18. عبارتك الأولى تدل على أن المخالف لك يقول أن القول يصح إذا كان لقائله سابق، كما تقول أنت أن القول يصح إذا كان له دليل.
19. وهذا الذي نسبته لمخالفك لا يقول به عاقل، أن مجرد وجود سابق للقائل يعني صحة قوله.
20. أما عبارتك الثانية فتدل على أن المخالف لك يقول أننا إذا أردنا إبطال قولٍ فليس له من مبطلٍ إلا عدم تقدم سابق لقائله فيه.
21. وليس مخالفك يقول ما قلته عنه لا في الأولى ولا الثانية!
22. فهو يقول في معيار صحة القول شيئان الأول: أن يكون له برهان والثاني أن لا يخالف صريح القرآن ولا صريح السنة ولا بديهة العقل ولا الحس ولا الإجماع
23. وأنت تخالفه فتسقط الإجماع فقط مستدلاً بالآية التي فيها إثبات الشرط الأول فقط وليس فيها نفي الشرط الثاني ولا بعضه فليس فيها نفي اشتراط عدم مخالفة صريح الكتاب والسنة وبديهة العقل ولا الإجماع
24. ومخالفك يقول في معيار البطلان أنه أشياء منها عدم البرهان ومخالفة الكتاب والسنة وبديهة العقل والإجماع.
25. ومن قرأ عبارتيك وختلافهما جزم بعدم تحريرك لرأي المخالف دون أن يقرأ رأيه.
26. فإذا كان مذهب المخالف ليس واضحاً عندك فكيف الشأن بأدلته؟
27. فهنا أحب أن أسأل هل قرأت أدلة مخالفيك من كتبهم، أم اكتفيت بكتب مذهبك؟
28. وهل تظن أن كتب مذهبك ستعرض آراء المخالفين كما سيعرضونها هم؟
29. بل أسألك بالتحديد ماهي الكتب التي قرأت منها مبحث الإجماع؟
30. وتذكر قولك لي: (أرى و الله أعلم أنك لم تقرأ الردود كاملة)
31. أرجو الإجابة على السؤال فالغرض منه معرفة استيفاء شروط اجتهادك في المسألة لمواصلة النقاش وليس التنقص.
16= و هل عرفت أنت مذهب مخالفي؟ (ابتسامة)
أنت لم تعرف مخالفي أصلا لأني لم أصرح به، فإن كنت لم تعرف مخالفي فكيف تظن أنك عرفت مذهبه؟
18= يجب أن تفرق بين (ما يدل عليه كلامي) و (ما فهمته أنت من كلامي) و (و ما قصدته أنا من كلامي)، فالمتلقي يتبين قصد القائل بالفهم الصحيح لدلالة القول وفق مقتضى كلام العرب إن كان القائل قد أصاب في التعبير، فإن أخطأ القائل في التعبير أو أخطأ المتلقي في الفهم فإن القصد لن يصل إلى المتلقي.
عبارتي (قال تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، فدل ذلك أن كل قول بدون برهان هو قول مردود، و أن معيار الحكم على صحة القول يكون باستناده إلى الدليل. و ليس بأن يسبق إليه أحد.)
العبارة لا تدل على أن المخالف لي يقول أن القول يصح إذا كان لقائله سابق كما فهمت، فالإشكال عندك وقع لأنك فهمت أن قولي (الحكم على صحة القول) يعني (الحكم بصحة القول) فالحكم بصحة القول يعني القضاء بصحته، و لكن الحكم على صحة القول يعني وضع هذه الصحة في الميزان لتقرير إن كان لها وجه أم لا. و مخالفي يحكم على صحة القول بالبطلان لعدم وجود سابق للقول. فيجعل مسالة العلم بوجود سابق من عدمها معيارا مستقلا للحكم بإبطال القول أو القضاء بصحته أو ترجيحه. لأنه يفهم بفهم غيره. و القول عنده لا يحتمل الصحة إلا إذا علم سابقا له.
فتحرير مذهب مخالفي لم يكن فيه خطأ
و هناك المشكلة أخرى و هي أنك لم تعرف من مخالفي .. فهو ليس من تظنهم.
20= عبارتي (إنما أنكرت أن يتجاوز المعترض عن البرهان و النظر فيه و يجعل دليل إبطال القول هو أنه لم يسبق إليه أحد) لا تدل على أن المخالف لي يقول أننا إذا أردنا إبطال قولٍ فليس له من مبطلٍ إلا عدم تقدم سابق لقائله فيه حسب فهمك، فالعبارة ليس فيها أي دلالة على الحصر لدليل الإبطال فيما ذكرت، فكيف فهمت الحصر؟ فمخالفي يجعل عدم علمه بسابق للقول دليلا لإبطال القول عندما يعجز عن رد القول بالبرهان.
21= نعم لا يقول ذلك، و أنا لم أنسب له ذلك، و إنما أنت أخطأت في فهم كلامي كما سبق بيانه.
22= هل تعلم أحدا سبقك إلى هذا القول (ابتسامة)
هل تعلم أحدا قال مثل ما تنسبه إلى مخالفي من أن البرهان الذي نحكم به على صحة القول في الدين شئ آخر غير الكتاب و السنة و ما يدلان عليه من مفهوم الإجماع، أو قياس من عدمه أو غير ذلك
عموما قد سبق البيان في البند 11= أن البرهان المثبت لأحكام الدين لا يخرج عن النص و دلالاته.
23= أنا لم أسقط الإجماع، و لكن أبطلت مفهوم مخالفي للإجماع، فقد ثبت عندي يقينا أن الإجماع لا يخرج عن إجماع الصحابة، و للعلم فهذا ما يقوله كل من اتفق معي على إبطال القياس.
24= مخالفي ليس من تظنهم .. مخالفي مذهب جديد يروج له الشيخ أبو مالك العوضي و بعض الأخوة في هذا المنتدى، نأتيهم بالدليل من النص على ما نقوله فيقولون لنا قولكم باطل بدليل أنه لم يسبقكم إليه أحد، و كفى بذلك دليلا للإبطال، نطالبهم بتفنيد دليل أقوالنا وبيان بطلانه، فيُعرضون (!!) و يظنون أن قولنا هذا خروج عن الإجماع، و هذا مدار الخلاف، هم يحسبون الجهل بالمخالف إجماعا و نحن ننكر ذلك. و يحسبون خلاف الأقول في المسالة الواحدة إجماعا و نحن ننكر ذلك.
26= أعتقد أن كل شئ قد وضح بعد ما تقدم.
27= اطلعت على حجج من خالفي، و علمت بطلانها، فتيقنت من صحة ما ذهبت إليه.و يمكنك أن تأتي بها واحدة تلو الأخرى لنبحثها معا.
28= لا، فالخصم قد لا يفهم مذهب مخالفه جيدا، أو يفتري عليه أحيانا، و لذا لا أعرف قول كل فريق إلا من كتبه، و هذا منهجي مع الفرق الضالة أيضا أعرفهم من كتبهم لا مما يكتبه مخالفوهم.
29= ليست العبرة بكثرة بالقراءة، فكم من قارئ لا يفهم، أو يُخطئ الفهم، و لا أستطيع أن أقول لك قرأت كذا و كذا، لأني وجدت من خبرتي في متابعة الحوارات في المنتديات أن الأسئلة المتعلقة بذات المحاور لا تأتي بخير .. و إجابة السؤال لن تؤثر على سير النقاش. فلو كان صاحب القول جاهلا فيما يتحدث فيه،فما أيسر إبطال قوله. و ينتهي الأمر سريعا.
و لذا أرجو إعفائي من إجابة سؤالك، مع تقديري له و لكل ما كتبته.
و بارك الله فيكم.
¥