تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما هي أسباب انتشار مظاهر الاحتفال بأعياد الكفّار والمشركين؟

ـ[يوسف الجزائري]ــــــــ[08 - 12 - 07, 11:44 م]ـ

ما هي أسباب انتشار مظاهر الاحتفال بأعياد الكفّار والمشركين؟

بقلم: فضيلة الشيخ أبي جابر عبد الحليم توميات-حفظه الله-

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعلى كلّ من اتبع سبيله واستنّ بسنّته واهتدى بهداه، أمّا بعد:

لك أن تتساءل - أخي الكريم - عن أسباب انتشار هذه المظاهر في بلادنا؟ .. وما سبب ضياع شخصيّتنا؟ وما سبب ذهاب نور معالمنا ومبادئنا ومناهجنا؟ ..

ألا فاعلم أنّ هناك أسبابا كثيرة، وإنّنا نذكر منها ثمانية:

1 - السبب الأول: جهل المسلمين بفضل الإسلام:

فكثير من النّاس نسُوا فضل هذه الأمّة: خير الأمم وأكرمها على الله عزّ وجلّ، قال الله تعالى: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)) [آل عمران: من الآية110].

وأكّد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذلك، فقد روى التّرمذي وابن ماجة والبيهقيّ بسند حسن عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمروٍ وأَبي هُريْرَة رضي الله عنهماأَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: «إِنَّكُمْ تَتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ».

ويظهر هذا الإكرام-كما قال المناوي رحمه الله- في أعمالهم وأخلاقهم وتوحيدهم ومنازلهم في الجنّة ومقامهم في الموقف وغير ذلك.

فممّا فضّلوا به قوّة الفهم، ودقّة النّظر، وحسن الاستنباط، فإنّهم أوتوا من ذلك ما لم ينله أحد ممّن قبلهم، ألا ترى إلى بني إسرائيل كم عاينوا من الآيات الملجئة إلى العلم بالله الحكيم، وتصديق الكليم، كانفجار البحر، ونتق الجبل وغير ذلك، ثمّ اتّخذوا العجل، وقالوا: ((لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً)) [البقرة 55].

فعجباً لأمّة هي خير الأمم، وأكرم الأمم، يريد بعض أفرادها أن ينعقوا وراء عبّاد العجل.

- ومن خصائص هذه الأمة: أنّها أقلّ عملاً وأكثر أجراً: وهذا من فضل الله تعالى بأن جعل الطّاعات الّتي تقوم بها لله تعالى قصيرة وليست فيها مشقّة، وهذا يوضّحه ما رواه البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: «مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ: كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتْ الْيَهُودُ. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتْ النَّصَارَى. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ؟ فَأَنْتُمْ هُمْ. فَغَضِبَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالُوا: مَا لَنَا أَكْثَرَ عَمَلًا وَأَقَلَّ عَطَاءً؟! قَالَ: هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ».

وتأمّل- أخي- ما شرعه الله لك من أنواع العبادات، وأنواع القربات تلمس هذا الفضل لمس اليد:

فمن قرأ حرفا من كتاب الله كان له به حسنة ..

ومن قال كذا له كعدل رقبة ..

ومن قال كذا غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ..

وتأمّل ليلة القدر: العمل فيها أفضل من عبادة ألف شهر في سواها ...

وهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثه الله على رأس أربعين سنة من عمره، وقبضه وهو ابن ثلاث وستّين على المشهور، وقد برز في هذه المدة الّتي هي ثلاث وعشرون سنة من العلوم النّافعة والأعمال الصّالحة ما لم يبرز على أيدي سائر الأنبياء قبله، حتّى نوح عليه السّلام الّذي لبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً، يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ويعمل بطاعة الله ليلاً ونهاراً، صباحاً ومساءً، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء أجمعين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير