تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* إذا أتيت أخي الحاج مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فصليت فيه الفريضة إن كان وقتها أو تحية المسجد، وذلك في أول قدومك المدينة النبوية فائت قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه للسلام عليهم ووصفهم بجميل الصفات وخير الألقاب، وعليك أن تلتزم الأدب في قولك وعملك عند قبر نبيك صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما، قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ" -الحجرات/3 - ، ولا تطل الوقوف أمام القبور الثلاثة فتتسبب بأذية الناس وتعطيل حركتهم، ولم تكن إطالة الوقوف عند القبر من هدي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إنك قد أديت حق النبي صلى الله عليه وسلم وحق صاحبيه بسلامك عليهم ودعائك لهم؛ وفقك الله لكل خير.

* احرص أخي الحاج أن تأتي مسجد قباء وتصلي فيه وقت الضحى، طالما أنك أتيت المدينة النبوية فإن في ذلك أجرا عظيما، فروى الشيخان من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قباء راكبا وماشيا كل سبت"، وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من تطهَّر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة"، رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم والشيخ الألباني في صحيح الترغيب.

* وإذا أتيت مقبرة البقيع ومقبرة شهداء أحد للاستغفار لأهلها وللدعاء لهم فهو حسن، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، وما سوى ذلك من بقاع في المدينة كمسجد القبلتين والمساجد السبعة وغيرها فإنه لا فضيلة في زيارتها بل إن ذلك من محدثات الأمور ومن تتبع الآثار الذي نهى عنه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: " بهذا هلك الذين من قبلكم يتتبعون آثار أنبيائهم "، ولا فضيلة لشيء من هذه الأماكن إلا ما تقدم ذكرُه، بل إن المساجد السبعة ليست في عصر النبوة، وإنما هي حادثة بل لا تؤدى الصلوات فيها، فهي دون غيرها من المساجد لأنها منزوعة البركة.

* واشتغل أخي المسلم بالإكثار من الصلاة في المسجد النبوي وقراءة القرآن والتعلم بدلاً من كثرة السياحة والتنقل حتى تهيئ نفسك للحج بقلب عامر بالطاعة منصرف إلى العبادة.

* وعليك أن تعلم أخي الحاج بعد الذي ذكرته لك أن إتيانك المدينة النبوية وما فيها من أمور يستحب فعلها من الخير العظيم، ولكن لا علاقة لذلك كله بالحج وليس ذلك من مناسك الحج، فالحج صحيح تام مبرور إن حقق الحاج ما ذكرناه سابقا من إبرار الحج، ولو لم يأت المدينة النبوية أو المسجد الأقصى كما يظن البعض.

البدء بأعمال الحج والعمرة، وما يكون عند الميقات

* فإذا كان اليوم الذي تغادر فيه الحافلة إلى مكة، فعليك أخي الحاج أن تستعد للإحرام قبل قدومك على الميقات، فتغتسل لإحرامك قبل مغادرة مكانك من المدينة، وهذا الغسل صفته كغسل الجنابة، وتغتسل المرأة للإحرام أيضا ولو كانت حائضا أو نفساء، وعلى المرأة أن تتقي الله فلا تغتسل في الحمامات العامة الظاهرة لجميع المارة كبعض ما نراه في أماكن النسك، وإنما عليها أن تستعد للاغتسال من الفندق أو الحمامات المستورة، ولا تستخدم هذه الحمامات العامة المنكشفة للاغتسال إلا عند الحاجة أو تعسر عليها الاغتسال في مكان إقامتها، فالمرأة مأمورة أن تحفظ حياءها، ولاتتعذر بكثرة الزحام والناس للتهاون في سترها وحيائها وقد روى أبوداوود في سننه بسند صحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها".

* ويتجرد الحاج من القمص والبرانس والسراويل والعمائم والخفاف وغيرها من كل لباس عُمل للبدن على قدره أو على قدر عضو منه، ويتطيب الرجل في شعره ولحيته ولا يطيب ثيابه، ويلبس رداءً وإزارا ونعلين، ويستحب أن تكون ثيابه بيضاء نظيفة، وأما المرأة فإنها تحرم في لباسها العادي وتلبس ما تشاء من الثياب إلا أنها تجتنب البرقع والقفازين والنقاب، والأولى بها أن تسدل على وجهها من رأسها ما يحجب وجهها عن الرجال إذا مروا بها وخافت نظرهم إليها ولا تستديم ذلك حيث اعتزلت الرجال أو كانت في خيمتها بعيدة عن الأجانب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير