تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من الكلمات الجميلة التي كتبها الشيخ الفاضل فهد أبا حسين في كتابه القيِّم " كيف نفهم التيسير ":

ومن الخطأ الفادح أن نُهَوِّن من هذه الشَّعيرة في قلوب النَّاس

الخطأ أن تكون فتاوانا فيها تساهل في الأحكام التي أمر الله بتطبيقها

الخطا أن لا تقوم فتاوانا على ضبط النَّاس في عباداتهم لربهم .. وأن تكون قائمة على الانفلات .. وأن الحاجَّ يفعل ما يشاء.

ولا بد أن نعرف الطريق الصَّحيح للتَّيسير على النَّاسِ، وأن نفرِّق بين الصَّحيح و بين المجازفة بعقول العلماء الذين هم حُرَّاس الشَّريعة.

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وشافاه:

وإتمامهما يكون بأداء مناسكهما على الوجه الذي أداهما به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (خذوا عني مناسككم) أي أدوها على الصفة التي أديتها بها لا على الرخص التي قال بها بعض العلماء من غير دليل من كتاب أو سنة وتلقفها بعض الكتاب والمنتحلين للفتوى، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) ففي هذا الآية الكريمة أنه يجب علينا أن نأخذ من أقوال العلماء ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لا ما يوافق أهواءنا ورغباتنا من أقوال العلماء التي لا مستند لها من الأدلة الصحيحة ولا أن تستعمل الأدلة الشرعية على غير مدلولها، وفي غير مواضعها

كمن يستدل بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لمن سأله عن تقديم أعمال يوم العيد بعضها على بعض: (افعل ولا حر ج) على كل تقديم وتأخير وترك لبعض واجبات الحج وأفعاله فاستعمل هذا الدليل في غير محله ونسي قول الله تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لهب) ولا يحصل إتمام الحج والعمرة الذي أمر الله به في هذه الآية الكريمة إلا بأداء كل منسك من مناسكهما في زمانه ومكانه كما حدده الله ورسوله لا كما يقوله فلان أو يفتي به فلان من غير دليل وإنما تحت مظلة: (افعل ولا حرج) وفي غير الزمان والمكان والأفعال التي وردت فيها هذه الكلمة النبوية.

هل قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لمن انصرف من عرفة قبل الغروب: (افعل ولا حرج)

هل قالها لمن يرمي قبل الزوال في أيام التشريق هل قالها لمن وقف بنمرة ووادي عرنة ولم يقف بعرفة؟!

هل قالها لمن ينصرف من مزدلفة قبل منتصف الليل؟!

هل قالها لمن لم يبيت في مزدلفة في ليلتها وفي منى ليالي أيام التشريق وهو يقدر على المبيت في مزدلفة وفي منى؟!

هل قالها لمن طاف بالبيت من غير طهارة؟!

إنه لابد أن توضع الأمور في مواضعها والأدلة في أماكنها ولابد أن يبين الإطلاق والإجمال كما قال العلامة ابن القيم:

وعليك بالتفصيل فالإ == جمال والإطلاق دون بيان

قد خبطا هذا الوجود وشو == شا الأذهان والأفهام كل أوان

ولا ننسى أن الحج جهاد والجهاد لابد فيه من مشقة وليس هو رحلة ترفيهية ...

إن الذي يجب إعلانه للناس هو قوله تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله) وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (خذوا عني مناسككم)

أما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (افعل ولا حرج) فإنما يقال لمن وقع منه تقديم وتأخير في المناسك التي تفعل في يوم العيد حيث قاله الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في هذا اليوم لمن حصل منه تقديم وتأخير في المناسك الأربعة: الرمي والنحر والحلق أو التقصير والطواف والسعي ولم يقله ابتداء فكل شيء يوضع في مواضعه.

وأما إعلان: (افعل ولا حرج) لكل الناس وقبل حصول الخلل فهذا يحدث تساهلا وبلبلة في أعمال الحج ـ نسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح والإخلاص لوجهه الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير