تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الذي يظهر – والله أعلم – أنه لا يؤذن فيه، بل يؤذن لها بدون ذلك؛ وكما سبق: أن استخدامه يؤدي إلى التلبيس على الناس في دخول وقت الصلاة، و تشكيكهم في وقت صلاتهم، وذلك يؤدي إلى مفسدة أكبر من تلك المصلحة، و من المتقرر: أن درء المفاسد أولى من جلب المصالح (123)، و مقصود الأذان يحصل بدون استخدام هذه الوسيلة، و كذلك الأجر المترتب عليه، و الأذان في الأصل إنما كان لأجل: دعوة الناس للصلاة، و حثهم لذا استحب رفعه، وفي الغالب: أنه في الأذان للفائتة يكون العدد قليلاً، والله أعلم.

الخاتمة

الحمد لله الذي يسر وأعان على إتمام هذا البحث، و يمكن أن ألخص أبرز النتائج في النقاط الآتية:

• أن استخدام مكبرات الصوت في الأذان جائز؛ و ذلك لأن الوسائل لها أحكام المقاصد، و الأصل في الأشياء الإباحة، و وجود الحاجة الماسة لها، و الشريعة جاءت بجلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها، و لعدم المحظور الشرعي.

• أن المؤذن الذي يؤذن بواسطة المكبر: لا يطلب الارتفاع و العلو؛ و ذلك لأن بعض المفاسد قد تترتب على العلو من الاطلاع على البيوت و العورات و الافتتان بمن فيها،و مقصد الأذان يتحقق بواسطة المكبر.

• أن المؤذن الذي يؤذن بواسطة المكبر: لا يلتفت في الحيعلتين؛ وذلك لأن الحكم يدور مع علته وجوداً و عدماً، و لأنه يرتكب أعظم المصلحتين و تفوت أدناهما، و لأنه إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما، و لأن الضرر الأشد يزال بالأخف.

• أن المؤذن الذي يؤذن بواسطة المكبر: يسن له القيام حال الأذان؛ و ذلك لأنه أبلغ في تحقيق مقصد الأذان، و لأنه إذا اجتمعت وسيلتان في تحقيق مقصود شرعي و أمكن الجمع بينهما جمع.

• أن المؤذن الذي يؤذن بواسطة المكبر: يسن له جعل الإصبعين في الأذنين؛ و ذلك لأنه أبلغ في تحقيق مقصد الأذان.

• أن المؤذن الذي يؤذن بواسطة المكبر: لا يرفع وجهه حال الأذان؛ لعدم ثبوته.

• أن المؤذن الذي يؤذن بواسطة المكبر: يسن له أن يترسل في الأذان؛ و ذلك لأن العبادات الشرعية ينبغي أداؤها على وجه التعظيم، و لأن في الترسل إراحة للمؤذن، والشريعة تهدف إلى جلب المصالح و تكثيرها.

• أن المؤذن الذي يؤذن بواسطة المكبر: يسن أن يكون صيتاً؛ و ذلك لأنه أبلغ في تحقيق مقصد الأذان.

• أن المؤذن الذي يؤذن بواسطة المكبر: لا يؤذن فيه بعد أداء الجماعة، سواء كانت فائتة أم لا؛ و ذلك درء المفاسد أولى من جلب المصالح.

و إن كان من توصية فإني اقترح بحث موضوع: الأحكام الفقهية المتعلقة بمكبرات الصوت، لأنها غير محصورة في الأذان فحسب، بل تدخل في أبواب متعددة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

() الآية رقم (4) من سورة الشرح.

(2) البيت من أبيات لحسان بن ثابت – رضي الله عنه – يمدح النبي صلى الله عليه وسلم، انظر: ديوان حسان بن ثابت الأنصاري، (47).

(3) الآية رقم (110) من سورة آل عمران.

(4) انظر: بدائع الصنائع، (1/ 248)، و حاشية ابن عابدين، (2/ 48)، والشرح الكبير للدردير، (1/ 312)، ومواهب الجليل، (1/ 439)، وروضة الطالبين، (93)، و المجموع، (3/ 114)، مغني المحتاج، (1/ 212) وشرح المنتهى، (1/ 267)، والمغني (2/ 83)،.

(5) أخرجه: أبو داود في كتب الصلاة، باب الأذان فوق المنارة، (1/ 254/519)، والبيهقي في السنن الكبرى، (2/ 198)، وحسنه ابن حجر في الفتح (2/ 122).

(6) أخرجه أبوداود في الصلاة، باب كيف الأذان، (1/ 246/506)، وابن أبي شيبة في المصنف، (1/ 185)، والطحاوي في شرح معاني الآثار، (1/ 134) وابن خزيمة (1/ 197)، والدارقطني في السنن، (1/ 249)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 193)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1/ 151).

(7) أخرجه البخاري في الأذان، باب الأذان بعد الفجر، (1/ 127)، و مسلم في الصيام، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، (7/ 203/2533) مع شرح النووي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير