ـ الذين أخذوا بعلم الحساب في الصيام هم الشيعة الروافض النَّجَس
ـ نفى النبي صلى الله عليه وسلم الأخذ بالحساب الذي هو الفلك في هذا الأمر تحديدًا، وهو الرؤية للصيام، بدايةً ونهاية؛
روى البخاري ومسلم، من حديث عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إنَّا أُمَّةٌ أمية لا نكتب، ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا وعقد الإبهام في الثالثة؟ والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام الثلاثين.
ـ قال ابن بطال: فيه بيانٌ، لقوله عليه السلام: "فاقدروا له"، أن معناه إكمال العدد ثلاثين يومًا، كما تأول الفقهاء، ولا اعتبار فى ذلك بالنجوم والحساب، وهذا الحديث ناسخ لمراعاة النجوم بقوانين التعديل، وإنما المعول على الرؤية فى الأهلة التى جعلها الله مواقيت للناس فى الصيام والحج والعدد والديون. ((شرح البخاري)) 4/ 31 (13).
ـ وقال ابن حَجَر، عقب هذا الحديث: والمراد بالحساب هنا حساب النجوم وتسييرها، ولم يكونوا يعرفون من ذلك أيضًا الا النزر اليسير، فَعَلَّق الحكمَ بالصوم وغيره بالرؤية، لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير، واستمر الحكم في الصوم ولو حدث بعدهم من يعرف ذلك، بل ظاهر السياق يشعر بنفى تعليق الحكم بالحساب أصلاً.
ويوضحه، قَوْلُهُ: في الحديث الماضي "فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" ولم يقل: فسلوا أهل الحساب.
والحكمة فيه كون العدد عند الاغماء يستوي فيه المكلفون فيرتفع الاختلاف والنزاع عنهم.
وقد ذهب قوم إلى الرجوع إلى أهل التسيير في ذلك وهم الروافض، ونُقل عن بعض الفقهاء موافقتهم.
قال الباجي وإجماع السلف الصالح حجة عليهم. "فتح الباري" 4/ 127.
ـ وقال ابن رجب: فتبين أن ديننا لا يحتاج إلى حساب ولا كتاب، كما يفعله أهل الكتاب من ضبط عباداتهم بمسير الشمس وحسباناتها، وأن ديننا في ميقات الصيام معلق بما يرى بالبصر وهو رؤية الهلال، فإن غم أكملنا عدة الشهر ولم نحتج إلى حساب. "فتح الباري لابن رجب" 3/ 142.
ـ وقال القرطبي: لا نكتب ولا نحسب، أي لم نُكَلف في تَعَرُّف مواقيت صومنا ولا عبادتنا ما نحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتابة، وإنما رُبِطت عبادتُنا بأعلامٍ واضحةٍ، وأمورٍ ظاهرة، يستوي في معرفتها الحُسَّابُ وغيرُهم. "الديباج على مسلم" 3/ 185.
ـــــــــــــــ
إخوتي الكرام / السلام عليكم ورحمة الله
أسال الله لكم جميعا، ولي، عملا صالحًا يرضاه رب العالمين
لماذا كل هذا الخلاف؟
ألم يأتنا نذير؟
ألم ياتنا رسلٌ منا؟
وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ
هل جاءنا العلم من الله؟!
لقد جاءنا نذير مبين، وجاءنا رسولٌ كريم، جاءنا بالعلم.
وقال سبحانه: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً.
لقد أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المسألة في كلمتين: صوموا لرؤيته.
انتهى الأمر، وبلسانٍ عربيٍّ مبين.
ماذا نريد منه أن يقول لنا غير ذلك حتى لا يُقاتل بعضُنا بعضًا؟
وسؤال لإخواني الأفاضل جميعًا:
مثال:
نفترض أننا اليوم هو التاسع والعشرون من شعبان.
وخرجت الأمة لرؤية الهلال في كل أرجائها فلم يروه، لقد غُمَّ عليهم.
وقال علماء الفلك: غدًا رمضان.
وقال محمدٌ الذي جاء ليرحمنا الله به: فإن غم عليكم فأكملوا العدةَ ثلاثين.
بقول مَنْ ستأخذين يا أمة محمد؟!
وهل لكِ خيارٌ في ذلك؟!
وهل المسلم في هذه الحالة من حقه أن يختار بين محمد صلى الله عليه وسلم، وبين عدة نظريات ومسائل ستزول غدًا؟
معذرةً يا رسول الله، فإن النصارى ليسوا وحدهم الذين أهانوك.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 09 - 06, 11:31 م]ـ
شيخنا الكريم سدد الله خطاك وتقبل الله طاعتك
أظن أن قياس العمل بالحساب الفلكي في حق رؤية هلال رمضان على ما تظافرت عليه همم الناس اليوم لحساب وقت الصلاة بالآلات الحديثة والتي لا تزال تتطور شيئاً فشيئاً قياس مع الفارق.
حيث إن هذه الآلات ليست إلا مكررة للجهد الأول الذي من خلاله حُسب وقت الصلاة فهي ليست إلا أداة تذكير، مع أن الصلاة منوطة بالتوقيت أياً كانت طريقة إثباته. ولكن الصيام دخوله منوط بالرؤية شرعاً. وعند النظر إلى قبوله بشهادة واحد عدل خلاف شهر شوال يزيدنا هذا تمسكاً بالرؤية الشرعية حتى لو أتت على قواطع الفلكيين البشرية.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 09 - 06, 12:10 ص]ـ
أخي العزيز الغالي الشيخ عبد الرحمن الدكتور يقول: ... مما يصعب متابعته أو الاحساس به عند البعض ...
لم يقل الدكتور: تصعب رؤيته عند البعض ... وفرق بين الاحساس بالشئ ورؤيته عيانا ...
طيب أنا أخبرك عن نفسي مرة أخرى - والله شهيد على ما أقول -: لقد رأيت هذا الخسوف تلك الليلة ... وكنت ساعتها عند شاطئ البحر ... فذكرت لبعض من حولي أمرًا عن النقص الحاصل في القمر - نسيته الآن - فسارع لتذكيري بأن خسوفا في تلك اللحظات يحدث ... وما كان لي به خبر، وما انتبهت له ... ولولا حديث مرافقي لبقيت على اعتقادي أن القمر في أحد أطواره المعروفة، وأن النقص الذي به أمر عادي يتعلق بحركته المعتادة ... مثل حالتي هذه هي التي أظن الدكتور يعنيها بقوله المذكور، والله أعلم.
.
شيخنا الفاضل وفقه الله ونفع به
تخريجكم لكلام الدكتور الفاضل جميل لكني لأظنه يقصد ذلك؛ إذ كثير من الناس أيضا قد لا يشعر بالقمر ألبته ولو كان الخسوف كليا، وتعبيره أيضا بـ (متابعته) يؤكد ذلك إذ نفى صعوبة المتابعة.
ولا أدري هل كان النقص في بلدنا كما هو في بلدكم أم لا، لكني حين قلت: إنه لا يتصور أن لا يشعر به من رأى القمر تلك الليلة؛ لأن النقص لم يكن عاديا
(كان القمر حينها كخبزة صغيرة نهس منها رجل نهسة بمل فيه:)
بارك الله فيكم وسددكم.
¥