************** ****************************
(((إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي الرازي)))
قال البرذعي في أسئلته لأبي زرعة زرعة الرازي (ص528): «وقال لي أبو زرعة في ابراهيم بن موسى: لم يكن في كتبه من الضعفاء (1) إلا رجلين: عبد العزيز بن أبان وأبو قتادة الحراني، ثم قال: كأنه قد جمع له الثقات».
قلت: هذا مع كثرة ما في كتبه من الحديث، فقد قال المزي في تهذيب الكمال 2/ 220: «وقال صالح بن محمد الحافظ سمعت أبا زرعة يقول كتبت عن إبراهيم بن موسى الرازي مائة ألف حديث».
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1/137): «سمعت أبا زرعة يقول: ابراهيم بن موسى أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة وأصح حديثاً منه، لا يحدث إلا من كتابه، لا أعلم أني كتبت عنه خمسين حديثا من حفظه».
أقول: مقتضى هذه النقول الثلاثة أن ابراهيم بن موسى الرازي كان لا يكاد يحدث إلا عن ثقة، ولما كان أبو زرعة عارفاً به وهو معتدل في نقده فإني لا أستبعد أن يكون ابراهيم هذا من أولى المحدثين بأن يوصف بأنه لا يروي الا عن ثقة، ولعله أولى بذلك ممن اشتهروا به كمالك وشعبة ويحيى بن سعيد القطان.
(((ابراهيم بن يزيد النخعي)))
قال ابن عبد البر في التمهيد (1/ 30): «وأما الارسال فكل من عرف بالأخذ عن الضعفاء والمسامحة في ذلك لم يحتج بما أرسله تابعيا كان أو من دونه، وكل من عرف أنه لا يأخذ الا عن ثقة فتدليسه ومرسله مقبول فمراسيل سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وابراهيم النخعي عندهم صحاح وقالوا مراسيل عطاء والحسن لا يحتج بها لأنهما كانا يأخذان عن كل أحد وكذلك مراسيل ابي قلابة وابي العالية».
(((أحمد بن حنبل)))
قال الحافظ أبو موسى المديني في خصائص المسند (ص21) بعد أن ذكر حديثاً ضرب عليه الامام أحمد: «قد روى لابنه الحديث لكنه ضرب عليه في المسند لأنه أراد أن لا يكون في المسند إلا الثقات ويروي في غير المسند عمن ليس بذاك.
ذكر أبو العز بن كادس أن عبد الله بن أحمد قال لأبيه ما تقول في حديث ربعي عن حذيفة؟ قال: الذي يرويه عبد العزيز بن أبي رواد؟ قلت: يصح؟ قال: لا الأحاديث بخلافه وقد رواه الخياط عن ربعي عن رجل لم يسموه؛ قال: قلت له: فقد ذكرته في المسند فقال: قصدت في المسند الحديث المشهور وتركت الناس تحت ستر الله تعالى، ولو أردت أن أقصد ما صح عندي لم أرو من هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء ولكنك يا بني تعرف طريقتي في الحديث لست أخالف ما ضعف إذا لم يكن في الباب ما يدفعه. قال الشيخ الحافظ [أبو موسى]:وهذا ما أظنه يصح لأنه كلام متناقض لأنه يقول لست أخالف ما فيه ضعف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه وهو يقول في هذا الحديث بخلافه، وإن صح فلعله كان أولاً ثم أخرج منه ما ضعف لأني طلبته في المسند فلم أجده».
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 80) في ثابت بن الوليد: «روى عنه أحمد وشيوخه ثقات».
وقال فيه أيضاً (5/ 122): «ويقال مشايخ أحمد كلهم ثقات».
وقال السبكي في شفاء السقام (ص10): «وأحمد رحمه الله لم يكن يروي الا عن ثقة، وقد صرح الخصم بذلك (2) في الكتاب الذي صنفه في الرد على البكري 0000 قال ان القائلين بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان منهم من لم يرو الا عن ثقة عنده كمالك وشعبة ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وكذلك البخاري وأمثاله».
¥