تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفى الرواية عرض لنا عدة شخصيات متباينة لنرى كيف يكون أثر البلاء على النفوس ومن سيصبر ويجاهد ومن سيخون ويقبل بالفتات، ومن اللفتات المهمة التى عرضتها الرواية أيضا هو كيف نجاهد وكيف نخطط، فالأمر ليس عشوائيا وليس تلقائيا، كيف أدت مرونة الأمير فى بداية القصة إلى تحويل المأساة التى تنتظره بزواج ابنته من الزعيم الصينى إلى نصر له ولمجوعته، وكيف أنقذت نجمة الليل حياة أسرة الأمير بتحايلها وتضحيتها .. قد توافق أو لا توافق على تصرف تلك الشخصيات ولكن على الأقل تخرج بفكرة أن الطرق متعددة والمسالك متشعبة فلتختر أقلها خطرا ولتتنازل عما ترغب لما يخدم المجموع وينفع القضية ..

القصة أيضا عرضت لضعف البشر الطبيعى ولم تعرضهم ملائكة لا يخطؤن فهذا بطل القصة وراويها مصطفى مراد حضرت يتوق للزواج ممن أحب وتأتيه فى ليالى الوحدة والخوف ..

أما الحوار الدائر بين الأشخاص فيشعرك أنك قد ذهبت إلى هناك مما يعضد قيمة الوحدة وأن هناك حد أدنى يجمع تلك الشعوب المسلمة وإن اختلفت الثقافات وتنوعت العادات .. لذا لا تشعر بغربة أو تناقض وأنت تقرأ فاللغة قريبة ومعبرة عن الوقت والحال.

خاتمة القصة جاءت لتأكد واقعية الحدث فلم يبحث عن نصر ليختم به وذلك لأن الهدف لم يكن قط مجرد قراءة واستمتاع وإنما هو إثارة قضية قد لا يعلم الكثيرون عنها شيئا فيقدمها هو بطريقة تجبرك على التوقف والاحساس بإخوانك فى مشارق الأرض ومغاربها، فجزاه الله خيرا على هذا الجهاد بالقلم والكلمة المعبرة.

الوقفة الثانية: تصويرمشاهد الإنحراف

وضع الكيلانى المنهج وحدد الأسس وحاول قدر جهده وصارت رواياته معلما واضحا يقتدى به الكثيرون لكن الطبيعى أن نجد لديه بعض أخطاء البدايات، فمع محاولته الخروج بالرواية من ذلك النفق الضيق الذى كانت تحيا فيه ووضعها فى إطار أوسع يخدم الفكرة التى يقوم عليها الكون وتقوم بها الحياة كان لابد من أن يظهر بعض التأثير من بيئته ومما قرأ ودرس من أدب وروايات سبقته أو تلته ..

ظهر هذا التأثير واضحا فى بعض رواياته من خلال مشاهد الحب أو الخيانة والفجور .. كقصة قاتل حمزة التى صورت العلاقة الآثمة بين اليهودية الحاقدة والعبد الذى لا يملك من إرادته شيئا وإنما تحركه الأهواء والرغبات المكبوتة.

كما ظهر ذلك جليا فى رواية حارة اليهود (دم لفطير صهيون) والتى حفلت بمشاهد الإغواء التى تتقنها الزوجة اليهودية أيضا مع خادم زوجها ..

وقع الكيلانى فى فخ تجسيد هذه المشاهد بدافع من رغبته إثبات واقعية الأدب الإسلامى وتناوله لجميع مظاهر الحياة جيدها وسيئها .. إلا أن تلك الواقعية كان من الممكن أن تصور بطريقة أكثر قبولا وتناغما مع الفكرة الإسلامية .. فما الفرق إذا أن أصور بالكلمات مشهدا من مشاهد الإغواء المتقن أو أصوره بالكاميرا؟! .. بل ربما كان تأثير الكلمات أشد خطرا إذ يسمح للعقل أن يتخيل ما شاء ..

وهنا نتوقف ونسأل إذا كيف للأديب الملتزم أن يعبر عن هذا الواقع دون أن يقع فى إثم هذا الوصف؟ والإجابة ليست شيئا عسيرا فإن كثرة القراءة قى الأدب الملتزم واتخاذ كتاب الله الدليل من خلال سورة يوسف سيكون له أكبر الأثر ولن يجد الأديب المسلم بعدها صعوبة فى رسم تلك المشاهد ببراعة دون تجسيد حقيقى ..

وقفتنا الأخيرة حول الرواية التاريخية التى اتجه إليها الكيلانى وقدم لها بعض النماذج المتميزة التى أثبت من خلالها أن تاريخنا وحضارتنا عبارة عن خبرات متراكمة وأن التاريخ كثيرا ما يعيد نفسه وإن اختلفت الوجوه والصور .. نجاح روايات الكيلانى التاريخية شابه بعض السقطات التى وقعت نتيجة اقترابه من الواقع وتأثره بعصره ومصطلحاته التى نمت سريعا وتضخمت .. وأعنى هنا اللغة والأسلوب الحوارى بين أبطال رواياته تلك، فقد بدا واضحا فى أحدها وهى قاتل حمزة طغيان أسلوب الكيلانى نفسه على أسلوب وحشى قاتل حمزة فمن أين لوحشى حينذاك أن يتحدث عن العدالة الإجتماعية والظلم الاجتماعى وغير ذلك .. ثم كان ذلك أكثر وضوحا فى روايته (نورالله)

حيث رأينا لغة وحوارت تعدت ذلك العصر الجاهلى لتصل إلى عصرنا الحديث وتتحدث بلغته وبفكره وثقافته ..

إلا أن البعض قد يرى أن الكيلانى أراد من ذلك أن يعرض ذلك التاريخ بلسان الحاضر فهم كانوا يفكرون ويحلمون كما نفكر ونحلم وإن اختلفت العبارات والألفاظ .. إلا أن الأقرب للواقع وللتأثير أن نقرأ الماضى والتاريخ كأننا نراه بلغتهم هم وثقافتهم هم مهما كان فقرها أواختلافها.

كانت تلك وقفات سريعة مع بعض روايات الكيلانى سمحت لنفسى بها رغم ضعف الخبرة والأسلوب فى الكتابات النقدية ولكن ربما نفتح بها الباب لقراءات أخرى أكثر عمقا وأكثر فهما يستفيد منها كل قلم أديب أو روائى

منقول

http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=32156

ـ[المريني]ــــــــ[07 - 12 - 10, 09:33 م]ـ

عليك بقصة:لا يجب دائما البطارخ (الكافيار)

للكاتب النمساوي ماريو زمل. Es muss nicht immer Kaviar sein von Mario Simmel

فهي بحق من أروع ما قرأت. و ذلك أني لم أضع الكتاب من حين مسكته يدي إلا للضرورة. فرغت من قراءته في ثلاثة أيام علما أن حجمه يربو على أربعمائة صفحة.

أتمنى أن أجده مترجما إلى العربية و لو كلفني ذلك ثمنا غاليا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير