تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومما حرمه الله البدع؛ فعليك أيها الحاج أن ترفض البدع في حجتك حتى تكون صحيحة بارة مقبولة عند الله، فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان موافقا لشرعه الكريم، ولذا قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه، فهو رد" أي مردود على صاحبه، وأعظم وسيلةً لنبذ البدع وتركها في الحج أن تتبع هدي نبيك صلى الله عليه وسلم وتتابعه في أفعاله وسننه فتملأ عليك قلبك وجوارحك وتصدك عن البدع صغيرها وكبيرها، وستمر بنا بعض البدع التي يقع فيها الحجاج إما جهلا، وإما استحسانا منهم لأمور بعقولهم، والمعصوم من عصمه الله، ولا هادي غيره سبحانه وتعالى.

وإن مما حرمه الله تعالى المعاصي صغيرها و كبيرها، فإن المعصية مقت ومحق على الإنسان تذهب بركة العمل، فكيف بمن عصى الله في الحج، وتهاون في طاعته، والله يقول: ((الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج))، فاحذر أخي الحاج من المعاصي كلها، وعاهد الله قبل ذهابك إلى الحج على التوبة الصادقة وأن تجتنب المعاصي، وأن تندم على فعلها، ومن أكثر المعاصي تفشياً تهاون الحجاج في صلاتهم فمن مضيعٍ لوقتها ومن مخلٍ بأركانها وشروطها ومن متلبِّسٍ بمبطلاتها ومن تارك لخشوعها وواجباتها فضلاً عن آدابها، وكذا عدم غض البصر عما حرَّم الله، وكثرة اختلاط الرجال بالنساء، والنساء بالرجال من غير مبالاة وفي غير حاجة ومن غير اعتناء النساء بالحجاب الشرعي، وكذا استمرار الحجاج على التدخين وهو بلية من البلايا وكان الأجدر بالحاج أن يستغل هذ الموسم العظيم للتخلص من من هذه السموم.

وكذا على الحاج أن يجتنب ما حرمه الله تعالى عليه تحريما خاصا وهو محرم وهو ما يُعرف عند العلماء بـ (محظورات الإحرام) - وسيأتي ذكرها -، فعليه ألا يتهاون بهذه المحظورات ولا يظن أن دفع الفدية مسوغ للوقوع فيها والتلبس بها، بل هذا من التهاون الذي لا يرضاه الله من عباده الطائعين التائبين المخبتين إليه.

(3) وإن من الأمور التي يحصل بها إبرار الحج تقوى الله والعمل الصالح قال سبحانه: ((وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل فقيل له: وما برُّ الحج؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((إطعام الطعام وطيب الكلام)) وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب، ومن أجل القربات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس مناسك الحج.

(4) وإن من أجل ما يحصل به الحج المبرور متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وأداء مناسك الحج والعمرة كما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم تحقيقا لوصيته الجليلة عندما قال: ((لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه))، وبمتابعته صلى الله عليه وسلم تحصل بركة الحج، وتنشرح نفس المؤمن، وتحل الطمأنينة في قلبه، لأنه في كل عمل من أعماله يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم اقتداؤه بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يجعله في مأمن من اقتراف محظورات الحج ومن التفريط في واجبات الحج، ولذا كان من الضروري أن نستحضر وأن نتذكر هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في حجته وعمره حتى نؤدي مناسك الحج على بصيرة وعلم.

أخي الحاج: إن من الملاحظ أن كثيرا من الحملات تبدأ رحلتها للحج بالذهاب إلى المدينة النبوية شرفها الله لقضاء أيام للتعبد بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يدفعنا إلى تذكر بعض الأمور التي تعين الحاج على الطاعة الصحيحة في المدينة النبوية، فمنها:

* أن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرع وسنَّ شد الرحال إلى المساجد الثلاثة فقال: ((لا تُشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)) متفق عليه من حديث أبي هريرة وأبي سعيد، وحث على الصلاة في مسجده وبيَّن أن الصلاة في مسجده تعدِلُ ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، فليغتنم المسلم فرصة وجوده في المسجد النبوي فيكثر من الصلاة فيه فرضا وتطوعا ولايشتغل بأمور ثانوية عن التعبد في المسجد النبوي وليحرص كل الحرص على صلاة الجماعة وعلى حلق العلم التي تبصِّرُ المسلمين بأمور دينهم من العقيدة الصحيحة وأحاكم الشريعة كتعليم مناسك الحج وغيرها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير