تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكانت هذه اللجنة مؤلفة من الدكتور عبدالرحمن الصابوني، الدكتور احمد مراد، الدكتور محمد فوزي فيض اللّه، الدكتور محمد اديب صالح، الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي. وقد قامت هذه اللجنة في مراحل العمل الاولى بتعجيم كتاب المحلى، وقد تمت فهرسته وطبع في مجلدين عام 1385 ه 1966 م. ومن الاعمال التحضيرية للجنة دمشق «دليل الالفاظ والمصطلحات الفقهية»، وهو من ضرورات العمل الموسوعي للتسهيل على الباحثين الاهتداء الى مواطن المصطلحات ومظانها، صدر من هذا الدليل الجزء الاول عام 1391ه 1971م، وبلغت مصطلحاته 1179 مصطلحا اولها (آبق) وآخرها (يهودي).

وقفة قصيرة مع الموسوعة:

(1) - لا شك في ان موسوعة الفقه الاسلامي اول تجربة ظهرت في العالم الاسلامي، بهدف التعريف بهذا العلم واخراجه عن دوائره الخاصة ليكون في متناول الاوساط العلمية والحقوقية في العالم اجمع. ومما لا يعلوه غبار الريب فان هذه التجربة قد آتت ثمارها ورفدت التجارب التي تلتها واكسبتها خبرة اكثر جعلتها تعالج وتتفادى بعض الامور التي لازمت عمل الموسوعة. وانا اذ نتابع القراءة بشكل سريع لبعض بحوثها نذكر طرفا من الملاحظات التي يمكن تسجيلها على عمل الموسوعة:

1 - اعتمدت الموسوعة كما تقدم اسلوب النقل الحرفي من مصادر الفقة لدى المذاهب الاسلامية مقتصرة في ذلك على البعض منها، وهذا يعني انها تعكس بالضرورة وجهة نظر صاحب المصدر الذي تنقل منه وتوضح اجتهاده الخاص، وحينئذ فلا يمكن تعميم ذلك ونسبته الى المذهب بشكل عام. ولا اقل من صحة هذا الادعاء وجلائه في دائرة الفقه الامامي باعتبار انفتاح باب الاجتهاد فيه وتعدد الاراء في القضية الواحدة في كثير من القضايا ان لم يكن هو الاكثر، وعليه فما ينقل مثلا من الروضة او المختصر النافع او غيرهما من مصادر الفقه الامامي لا يمثل الراي السائد لدى المذهب بقدر ما يمثل راي صاحبه واجتهاده.

واما باقي المذاهب الاسلامية فهي وان كانت لا تعتمد الا فقه ائمتها وهم محصورون عددا وفتوى، الا ان ذلك لا يعني اتحاد المنقول عنهم اثباتا بشكل مطرد او عدم وجود التعدد في فتاواهم حسب تبدل آرائهم ثبوتا.

وظاهر الموسوعة التنبيه على ذلك في الموارد اللازمة خصوصا في مثل آراء الامام الشافعي في مذهبه القديم والجديد وابي حنيفة باعتبار اختلاف كتب المذهب الحنفي في النقل عن امامهم، الا ان اثبات هذا كمنهج عام في الموسوعة بحاجة الى تتبع وفحص اوسع.

2 - ان ما يجسد افكار الموسوعة وبحوثها بحسب الغالب هو النص الحرفي لكتب الفقه، الامر الذي يمكن القول معه بعدم تغلب الموسوعة على مشكلة الصياغة والتعبير بشكل كامل مما يحجم دائرة المخاطب بها ويحصره بمن الف لغة الفقه من مصادره الاصلية. وهذا لا يعني بالطبع عدم وجود صياغات خاصة تستقل بها الموسوعة في بيان مقاصدها الا انه غير كثير في قبال ما ذكر.

3 - نرى ضعفا واضحا في بعض بحوث الموسوعة من حيث التقسيم الفني لمادة البحث واخضاعها للعناوين الكلية احيانا او الفرعية في احيان كثيرة. الامر الذي قد يؤدي لارباك البحث على القارى ء بسبب تداخل شقوق المسالة وتعدد الفرضيات فيها وما يستتبع ذلك من احكام كل واحدة منها. وكنموذج لذلك ما نلاحظه في بحث (آنية) حيث نرى سردا مسترسلا يمزج بين اقسامها وانحاء استعمالها واقتنائها ونقلها واحكام ذلك، ولو اضفنا لذلك تكرار المسالة وفروعها ثماني مرات بعدد المذاهب الفقهية المستعرضة فان الصورة تكون اكثر تشويشا وابهاما مما يعوز القارى ء الى استئناف عملية ذهنية او خارجية لترتيب المادة ووضع الفواصل والحدود بينها، ولعل شطرا من هذه المشكلة يرجع الى اعتماد الموسوعة اسلوب تكرار الفرضية حسب المذاهب دون اسلوب عرض الاتجاهات الذي استفادت منه الموسوعة الكويتية وتفادت به ذلك فان الالتزام بهذا الاسلوب التكراري لا يسمح للمادة ان تاخذ حظها الطبيعي من التقسيم والتوزيع الفنيين في الموسوعة، وينتج تضخما في عدد صفحاتها واجزائها بما يخرجها عن حد الاعتدال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير