تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد بن سعد العامري]ــــــــ[07 - 05 - 10, 12:14 ص]ـ

أدلة القائلين بالجواز

واعلم أن أول من أشار إلي سنية الإشارة بين السجدتين هو ابن القيم رحمه الله (كما فهم البعض) كما في الزاد ولا أعلم أحداً قبله ولا بعده قال بذلك غيره إلا في زماننا هذا فقد قال به ابن عثيميين رحمه الله وتبعه البعض في ذلك.

أولاً: عمدتهم في هذه المسألة حديث وائل بن حُجر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وفي بعض طرقه قال (ثم جلس فافترش رجله اليسرى ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، وذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، ثم أشار بسبابته ووضع الإبهام على الوسطى وحلق بها وقبض سائر أصابعه، ثم سجد فكانت يداه حذو منكبيه).

واعلم يرحمك الله أن حديث وائل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - له أربع طرق

الأول: طريق علقمة بن وائل عن أبيه وائل بن حُجر.

الثاني: طريق عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حُجر.

الثالث: طريق سلمة بن كهيل عن حجر بن العنبسي عن وائل بن حُجر.

الرابع: طريق اليحصبي أو (ابن اليحصبي) وائل بن حُجر.

والذي يعنينا في هذا البحث هو الطريق الثاني طريق عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لأن الزيادة المشار إليها باللون الاحمر في المتن (ثم سجد) جاءت فيه.

بما جعل بعضهم يظن أن الجلوس الوارد في الحديث هو الذي يكون بين السجدتين لقوله ثم سجد وعليه قال بالإشارة بين السجدتين وأنها السنة في هذا الموضع.

وقد روى هذا الحديث نفرٌ كثيرٌ فقد رواه

أحمد والطبراني من طريق عبد الرزاق.

والبيهقي وابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن هاشم عن وكيع.

والنسائي وأحمد والطبراني من طريق محمد بن يوسف الفريابي.

وابن خزيمة والطحاوي وابن أبي الشيخ والبيهقي من طريق مؤمل.

الطبراني من طريق علي بن قادم.

أحمد من طريق يحي بن آدم و طريق ابن الوليد.

البيهقي من طريق الحسين بن حفص.

كلهم عن سفيان الثوري

وانفرد عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله بهذه الزيادة (ثم سجد) من بين أصحاب الثوري كلهم ولم يتابع عليها.

وفي المقابل روى محمد بن يوسف الفريابي نفس الحديث دون هذه الزيادة وله متابعة من طريق عبد الله ابن الوليد كما في مسند أحمد، وبعض علماء الحديث يقدمون الفريابي على عبد الرزاق في الرواية عن الثوري وقالوا كان أكثر ملازمةً للثوري من عبد الرزاق.

فالحاصل انفراد عبد الرزاق بزيادة يرويها عن الثوري لم يروها أحدٌ من الملازمين للثوري ولم يتابع عليها وهذه بلا شك (زيادة شاذة) عند المحدثين.

وعليه فقد قال كثير من أهل العلم بشذوذ هذه الزيادة وضعفوها منهم الألباني وابن باز وبكر أبوزيد وغيرهم.

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله رحمة واسعة (في رسالة لا جديد في أحكام الصلاة) قال {هذه الرواية لو كانت هي السياق الوحيد لحديث وائل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ثم لم يخالفه الآخرون الذين وصفوا صلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكانت دلالتها واضحة على الإشارة بين السجدتين، ولرأيت تسابق العلماء إلى القول بها، وعقد التراجم على مشروعيتها وجريان عمل المسلمين بها لكن كل هذا لم يكن.

ولم يصرح بمشروعية الإشارة بين السجدتين أحدٌ من علماء السلف وعمل المسلمين المتوارث على عدم العمل بها فهي من الروايات من الروايات التي تواطأ المسلمون على عدم العمل بها لضعفها. أ. هـ بتصرف

وعليه فهذا الحديث لا يصلح كدليل على سنية الإشارة بين السجدتين.

والله أعلم

يتبع إن شاء الله

ـ[محمد بن سعد العامري]ــــــــ[07 - 05 - 10, 12:50 ص]ـ

أدلة القائلين بالجواز

واعلم أن أول من أشار إلي سنية الإشارة بين السجدتين هو ابن القيم رحمه الله (كما فهم البعض) كما في الزاد ولا أعلم أحداً قبله ولا بعده قال بذلك غيره إلا في زماننا هذا فقد قال به ابن عثيميين رحمه الله وتبعه البعض في ذلك.

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله (وابن القيم - رحمه الله - لما ساق رواية وائل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في سياق هدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الجلوس بين السجدتين، استروح بعض المعاصرين من هذا السياق: أن ابن القيم يقول بالإشارة بين السجدتين.

وهذا غير مسلم به فإنه لم يصرح به على عادته، وإنما اقتصر على ذكر لفظ الرواي ثم قال: (هكذا رواه وائل بن حجر).

ففيه إشارة إلى أن في النفس منه شيئٌ.

ولهذا ساق مرة أخرى في سياق هدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الجلوس الأول للتشهد وقال مشيرا إليه (كما تقدم في حديث وائل بن حجر) ففي هذا إلماح إلى أن هذا هو محل الإشارة). أ. هـ من رسالة لا جديد في أحكام الصلاة.

لا يفوتني أن ألمح إلى أدب الشيخ العالي في تناوله لهذه المسألة ويكفيك أيها القارئ أن تنظر لقوله (استروح، أحد المعاصرين) لتعلم ولتتعلم كيف يكون الحديث بين العلماء الربانيين إذا اختلفوا في مسألة فرعية. فانظر إلى انتقاء الألفاظ استروح التي لا تقدح في الفهم، و أحد المعاصرين لم يسمه أدبا وخلقا منه وهذه عادة العلماء ولا نزكي الشيخ على الله.

وقد وجدتها فرصة لكي يتعلم الإخوة كيف يكون الرد على من خالفك. لا سيما هؤلاء المتعالمون الأحداث الذين يسبق أحدَهم لسانُه في الكلام بألفاظ فظة غليظة لا يراعي فيها الأدب الإسلامي في الحوار وهم قلة ولله الحمد والله المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير