تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

17 حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال أخبرني عبد الله بن عبد الله بن جبر قال سمعت أنسا عن النبي صلى الله عليه وسلم:"قال آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار"

18 حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان شهد بدرا وهو أحد النقباء ليلة العقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه:"بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفي منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه فبايعناه على ذلك"

ترجمة رواة الحديث:

-أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي الباهلي

-شعبة: هو أبو بسطام، شعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي الواسطي

-عبد الله بن عبد الله بن جبر: هو عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك الأنصاري

-أنس: هوالصحابي: أبو حمزة، أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصاري المدني

-أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البهراني

-شعيب: هو أبو بشر، شعيب بن أبي حمزة دينار الأموي

-الزهري: هو أبو بكر، محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري

-أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله: هو عائذ الله بن عبد الله الخولاني

-عبادة بن الصامت: هو الصحابي: أبو الوليد، عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري

موضوع الحديث:

حب الأنصار من الإيمان

غريب الحديث:

-آية الإيمان: علامة الإيمان

-الأنصار: أي أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد الأوس والخزرج وكانوا قبل ذلك يعرفون ببني قيلة بقاف مفتوحة وياء تحتانية ساكنة وهي الأم التي تجمع القبيلتين فسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار فصار ذلك علما عليهم وأطلق أيضا على أولادهم وحلفائهم ومواليهم

-العِصابة: الجماعة من العشرة إلى الأربعين

-المبايعة: عبارة عن المعاهدة سميت بذلك تشبيها بالمعاوضة المالية كما في قوله تعالى:"ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة"

- البهتان: الكذب

من فوائد الحديث:

-علامة الإيمان حب الأنصار، وعلامة النفاق بغضهم

-قال ابن حجر: لما ذكر في الحديث السابق أنه "لا يحبه إلا الله" عقبه بما يشير إليه من أن حب الأنصار كذلك لأن محبة من يحبهم من حيث هذا الوصف وهو النصرة إنما هو لله تعالى فهم وإن دخلوا في عموم قوله لا يحبه إلا لله لكن التنصيص بالتخصيص دليل العناية

-خص الأنصار بهذه المنقبة العظمى لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه والقيام بأمرهم ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم وإيثارهم إياهم في كثير من الأمور على أنفسهم فكان صنيعهم لذلك موجبا لمعاداتهم جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم والعداوة تجر البغض ثم كان ما اختصوا به مما ذكر موجبا للحسد والحسد يجر البغض فلهذا جاء التحذير من بغضهم والترغيب في حبهم حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق تنويها بعظيم فضلهم وتنبيها على كريم فعلهم وأن كان من شاركهم في معنى ذلك مشاركا لهم في الفضل المذكور كل بقسطه

-في الحديث الثاني إشارة إلى ابتداء السبب في تلقيبهم بالأنصار لأن أول ذلك كان ليلة العقبة لما توافقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم عند عقبة مني في الموسم

-عبادة بن الصامت شهد بدرا يعني حضر الوقعة المشهوره الكائنة بالمكان المعروف ببدر وهي أول وقعة قاتل النبي صلى الله عليه وسلم فيها المشركين، وهو أحد النقباء

-أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بمبايعته على أن:

1) لا يشركوا بالله شيئا

2) ولا يسرقوا

3) ولا يزنوا

4) ولا يقتلوا أولادهم

5) ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم

6) ولا يعصوا في معروف

-ثم قال عليه الصلاة والسلام:

1) فمن وفي منكم فأجره على الله: أي من ثبت على العهد فأجره الله أطلق هذا على سبيل التفخيم

2) ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له: قال بن التين يريد به القطع في السرقة والجلد أو الرجم في الزنى، ويستفاد منه أن إقامة الحد كفارة للذنب ولو لم يتب المحدود وهو قول الجمهور

3) ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه، قال المازني فيه رد على الخوارج الذين يكفرون بالذنوب ورد على المعتزلة الذين يوجبون تعذيب الفاسق إذا مات بلا توبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه تحت المشيئة ولم يقل لا بد أن يعذبه وقال الطيبي فيه إشارة إلى الكف عن الشهادة بالنار على أحد أو بالجنة لأحد إلا من ورد النص فيه بعين

-الحكمة في التنصيص على كثير من المنهيات دون المأمورات أن الكف أيسر من إن شاء الفعل لأن اجتناب المفاسد مقدم على اجتلاب المصالح والتخلي عن الرذائل قبل التحلى بالفضائل

-هذه البيعة صدرت بعد فتح مكة وشهدها عبد الله بن عمرو وكان إسلامه بعد الهجرة بمدة طويله ومثل ذلك ما رواه الطبراني من حديث جرير قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم -ذهب الجمهور إلى أن من تاب لا يبقى عليه مؤاخذة ومع ذلك فلا يأمن مكر الله لأنه لا اطلاع له هل قبلت توبته

وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير