ولأنها فارسية الأصل فقد استعملها في مبدأ الأمر أهل العراق لاتصالهم الوثيق بأهل فارس وانتقلت منها إلى الجزيرة والشام ثم منهما إلى سائر البلاد العربية قال أبو البقاء في شرح ديوان أبي الطيب: الأستاذ كلمة ليس بعربية وإنما تقال لصاحب صناعة كالفقيه والمقريء والمعلم وهي لغة أهل العراق ولم أجدها في كلام العرب وأهل الشام والجزيرة ** يسمون الخصي أستاذا ً. أهـ
.............
يتبع إن شاء الله
ـــــ
* (المعرب 25)
** يريد جزيرة أقور وهي ما بين دجلة والفرات في الشمال وفيها ديار مضر وديار بكر ومنها الموصل.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[11 - 07 - 08, 11:30 ص]ـ
وممن لقب بالأستاذ أبو الفضل محمد بن العميد وزير ركن الدولة ابن بويه الديلمي وهو الكاتب اللوذعي الذي قيل فيه: بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد وكان الصاحب بن عباد قد زار بغداد فسأله ابن العميد عنها فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد. وكانت وفاة الأستاذ ابن العميد سنة 360 هـ.
ومن هؤلاء الوزير المهلبي. وانظر معجم الأدباء 9/ 146.
وممن لقب بالأستاذ أيضاً أبو المسك كافور الإخشيدي الذي استقل بملك مصر في سنة 355 وقد وفد عليه المتنبي في مصر ومدحه بقصائد غاية في الجودة والسمو الفني ومنها قصيدة مطلعها:
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
يقول فيها:
مدىً بلغ الأستاذ أقصه ربُّه = ونفس له لم ترض إلا التناهيا
وفي هذه القصيدة البيت المشهور:
قواصد كافور توارك غيره = ومن قصد البحر استقل السواقيا
ويقول في قصيدة أخرى:
ترعرع الملك الأستاذ مكتهلا = قبل اكتهال أديباً قبل تأديب
وكانت وفاة كافور سنة 356 في مصر.
وقد تلقب به عدد كثير من العلماء كالأستاذ أبي إسحاق الأسفراييني من أساطين علماء الشافعية وكانت وفاته سنة 418.
وبعد هذا أعرض لما يجري في هذه الأيام من وصف من أحرز شهادة علمية خاصة من النساء بالأستاذة وكذلك وصف من يزاول منهن مهنة المحاماة عن المتهمين أمام المحاكم فيقولون: الأستاذة فلانة فتراهم ألحقوا الأستاذ علم التأنيث ولم نر هذا فيما وقفنا عليه وليس الأستاذ من الأوصاف حتى يكون تأنيثه مطرداً بل هو من الأسماء الجامدة فلا يقدم على تأنيثه إلا بسماع. " ولهذا * الأصل أنكر الصفدي قولهم للظبية: غزالة مع ورود غزال للمذكر لأنه لم يثبت عنده أن العرب قالوا غزالة. وما خالفه الدماميني في ذلك إلا بعد وقوفه على شواهد من كلام العرب تقتضي صحة استعمالها "
فإن سأل سائل: فما أنت قائل إذا أردت أن تصف الأنثى بهذا الوصف فهل تحظر أن تطلقه عليها؟ قلت: إني أوثر أن أطلق كلمة الأستاذ هكذا عارية من علم التأنيث على الأنثى من قبل أن هذا الوصف متعارف في الرجال فيبقى على حاله ولو وصف به مؤنث.
وإني أستند في رأيي هذا إلى ما ارتآه ابن السكيت وذهب إليه في بضعة ألفاظ فقد نقل عنه الشهاب في شفاء الغليل في حرف الواو أن الوصي والأمير والعالم والوكيل يجوز ** أن تظل هكذا بدون تاء تأنيث حين تجري على المؤنث لكثرتها في الرجال فأجريت على الأصل. ويقول الشهاب: إن ابن السكيت جعل من هذا الأصل قوله تعالى: " إنها لإحدى الكبر نذيراً للبشر " فنذيراً حال من إحدى الكبر وهو مؤنث وقد جاء النذير هكذا لكثرته في الرجال وفي الآية تخريجات أخرى منها أن نذيراً مصدر بمعنى الإنذار كالنكير وهو تمييز ومنها أن نذيراً ورد على النسب أي ذات إنذار فلمم يجر على الفعل ومن ثم لم يؤنث.
ومن قبل ما ذكره ابن السكيت ما ذكره بعضهم في قوله تعالى: " كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً " فن حسيباً يجري على النفس وذكر لأن الحساب مما يتولاه الرجال وهناك أيضاً تخريجات أخرى. ومن شواهده أيضاً قول الشاعر:
أمخترمي ريب المنون ولم أزر = طبيب بني أود على النأي زينبا
وللقاريء أن يسأل: إنما تأتسي بقول ابن السكيت إذا كان يرى هذا قياساً عنده؟ وأقول: إن الشهاب شك في هذا، ويقول: " وليس في كلامه ما يدل على أنه سماع أو قياس "
ولكن إذا عرفنا أن ابن السكيت من الكوفيين الذين يتوسعون في القياس على الشاهد الواحد ترجح عند الناظر أنه يقول بالقياس وقد ورد أكثر من شاهد كما سلف لك لا سيما وله مُدرك معقول.
.........
يتبع إن شاء الله
ـــــــ
*في كتاب القياس في اللغة العربية للأستاذ العلامة محمد الخضر حسين صـ 84
**ويجوز أن ترد بالتأنيث على الأصل، قال الشاعر:
ولو جاءوا برملة أو بهند = لبايعنا أميرة مؤمنينا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 07 - 08, 03:08 م]ـ
في كتاب الأغاني في ترجمة المغنية بذل
(وقرأت على جحظة، عن أبي حشيشة في كتابه الذي جمعه من أخباره وما شاهده، قال: كانت بذل من أحسن الناس غناء في دهرها، وكانت أستاذة كل محسن ومحسنة، وكانت صفراء مدنية، وكانت أروى خلق الله تعالى للغناء، ولم يكن لها معرفة)
¥