تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[السبائك الذهبية]

ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[30 - 12 - 07, 02:48 ص]ـ

[السبائك الذهبية]

في

سلسلة البحوث الحديثية والفقهية والعقدية

سبق وقد نشرت في هذا الموقع المبارك عدة بحوث لي عسى الله أن ينفعني بها ومن طالعها

حكم صيام الدهر

تأليف

أبي العباس بلال بن عبد الغني بن أبي هلال السالمي الأثري

غفر الله له

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن مُحمَّدًا عبده ورسوله.

) يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ ([آل عمران: 102].

) يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ([النساء:1].

) يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ([الأحزاب:70 - 71].

أما بعد:

فهذا بحث طيب نافع إن شاء الله استللته من كتابي (عنوان السعادة في الحرص على العبادة)، وضممته إلى هذه السلسلة المباركة، ليعم النفع.

واللهَ أسألُ أن يجعله في موازين حسناتي، وأن يلبسه وسائر عملي حُلل القبول، وهو حسبي ونعم الوكيل.

والحمد لله رب العالمين

وصلِّ اللهم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

وكتب:

أبو العباس بلال بن عبد الغني بن أبي هلال السالمي الأثري

عفا الله عنه

حكم صيام الدهر

اختلفت أقوال أهل العلم في مسالة صيام الدهر إلى أربعة أقوال:

الأول: الاستحباب بشرط ألَّا يُصام الأيام التي نهي عنها كالعيدين، وأيام التشريق، وهو قول ابن المنذر، والجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة.

الثاني: الكراهة مطلقاً، وهو قول إسحاق، وأهل الظاهر، والأحناف، وبعض المالكية كابن العربي، وهو رواية عن أحمد، واختارها بعض الحنابلة كابن قدامة، وابن القيم.

الثالث: الجواز، وهو اختيار ابن المنذر وطائفة.

الرابع: التحريم، وهو قول ابن خزيمة، وابن حزم الظاهري، ورجحه الصنعاني.

القول الأول

وهو: الاستحباب؛ بشرط ألَّا يُصام الأيام التي نهي عنها كالعيدين، وأيام التشريق، وهو قول ابن المنذر، والجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة.

أولاً: أدلتهم: وهي على نوعين: مرفوع وموقوف.

النوع الأول: المرفوع للنبي e، ووجه الاستدلال منه:

1 - عن عائشة رضي الله عنها: ((أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله e فقال: يا رسول الله إني رجل أسرد الصوم، أفأصوم في السفر؟ قال: ((صم إن شئت، وأفطر إن شئت)) رواه البخاري [2/ 1840، 1841]، ومسلم [2/ 1121].

ووجه استدلالهم منه: هو عدم إنكار النبي e على حمزة الأسلمي قوله: ((إني رجل أسرد الصوم))، فلو كان لا يجوز لنهاه النبي e، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، قال نحوه النووي رحمه الله.

2 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدثه أن رسول الله e قال: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)) رواه مسلم.

ووجه استدلالهم منه: قالوا: المشبه به أفضل من المشبه فكان صيام الدهر أفضل من هذه المشبهات فيكون مستحباً وهو المطلوب.

النوع الثاني: الموقوف على بعض الصحابة ومن تبعهم.

- واستدلوا أيضاً بقول وعمل جمع من الصحابة والتابعين، منهم عمر بن الخطاب؛ واختلفت الرواية عنه، ومنهم أبو طلحة، وعائشة أم المؤمنين، وعروة بن الزبير، وسعد بن إبراهيم؛ وهذه الآثار الثابتة عنهم:

1 - وعن أنس بن مالك: ((أن أبا طلحة سرد الصوم بعد وفاة رسول الله e أربعين سنة، لا يفطر إلا يوم فطر أو أضحى أو في مرض)) (صحيح) أخرجه ابن سعد في (الطبقات) [3/ 506]، وابن الجعد في (مسنده) [1/رقم:1464]، الحاكم في (المستدرك) [3/رقم:5506]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير