تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إلى أخي الحاج]

ـ[أبوعبدالله عمر صبحي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 07:44 م]ـ

[إلى أخي الحاج]

ملاحظة: هذه الرسالة كنت قد كتبتها سابقا في حج عام 1422 هـ وشاركت فيها في غير ما موقع من المواقع تحت اسم: (إليك أخي الحاج)، ثم تأملت فوجدت أنَّ (إليك) عند أهل اللغة من أسماء الأفعال، وهو اسم فعل أمر بمعنى: تَنَحَّ وابتعد، فرأيت أن الصواب تغيير الاسم وجعلتها بهذا العنوان: (إلى أخي الحاج)، مع زيادات في الرسالة والتنبيه على مسائل لم أنبه عليها سابقاً

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا إلى يوم القيامة، أما بعد:

أخي الحاج: الحمد لله الذي منَّ الله عليك بالعزيمة على حجِّ هذا العام، ووفقك لقصد بيته الحرام، لتكون هذه الفريضة بداية لحياة جديدة مليئة بالطاعة والتوبة، ولتكون هذه الفريضة مُنَقِّيةً من الخطايا والذنوب، وموسِّعَة في عطاء الله لك؛ في الدنيا بالخير الكثير والمال المبارك، وفي الآخرة بجنات النعيم، روى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي العمل أفضل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال حج مبرور وروى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حج لله عز وجل فلم يرفث ولم يفسق رجع كيومَ ولدته أمه ورويا من حديثه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وروى مسلم في صحيحه من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه في قصة إسلامه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "أما علمت أن الإسلام يهدِم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدِم ما كان قبلها، وأن الحجَّ يهدِم ما كان قبله وروى الترمذي بإسناد صحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الذنوب والفقر، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور ثوابٌ إلا الجنة".

والأحاديث في فضل الحج كثيرة عظيمة القدر، لما للحج من أثر بالغ في تغيير حياة المسلم وفي هدايته واستقامته، والمتأمل للهدي النبوي في الحج يجد اعتناء الإسلام بإبرار الحج، وأن الحج الذي تؤتى ثماره هو الحج المبرور.

واعلم أخي الحاج: أن إبرار الحج يكون بأمور كثيرة، منها:

(1) الإخلاص لله في حجك البيت الحرام، ولذا قال صلى الله عليه وسلم:" من حج لله عز وجل وقال سبحانه: ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)).

(2) اجتناب ما حرمه الله تعالى من الشرك الذي هو أعظم الموبقات، فروى الشيخان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الذنب أعظم عند الله تعالى قال: " أن تجعل لله نِدّا ًوهو خلقك "، وإن للشرك ووسائله مظاهرَ متعددة يراها المسلم في أعمال بعض الناس في موسم الحج كالاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم عند قبره ومناداته وقصده في قضاء الحاجات وهذا من أقبح الشرك وأشأمه، ثم الصلاة إلى القبور، وتقصد أداء بعض العبادات عند القبر من أذكار وتنفل وتصدّق واعتقاد الفضل في ذلك، وكذا ما يُفعل حول الكعبة من تعظيم لأمور لم يأذن بها الله، والتمسح بكل شيء اعتقادا من الناس أنه يجلب البركة والنعمة كل هذا من وسائل الشرك ولا زال العلماء يحذرون منه ويزجرون عنه، وإنما شُرِعَ مسحُ أشياء مخصوصة معدودة كالحجر الأسود والركن اليماني عبادة لله وتوحيدا له وانقيادا لأمره سبحانه، ولم يُشْرَع مسحُ غيرهما في مكة أو المدينة ولا في أيِّ بقعة من الأرض، وإنما تلتمس البركة منه سبحانه باتباع أمره وتصديق خبره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير