يقاس على ما كان عليه من البساطة والظنية والتعديل في الماضي زمن أسلافنا -رحمهم الله-؟!
والله أعلم).
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 10 - 06, 06:12 ص]ـ
.. مما لا شك فيه عندي أن قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمنا الله وإياه: (( ... فهو مخطئ في العقل وعلم الحساب، فإن العلماء بالهيئة يعرفون أن الرؤية لا تنضبط بأمر حسابي .. )) مجموع الفتاوى 25/ 207 لاشك أن هذا القول هو عين الصواب في هذه المسألة ...
قول شيخ الإسلام هذا على وجاهته وقوته ... إلا أن في زماننا هذا قد ضعف لأن القوم أحدثوا تقدما نوعيا في هذه المسألة تحديدا (إمكانية الرؤية) وإن كانوا لا يدعون أنهم وصلوا فيها إلى يقين مطرد في بعض الشهور من السنة ... وقد أدخلوا في حساباتهم أمورا واعتبارات متعددة تساعد على الوصول إلى القطع في نتائجهم و أحكامهم على مسألة الرؤية الأولى ...
وفوق هذا فقول شيخ الإسلام معترض جزئيا بقوله بعد هذا الكلام المنقول عنه آنفًا: ( ... فَنَقُولُ الْحَاسِبُ غَايَةُ مَا يُمْكِنُهُ إذَا صَحَّ حِسَابُهُ أَنْ يَعْرِفَ مَثَلًا أَنَّ الْقُرْصَيْنِ اجْتَمَعَا فِي السَّاعَةِ الْفُلَانِيَّةِ وَأَنَّهُ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ يَكُونُ قَدْ فَارَقَهَا الْقَمَرُ إمَّا بِعَشْرِ دَرَجَاتٍ مَثَلًا أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ. وَالدَّرَجَةُ هِيَ جُزْءٌ مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا مِنْ الْفَلَكِ. فَإِنَّهُمْ قَسَّمُوهُ اثْنَيْ عَشَرَ قِسْمًا سَمَّوْهَا " الدَّاخِلَ ": كُلُّ بُرْجٍ اثْنَا عَشَرَ دَرَجَةً وَهَذَا غَايَةُ مَعْرِفَتِهِ وَهِيَ بِتَحْدِيدِكُمْ بَيْنَهُمَا مِنْ الْبُعْدِ فِي وَقْتٍ مُعَيَّنٍ فِي مَكَانٍ مُعَيَّنٍ. هَذَا الَّذِي يَضْبُطُهُ بِالْحِسَابِ. أَمَّا كَوْنُهُ يُرَى أَوْ لَا يُرَى فَهَذَا أَمْرٌ حِسِّيٌّ طَبِيعِيٌّ لَيْسَ هُوَ أَمْرًا حِسَابِيًّا رِيَاضِيًّا. وَإِنَّمَا غَايَتُهُ أَنْ يَقُولَ: اسْتَقْرَأْنَا أَنَّهُ إذَا كَانَ عَلَى كَذَا وَكَذَا دَرَجَةً يُرَى قَطْعًا أَوْ لَا يُرَى قَطْعًا. فَهَذَا جَهْلٌ وَغَلَطٌ ; فَإِنَّ هَذَا لَا يَجْرِي عَلَى قَانُونٍ وَاحِدٍ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ. بَلْ إذَا كَانَ بُعْدُهُ مَثَلًا عِشْرِينَ دَرَجَةً فَهَذَا يُرَى مَا لَمْ يَحُلْ حَائِلٌ وَإِذَا كَانَ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ فَهَذَا لَا يُرَى وَأَمَّا مَا حَوْلَ الْعَشْرَةِ فَالْأَمْرُ فِيهِ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ أَسْبابِ الرُّؤْيَةِ مِنْ وُجُوهٍ ... ).
ثم ذكر - رحمه الله - بعض ما يجعله علماء الفلك من أولياتهم ويزيدون عليه ما شاء الله من معايير لمعرفة الرؤية الأولى ومتى تتم.
المهم لاحظ هنا قول شيخ الإسلام: ( ... بَلْ إذَا كَانَ بُعْدُهُ مَثَلًا عِشْرِينَ دَرَجَةً فَهَذَا يُرَى مَا لَمْ يَحُلْ حَائِلٌ وَإِذَا كَانَ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ فَهَذَا لَا يُرَى ... ) فكيف توصل شيخ الإسلام إلى الجزم بذلك مع ما تقدم من قوله: إن ذلك لا ينضبط ... ؟ ثم انظر ما يفيده قوله هذا من حصول اليقين عنده بقوة الحسابات وسلامتها ... الخ ما يمكن أن يخرج به المتأمل لقوله - رحمه الله - ... ولا يفوتني هنا أن أذكر بأمر أشار إليه شيخ الإسلام ... وأريد من طلبة العلم أن يتحققوا منه ... وهو قوله قبل الكلام المتقدم مباشرة: ( ... وَكَذَلِكَ الْقَمَرُ لَا يَخْسِفُ إلَّا فِي لَيَالِي الْإِبْدَارِ عَلَى مُحَاذَاةٍ مَضْبُوطَةٍ لِتَحَوُّلِ الْأَرْضِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّمْسِ فَمَعْرِفَةُ الْكُسُوفِ وَالْخُسُوفِ لِمَنْ صَحَّ حِسَابُهُ مِثْلُ مَعْرِفَةِ كُلِّ أَحَدٍ أَنَّ لَيْلَةَ الْحَادِيَ وَالثَّلَاثِينَ مِنْ الشَّهْرِ لَا بُدَّ أَنْ يَطْلُعَ الْهِلَالُ وَإِنَّمَا يَقَعُ الشَّكُّ لَيْلَةَ الثَّلَاثِينَ). و رؤية الهلال ليلة الواحد والثلاثين يدعي بعض المهتمين بعلم الفلك إجماع الفلكيين عليها ... فليحقق هذا إخواننا ليلة الإثنين القادم وليترآوا الهلال لعلهم يوافقوا قول شيخ الإسلام هنا ... فالفلكيون يدعون استحالة رؤيته في ديار الإسلام ... بل لا أكون مبالغا إذا قلت: فليحققوه في مصر والحجاز وما حولها ليلة الثلاثاء ... وما أظنهم فاعلين إلا القلة القليلة منهم ممن لهم اعتناء بأمر الأهلة ومعرفة منازلها ... مع أن الهلال ليلة الثلاثاء يمكث في أفقهم أكثر من ثلاثين دقيقة ... والميه تكذب الغطاس ... والله الموفق لا إله غيره ولا رب سواه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 10 - 06, 07:53 ص]ـ
هاهنا مسألتان لا أدري إن كان بعضُ الإخوة بخلط بينهما أو إن الخطأ في فهمي أنا؟
المسألة الأولى: أن يثبت الحساب الفلكي أن الرؤية ممكنة، ولكن لا يراها أحد من الناس؛ ففي هذه المسألة لا أظن منصفا يقول: إن العمل بالحساب لا بالرؤية.
المسألة الثانية: أن يثبت الحساب الفلكي أن الرؤية مستحيلة، ولكن يذكر بعض الناس أنه رأى الهلال، فحينئذ إن قلنا بقطعية الحساب الفلكي فلا يمكننا أن نقول بثبوت دخول الشهر حينئذ؛ بل غاية ما في ذلك أن الرائي أخطأ، والظني لا يساوي القطعي فضلا عن أن يقدم عليه.
وعلى هذا الوجه الثاني يتنزل كلام شيخنا الكريم (الفهم الصحيح) لا على الأول.
هل فهمي صحيح شيخنا الكريم (الفهم الصحيح)؟
¥